ورشة عمل تقودها إيكروم تساعد على تحديد 77 من مواقع ومجموعات التراث المعرضة للخطر في ظل الصراع القائم في السودان

تقدر تكاليف حماية هذه المواقع وتقديم الاستجابة الطارئة لها بحوالي 11 مليون دولار أمريكي.* 

في الفترة بين 6 – 10 تموز/ يوليو 2023، شاركت إيكروم مع كل من: يونسكو باريس، ويونسكو القاهرة ويونسكو الخرطوم، وبالتعاون الوثيق مع إيكوموس الدولية والمؤسسة المصرية لإنقاذ التراث (EHRF) في تنظيم ورشة عمل في مدينة القاهرة/ مصر لدعم الهيئة العامة للآثار والمتاحف/ السودان (NCAM) في حماية تراث السودان في ظل الأزمة الحالية.  

إن إجراء تحليل منهجي للأوضاع ودراسة التفاعلات المحتملة بين القوى المحركة للصراع والمخاطر التي يتعرض لها جميع أشكال التراث هو أمر ضروري لتحديد الخطوات الاستباقية لحماية التراث في أوقات الأزمات. فورشة العمل هذه؛ التي تم تصورها وتصميمها وتنظيمها من قبل البرنامج الرئيسي لإيكروم الإسعافات الأولية والمرونة للتراث الثقافي في أوقات الأزمات (FAR) والمكتب الإقليمي لإيكروم في الشارقة، قد أجرت تحليلاً مماثلاً للأوضاع وتقييماً للمخاطر، وذلك على مدار خمسة أيام، برفقة خبراء من الهيئة العامة للآثار والمتاحف (NCAM)، وهيئات دولية، بالإضافة إلى شركاء وخبراء محليين من الشبكة الواسعة من المسعفين الأوليين للثقافة لبرنامج إيكروم الإسعافات الأولية والمرونة للتراث الثقافي في أوقات الأزمات (FAR).  

كما عملت ورشة العمل على تحديد أكثر من 139 من المواقع والمباني ومجموعات التراث المعرضة للخطر؛ بما فيها مواقع التراث العالمي، والمتاحف والمواقع الأثرية في جميع أنحاء السودان. حيث تم تصنيف 77* منها على أنها معرضة للخطر أكثر من غيرها بسبب انكشافها على المخاطر المتعددة مثل الاستهداف المتعمد، والأضرار العشوائية الناجمة عن الحرب، والنهب، والفيضانات والنيران. 

المخرجات الرئيسية 

استناداً إلى نتائج ورشة العمل الأولى التي عقدت في الفترة بين 3 – 5 حزيران/ يونيو 2023، ساعدت هذه المبادرة الثانية الهيئة العامة للآثار والمتاحف (NCAM) على وضع خطة عمل وتشكيل فريق للاستجابة للأزمات بهدف تحديد أولويات التدخل، وتجنيد الموارد وتنسيق الأعمال على أرض الواقع من أجل حماية التراث الثقافي للسودان. حيث تعلم موظفو الهيئة العامة للآثار والمتاحف (NCAM) أيضاً كيفية تقييم المخاطر وتحديد الإجراءات اللازمة لتوثيق التراث وصونه واستقراره، وذلك باستخدام أدوات وموارد إيكروم المختبرة ميدانياً.  

وتشمل مخرجات ورشة العمل المحددة ما يلي: 

• نماذج لتقييم الأضرار والمخاطر على التراث المنقول والثابت وغير المادي، مصممة خصيصاً لسياق حالة الطوارئ في السودان. 

• نموذج لتقييم الاحتياجات من أجل تحديد الإمدادات، والمعدات، واللوجستيات والموارد اللازمة للتخفيف من حدة المخاطر التي تم تحديدها، والاستجابة لها. 

• جدول بيانات يوضح بالتفصيل مجموعات ومواقع التراث حسب المنطقة، ويكون مصنفاً من التراث الأقل عرضة للخطر إلى المتوسط، وصولاً للتراث المعرض للدرجة العالية من الخطورة.   

• قائمة بـ 77* موقع ومجموعة تراث ذات أولوية لتعرضها للخطر الكبير، ذلك مع ما يرتبط بها من تدابير للتخفيف من حدة المخاطر التي تم تحديدها. 

• خطة عمل وموازنة تحدد الموارد اللازمة لفريق الاستجابة للأزمات للقيام بعمليات الطوارئ. 

أبرز ما تضمنته ورشة العمل 

بعد إجراء مناقشة لتحليل الأوضاع وتحديثها بشكل منهجي، عملت أبارنا تاندون – الرئيسة العليا لبرنامج إيكروم الإسعافات الأولية والمرونة للتراث الثقافي في أوقات الأزمات (FAR) ومعها عبد الحميد صلاح وأميرة صادق علي من المؤسسة المصرية لإنقاذ التراث (EHRF) على توجيه المشاركين في تحديد تدابير التخفيف من حدة المخاطر، وذلك وفقاً للقطاعات الإقليمية وأنواع التراث. 

من جهة أخرى، عملت زينب غول أونال – نائبة رئيس إيكوموس على مشاركة إجراءات لتخطيط وتفعيل الاستجابة للأزمات، بما في ذلك وضع بروتوكولات فعالة للتواصل أثناء الظروف الحرجة. واستُكمل الإطار العام للاستجابة للأزمات بمساهمة من الهلال الأحمر المصري حول أفضل الممارسات لضمان السلامة الشخصية والأمن في حالات الطوارئ.  

كما حدد المشاركون سياق نماذج تقييم الأضرار والمخاطر الخاصة بالتراث المنقول والثابت وغير المادي. حيث شارك الفريق في نشاط محاكاة قائم على السيناريوهات؛ ساعدهم على اختبار النماذج وتنقيحها، وكذلك فهم كيفية تعزيز آليات التنسيق والتواصل أثناء الأزمات. 

وخلال اجتماع لشركاء إيكروم في اليوم الأخير من ورشة العمل، تم التشديد على ضرورة تضامن المجتمع الدولي من أجل دعم وحماية تراث السودان. 

حيث بدأ الاجتماع كل من زكي أصلان – مدير المكتب الإقليمي لإيكروم في الشارقة، وجورج باباجيانيس – رئيس مكتب اليونسكو في الخرطوم، معربان عن تفاني كل من إيكروم واليونسكو، كما أنهما قاما بدعوة الشركاء الآخرين إلى تقديم مساهماتهم لدعم جهود الهيئة العامة للآثار والمتاحف (NCAM).  

وقد جمع اجتماع الشركاء ممثلين من:  

• المركز الدولي لدراسة صون وترميم الممتلكات الثقافية – إيكروم   

• منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة – يونسكو باريس 

• منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة – يونسكو القاهرة 

• منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة – يونسكو الخرطوم 

• مركز التراث الثقافي التابع لوزارة الخارجية الأمريكية 

• مبادرة سميثسونيان لإنقاذ التراث الثقافي 

• معهد بحوث الآثار في مدينة كيوتو 

• الوكالة اليابانية للتعاون الدولي – جايكا  

• المجلس العالمي للمعالم والمواقع – إيكوموس   

• المجلس الدولي للمتاحف – آيكوم/ باريس 

• المنظمة العربية للمتاحف 

• المجلس الدولي للمتاحف – آيكوم/ مصر 

• لجنة الحفظ – التابعة للمجلس الدولي للمتاحف  

• اللجنة الدولية لأمن المتاحف – التابعة للمجلس الدولي للمتاحف 

• المؤسسة المصرية لإنقاذ التراث (EHRF) 

• المركز الإقليمي العربي للتراث العالمي/ البحرين (ARC-WH) 

• مركز الاستجابة للطوارئ الثقافية  (CER) 

• مؤسسة ألِف (التحالف الدولي لحماية التراث في مناطق النزاع)  

• صندوق الحماية الثقافية الخاص بالمجلس الثقافي البريطاني (CPF) 

الخطوات المقبلة 

ستكون الإدارة الاستراتيجية لفريق الاستجابة للأزمات الذي يعمل من أجل حماية تراث السودان تحت إشراف مجلس الاستجابة للأزمات؛ برئاسة البروفيسور إبراهيم موسى. حيث يضم المجلس أيضاً كل من: الدكتورة غالية جار النبي، والدكتور نور الدين الراجيج، والبروفيسور انتصار صغيرون والبروفيسور حسن حسين. وفي القاهرة، سيتولى مكتب التنسيق المركزي؛ بقيادة منسق الاستجابة لحالات الطوارئ – الدكتور إجلال المالك؛ وهو عضو سابق في المجلس التنفيذي لإيكروم، تجميع البيانات التي تم جمعها من بعثات تقييم الأضرار والمخاطر التي أجرتها المكاتب الميدانية الخمسة في السودان. 

أما خلال الأشهر الستة القادمة، تستعد الهيئة العامة للآثار والمتاحف (NCAM) لإنشاء مكتب في القاهرة، وشراء معدات السلامة الشخصية والأمن لموظفي الهيئة العامة للآثار والمتاحف (NCAM) العاملين ميدانياً في السودان، كذلك إجراء تقييمات المخاطر للمواقع الـ 77* التي تم تحديدها، بالإضافة إلى تنفيذ تدابير التخفيف من حدة المخاطر في أربعة متاحف. حيث سيتطلب هذا الجهد الأولي مساهمة متضافرة من الشركاء فيما يتعلق بالدعم التقني، ومبادرات لعقد التدريبات، وتجهيز اللوازم والمعدات، فضلاً عن مبلغ أولي يقدر بحوالي 855,000 دولار أمريكي*.  

كما تحث إيكروم جميع شركائها على مواصلة دعم هذه الجهود الرامية إلى حماية التراث الثقافي للسودان في ظل الأزمة القائمة. ومن جهتها، ستكفل إيكروم دعمها المتواصل من خلال توفير التدريب لموظفي الهيئة العامة للآثار والمتاحف (NCAM) حول التخفيف من حدة المخاطر وتقديم الإسعافات الأولية للتراث الثقافي. 

"من خلال هذه الورشة، عملت الهيئة العامة للآثار والمتاحف (NCAM) على وضع استراتيجية لحماية التراث الثقافي والحفاظ عليه، حيث ينبغي تنفيذ هذه الاستراتيجية على الفور مع الطاقم الحالي في القاهرة والسودان لتحاشي حدوث المزيد من الأضرار على التراث. وفي هذا الصدد، فإن استمرار دعم وخبرة الشركاء الدوليين هو أمر ضروري من أجل اتخاذ إجراءات قبل فوات الأوان". – البروفيسور ابراهيم موسى، المدير العام لهيئة العامة للآثار والمتاحف (NCAM). 

لمعرفة المزيد والانضمام إلى الجهود الرامية لحماية التراث الثقافي للسودان، يمكنكم التواصل من خلال العناوين الإلكترونية التالية:  ncamemergencyresponse@gmail.com أو far_programme@iccrom.org