في الفترة بين 1 – 5 آب/ أغسطس 2023، عقدت إيكروم من خلال برنامجها الرئيسي الإسعافات الأولية والمرونة للتراث الثقافي في أوقات الأزمات (FAR) دورة تدريبية وجاهية ثانية في العاصمة الأوكرانية كييف، وذلك بالشراكة مع كل من: صندوق السفراء الأمريكيين للحفاظ على التراث الثقافي التابع لوزارة الخارجية الأمريكية (AFCP)، ووزارة الثقافة وسياسة المعلومات الأوكرانية (MOCIP) والمجمع التذكاري الوطني لأبطال المائة السماوية – متحف ثورة الكرامة (متحف ميدان). كما عملت وكالة المرونة الثقافية (ACURE) مع مبادرة الاستجابة لحالات الطوارئ المتعلقة بالتراث (HERI) على إجراء التنسيق المحلي لعقد هذه المبادرة. وتضمنت الدورة التدريبية التفاعلية زيارتَي موقع، مع تقديم عروض توضيحية حية حول كيفية إجراء تقييمات للأضرار والمخاطر في الموقع بعد وقوع الحدث، وذلك للتراث المنقول والثابت وغير الملموس.
هذه الدورة هي جزء من مشروع مدته تسعة أشهر يرمي إلى وضع خريطة، تعتمد على نظام المعلومات الجغرافية، للمخاطر التي يتعرض لها التراث الثقافي الملموس وغير الملموس. فمن خلال جمع البيانات المتعلقة بالأضرار والمخاطر بطريقة ممنهجة، وتصنيفها وتحليلها وتصورها، سيساعد المشروع في تحديد الأولويات المتعلقة بالإسعافات الأولية والحد من المخاطر والتعافي بعد الحرب، وبالتالي تطوير نهج مستنير بالمخاطر من أجل حماية التراث، وذلك على الصعيد الوطني.
يتم دعم المشروع بسخاء من قبل صندوق السفراء الأمريكيين للحفاظ على التراث الثقافي التابع لوزارة الخارجية الأمريكية (AFCP). كما أن هذا المشروع هو المرحلة الأولى من استراتيجيتنا المكونة من أربع مراحل لتنمية القدرات بما يتعلق بالاستجابة للأزمات وتعافي التراث في أوكرانيا. حيث تم تطوير هذه الاستراتيجية من قبل فريق برنامج الإسعافات الأولية والمرونة للتراث الثقافي في أوقات الأزمات (FAR)، وذلك استناداً إلى استنتاجات من البعثة التي قمنا بها لتقصي الحقائق، والتي تم تنفيذها بالتشارك ما بين إيكروم وإيكوموس في شهر تموز/ يوليو 2022. وستقوم اليونسكو والمديرية العامة للتعليم والشباب والرياضة والثقافة التابعة للمفوضية الأوروبية بتمويل بعض الأنشطة الأخرى المدرجة في استراتيجيتنا.
وقد مثّل فريق وطني مكون من 23 خبيراً من المناطق الخمس التالية المعرضة لخطر الحرب المستمرة: خاركيف، وأوديسا، ودونيتسك، وتشيرنيهيف وكييف التخصصات المتنوعة كالمهندسين المعماريين، والمؤرخين، والمحامين، وضباط الجيش، بالإضافة إلى تخصصات خبراء المكتبات، والمحفوظات والمتاحف. حيث تستند الأساليب وطرق سير العمل التي تم تقديمها أثناء الدورة التدريبية إلى المنهجية المقننة والمختبرة ميدانياً التي تتبعها إيكروم بما يتعلق بالإسعافات الأولية للتراث الثقافي في أوقات الأزمات (FAC).
ومن خلال المحاضرات، وأمثلة الحالات، وزيارات الموقع والأنشطة العملية، تعلم المشاركون كيفية إجراء تقييم طارئ للأضرار والمخاطر في مواقع أماكن التراث، وذلك في حالات الطوارئ المعقدة، فضلاً عن أساسيات وضع تدابير هيكلية وغير هيكلية للتثبيت في الموقع، تستند إلى البيانات المجمعة باستخدام نماذج تقييم الأضرار والمخاطر في الموقع.
كذلك، تمت مناقشة الأدوات والتقنيات التي يمكن استخدامها في توثيق حالات الطوارئ بشكل مطول خلال ورشة العمل. حيث شارك المهندس في مجال الحفظ، راند ايبيش، أفضل الممارسات لمستويات تسجيل الأضرار في أماكن التراث، وذلك باستخدام نتائج البحث العلمي الذي قام بإجرائه. كما تم منح المشاركين فرصة للفهم بشكل نقدي متى وكيف يمكن استخدام الأدوات؛ مثل تطبيق برنامج إيكروم الإسعافات الأولية والمرونة للتراث الثقافي في أوقات الأزمات (FAR)، والمسح التصويري وما إلى ذلك، للمساعدة في استعادة التراث، فضلاً عن الاختلافات في مستويات دقتها. أما من خلال التجربة العملية لعُلا صالحو في إنشاء تقييمات تفصيلية للأضرار والمخاطر، فقد تعلم المشاركون أيضاً كيفية إعداد مخطط مبنى أو مخطط موقع، بالإضافة إلى كيفية مراقبة الأضرار ووضع علامات عليها في الرسومات الفنية.
"لم يكن لدي أي خبرة في إصلاح أو تقييم الأضرار التي لحقت بقطع التراث الثقافي، لذلك جئت [بصفحة نظيفة] ورغبة كبيرة. فخلال هذه الأيام، اكتسبت الخبرة والمعرفة الكبيرة؛ كيف أتفاعل، وما هي خوارزمية الإجراءات [التي يجب اتخاذها]، وكيفية استخدام وثائق النماذج الدولية. حيث ومنذ أن بدأت بالعيش والعمل في منطقة دونيتسك؛ في المكان الذي تجري فيه الحرب منذ ما يقرب من عشر سنوات، وجدت بأن هناك الكثير من العمل، لكنني سأكافح لتوثيق الخسائر واستعادة تراثنا. فالتراث الثقافي هو أساس الشعوب؛ فهو معنوي والخيط الذي يوحدنا"...
- كاترينا زيلينسكا، مشاركة في ورشة العمل، متحف دونيتسك الإقليمي للتاريخ المحلي.
شهادة مترجمة من اللغة الأوكرانية
أبرز ما تضمنته ورشة العمل
بدأت ورشة العمل رسمياً من خلال إلقاء الكلمات الرئيسية الملهمة من قبل نائبة وزير الثقافة وسياسة المعلومات في أوكرانيا، السيدة كاترينا تشويفا، والملحق الثقافي في السفارة الأمريكية في كييف، السيد جلين دافيس.
حيث أشارت السيدة تشويفا بعناية إلى الحاجة المدرَكة لتقييم الأضرار والمخاطر، وكيفية تصميمها بما يتناسب مع السياق المحلي. بينما سلط السيد دافيس الضوء على الطريقة التي يمكن أن تؤدي من خلالها مثل هذه التقييمات إلى قرارات طويلة الأجل ومستنيرة بالمخاطر نحو استعادة التراث في أوكرانيا.
وقادت كل من أبارنا تاندون، الرئيسة العليا لبرنامج الإسعافات الأولية والمرونة للتراث الثقافي في أوقات الأزمات (FAR)، وجوي أمباني، مساعدة البرنامج، المشاركين من خلال استخدام أسلوب تدريجي لمنهجية الإسعافات الأولية للتراث الثقافي في أوقات الأزمات (FAC)؛ حيث يشكل تقييم الأضرار والمخاطر الخطوة 2/4.
كما قدم السيد عبد الحميد صلاح، رئيس مجلس إدارة المؤسسة المصرية لإنقاذ التراث (EHRF)؛ الشريك طويل الأمد لبرنامج الإسعافات الأولية والمرونة للتراث الثقافي في أوقات الأزمات (FAR)، مثالًا على حالة من مصر حول كيفية تنفيذ هذه المنهجية على أرض الواقع بعد وقوع حالة طوارئ.
كذلك، أوضح السيد إيهور بوشيفايلو، المدير العام لمتحف ميدان، وأحد مؤسسي شركائنا المنفذين المحليين وكالة المرونة الثقافية (ACURE) ومبادرة الاستجابة لحالات الطوارئ المتعلقة بالتراث (HERI)، ومتدرب بالإسعافات الأولية للثقافة، أهمية تكييف هذه المنهجية مع السياق الأوكراني.
وبناءً على المقدمة، أجرى المشاركون تقييماً للأضرار والمخاطر في الموقع للتراث المنقول والثابت في بيت الثقافة المركزي في إيربين؛ وهي واحدة من أولى المؤسسات الثقافية بعد الحرب العالمية الثانية في أوكرانيا، والتي تضررت إثر الهجمات المكثفة في آذار/ مارس 2022.
وبعد دراسة نتائج زيارة الموقع، أطلعت أبارنا تاندون (من إيكروم) المشاركين على نماذج تقييم الأضرار والمخاطر الخاصة ببرنامج إيكروم الإسعافات الأولية والمرونة للتراث الثقافي في أوقات الأزمات (FAR)، وسلطت الضوء على أهمية وضع إطار موحد لجمع البيانات بالمستوى المطلوب وتصميم تدابير خاصة بالإسعافات الأولية للتراث الثقافي.
كما عملت السيدة زينب غول أونال، نائبة رئيس إيكوموس الدولية، على توجيه المشاركين من خلال النقاط الرئيسية التي يجب مراعاتها عند التعامل مع مبنى للتراث عند وقوع حالات الطوارئ المعقدة.
أما السيد راند ايبيش، المهندس في مجال الحفظ والمتعاون الرئيسي في المشروع التجريبي لبرنامج إيكروم الإسعافات الأولية والمرونة للتراث الثقافي في أوقات الأزمات (FAR) حول تحليل بيانات تقييم الأضرار والمخاطر في أوكرانيا، فقد عمل على تعريف المشاركين على المسح التصويري، كما زودهم بنصائح وأسرار سهلة لالتقاط صور فوتوغرافية جيدة بما يكفي، وتطوير تكاليف الإجراءات المحددة بعد تحليل نتائج تقييم الأضرار والمخاطر في الموقع، وذلك لجميع أنواع التراث.
ثم قدمت كل من أبارنا تاندون وجوي أمباني؛ أعضاء فريق برنامج إيكروم الإسعافات الأولية والمرونة للتراث الثقافي في أوقات الأزمات (FAR)، التطبيق الخاص بالبرنامج الذي يتم من خلاله إجراء تقييم للأضرار والمخاطر في الموقع، بالإضافة إلى المنهجية المعتمدة لاستكمال النماذج خطوة بخطوة، كذلك تحديد وتسجيل الأضرار والمخاطر التي تتم ملاحظتها.
وقد عرّف كل من السيد بيدرو كانتور، المهندس الإنشائي والباحث في المعهد التقني الأعلى بجامعة لشبونة، وأبارنا تاندون (من إيكروم) المشاركين على تدابير بسيطة وسهلة للتثبيت الهيكلي وغير الهيكلي، في إطار منهجية الإسعافات الأولية للتراث الثقافي في أوقات الأزمات (FAC).
ومن ثم شارك المشاركون في محاكاة حول إجراء تقييمات للأضرار والمخاطر في الموقع بعد الحدث لكنيسة خشبية عمرها 160 عاماً؛ وهي معلم أثري ذي أهمية وطنية، تقع في منطقة جيتومير التي تضررت من القصف. حيث تم تحليل النماذج والبيانات بعناية، كما فكر المشاركون في أفضل طريقة للإفادة عن الأضرار والمخاطر والخسائر.
وتم تخصيص جلسات معينة، بقيادة أبارنا تاندون (من إيكروم)، من شأنها فهم وتقييم الأضرار التي تلحق بممارسات التراث غير الملموس وفقدان الجهات المسؤولة عن الثقافة. فالنقاش الذي تمت إثارته أدى إلى تركيز المشاركين على ضرورة وجود فريق متخصص لتكييف نماذج برنامج إيكروم الإسعافات الأولية والمرونة للتراث الثقافي في أوقات الأزمات (FAR) لتقييم الأضرار والمخاطر التي يتعرض لها التراث غير الملموس مع السياق الأوكراني.
في الختام، أقيم حفل لتسليم الشهادات بقيادة فريق التدريس الذي ضم كل السيدة كاترينا تشويفا، نائبة وزير الثقافة وسياسة المعلومات في أوكرانيا، والسيد جلين دافي، الملحق الثقافي في السفارة الأمريكية في كييف. حيث اختتم الحفل بأغنية أوكرانية وطنية جميلة غناها أحد المشاركين. شاهد الفيديو أدناه.
"إن حماية التراث الثقافي في الوقت الحالي هي من مكونات الأمن القومي. فهذه الحرب في العالم تسمى حرباً من أجل الهوية والتراث. إن حماية ذاكرتنا التاريخية وهويتنا الثقافية والحفاظ عليهما ليس من مسؤولية القطاع الثقافي فقط، فالشريك الأكثر فعالية في هذا ينبغي أن يكون جيشنا. لذا، فإنه من المهم إنشاء وحدة عسكرية لحماية التراث في صفوف القوات المسلحة. حالياً، نحن نقوم بتطوير القدرات في هذا المجال بين صفوف زملائنا، على أمل أن نكوّن فريقاً وطنياً من العاملين في الإسعافات الأولية للثقافة من بين الأوكرانيين المتحمسين والمدربين."
- إيهور بوشيفايلو، المدير العام لمتحف ميدان، وأحد منظمي مبادرة الاستجابة لحالات الطوارئ المتعلقة بالتراث (HERI).
شهادة مترجمة من اللغة الأوكرانية
الخطوات المقبلة
سيعمل المشاركون بالتعاون مع كل من: وزارة الثقافة وسياسة المعلومات الأوكرانية، ووكالة المرونة الثقافية (ACURE)، ومتحف ميدان ومبادرة الاستجابة لحالات الطوارئ المتعلقة بالتراث (HERI)، على تشكيل فرق لتحديد ما لا يقل عن 15 موقعاً ثقافياً وممارسات معرضة للخطر، وتنظيم رحلات استكشافية لإجراء تقييمات للأضرار والمخاطر في الموقع للتراث المنقول والثابت وغير الملموس. حيث سيتم دعم هذه الرحلات الاستكشافية من خلال المنح الأولية، وذلك بفضل صندوق السفراء الأمريكيين للحفاظ على التراث الثقافي التابع لوزارة الخارجية الأمريكية (AFCP).
كما ستنظم جلسات إلكترونية مخصصة لمتابعة التقدم الذي يحرزه جميع المشاركين ومواصلة تكييف ومواءمة نماذج تقييم الأضرار والمخاطر مع السياق الأوكراني.
وستشكل المعلومات والبيانات التي تم جمعها من الرحلات الاستكشافية القاعدة لبناء خريطة للمخاطر التي يتعرض لها التراث الثقافي، تكون قائمة على نظام المعلومات الجغرافية. حيث ستساعد الخريطة في تطوير إجراءات مستنيرة بالمخاطر للتخطيط لاستعادة التراث على مستوى واسع.
"آمل أن نرى قريباً كيف سيتم دمج المعرفة المكتسبة من خلال هذا التدريب وتجسيدها في الممارسة اليومية."
- كاترينا تشويفا، نائبة وزير الثقافة وسياسة المعلومات في أوكرانيا.
شهادة مترجمة من اللغة الأوكرانية
بالصورة: الرئيسة العليا لبرنامج الإسعافات الأولية والمرونة للتراث الثقافي في أوقات الأزمات (FAR) تشارك في مهمة طوارئ إلى أوديسا برفقة ممثلين عن اليونسكو وإيكوموس.
استجابة للأضرار الهائلة التي سببتها الهجمات التي ضربت العديد من المواقع الثقافية في وسط مدينة أوديسا بأوكرانيا؛ وهي موطن ممتلكات التراث العالمي "المركز التاريخي لأوديسا"، نظمت اليونسكو بعثة طوارئ لمدة يومين لإجراء تقييم للأضرار والمخاطر على المواقع الثقافية المتضررة في أوديسا.
كما عملت الرئيسة العليا لبرنامج الإسعافات الأولية والمرونة للتراث الثقافي في أوقات الأزمات (FAR) – أبارنا تاندون، جنباً إلى جنب مع المهندس الإنشائي والباحث في المعهد التقني الأعلى بجامعة لشبونة – بيدرو كانتور، وزينب غول أونال – نائبة رئيس إيكوموس، على إجراء تقييمات للأضرار والمخاطر لما لا يقل عن عشرة مواقع للتراث الثقافي، بما في ذلك العديد من المتاحف الموجودة داخل ممتلكات التراث العالمي، مثل متحف أوديسا الأثري، ومتحف أوديسا للبحرية ومتحف أوديسا الأدبي.