تعمل إيكروم، بالتعاون مع هيئة المتاحف الوطنية في كينيا وبمساهمة مالية من صندوق الحماية الثقافية التابع للمجلس الثقافي البريطاني، على مشروع يركز على المجتمع المحلي ويتمحور حول الحفاظ طويل الأمد على أحافير آثار الأقدام التي يعود تاريخها إلى ما يقرب من 1.5 مليون سنة. حيث تم العثور على أحفورة في قرية إليريت الواقعة على الشاطئ الشمالي الشرقي لبحيرة توركانا في كينيا.
وقد تم اكتشاف أثر القدم في إليريت في البداية من قبل فريق من الباحثين المحليين والدوليين، وذلك خلال الفترة من عام 2004 إلى العام 2007. حيث تعد هذه الأحفورة اكتشافاً ضمن مشروع تنقيب أطول بالمدة في منطقة شمال كينيا المعروفة باسم "مهد البشرية" التي تتميز بثروة من الأدلة الأثرية، والأحفورية، والبيئية والجيولوجية التي تسهم في دراسة التطور البشري.
إن آثار الأقدام التي تم العثور عليها في إليريت تعد استكمالاً للاكتشافات ولكنها لا تستغل حالياً كمورد تراثي كونها تواجه تهديدات مختلفة. فهناك عاملَين رئيسيَين يشكلان خطراً على هذا المورد التراثي؛ الأول هو التغير المناخي الذي يتسبب في عدم انتظام أنماط هطول الأمطار، والذي أدى إلى انجراف التربة بشكل كبير خلال العقد الماضي. أما العامل الآخر فهو ما شهدته المنطقة من مياه فيضانات غير مسبوقة وموجات جفاف طويلة الأمد، مما أدى إلى تفاقم التآكل والتدهور.
كما تعد المنطقة مهددة بالزحف العمراني. فمدينة إليريت سريعة التوسع، حيث تم إنشاء شبكة محلية للطاقة الكهربائية وبناء مدارس جديدة تستقطب المجتمعات التي تنتقل من أسلوب حياة الرعاة الرحل. أما مجتمع داسانيش المجاور، فيلعب دوراً حيوياً في الحفاظ على هذا المورد التراثي، حيث شارك بفعالية في استكشافه واكتشافه والحفاظ عليه. كذلك، عمل فريق البحث على دعم التعليم الثانوي للعديد من أفراد المجتمع المحلي.
فالهدف من المشروع ليس فقط الحفاظ على الأحفورة، ولكن إشراك المجتمعات المحلية في الحفاظ على التراث وزيادة مصادر عيشهم، وذلك من خلال هذه الفرصة الجديدة للسياحة المستدامة.
خلال الأسابيع الثلاثة الماضية، تم تدريب حوالي 50 سيدة وشابة على تعريف التراث، وتحديده، وتصنيفه، وتفسيره، ومعناه وأهميته فيما يتعلق بسبل كسب العيش. وستدعم سلسلة من الأنشطة المقبلة جهود المجتمعات المحلية، حيث ترمي هذه الأنشطة إلى فهم تاريخ وتطور الحركة المبكرة لأشباه البشر، والتخفيف من آثار التغير المناخي على مواقع التراث الثقافي، والحفظ، والتوعية العامة والتثقيف في مجال التراث. فهذا المشروع ينفذ بالكامل فعلياً بالتعاون الوثيق مع قادة المجتمعات المحلية.
تعطي أنشطة بناء القدرات هذه الأولوية لتحديد الحلول المحلية للعمل المناخي، وحماية أحفورة إليريت وتعزيز الوعي بما يتعلق بها. حيث تم تحديد عشرة أنشطة مقترحة للتنمية المتعلقة بدعم حلول مستدامة للمجتمعات المحلية من أجل الحفاظ على التراث وتعزيزه بشكل فعال. فالمنتجات والنتائج من هذه الأنشطة ستشكل المضمون الأساسي لمركز التراث الثقافي الذي يقوده المجتمع، والمتوقع تطويره بالكامل في شهر كانون الثاني/ يناير 2025.
في الأشهر المقبلة، سيتم إجراء أبحاث وتوثيق مفصل، والحفاظ على التراث في موقعه الأصلي. وفي نهاية مرحلة الحفاظ، يخطط شركاء المشروع للعمل مع المجتمع المحلي لتطوير مركز ثقافي ومعرض في الموقع.