"سيعُم السلام عندما تعود الحياة إلى المدينة."
- ورشة عمل لإيكروم حول مؤشرات السلام القائمة على التراث
إن التقاط الآراء المحلية حول كيفية استخدامهم ومراعاتهم للتراث في حالات السلام والنزاع هو محور تركيز أحدث أداة لدينا وهي: مؤشرات التراث المجتمعية من أجل السلام، التي تم تطويرها ضمن برنامج إيكروم الإسعافات الأولية والمرونة للتراث الثقافي في أوقات الأزمات (FAR). حيث يوضح هذا المورد الجديد، خطوة بخطوة، أسلوباً لإشراك المجتمعات المحلية في تحديد مؤشرات التراث التي يمكن أن تساعد في قياس السلام والتغيير الاجتماعي في البيئات المتأثرة بالنزاعات.
وقد أكدت الحوادث التي وقعت مؤخراً، والتي شملت التدمير المتعمد للتراث، أن السلام والنزاع يأخذان طابعاً ثقافياً. حيث عملت العديد من الثقافات على تطوير فهمها الدقيق لما يبدو عليه السلام الدائم والشعور به على أرض الواقع. ومع ذلك، فإنه عند إبرام اتفاقيات السلام رفيعة المستوى، نادراً ما تشمل المعايير المحددة للإشارة إلى العودة للسلام الهواجس المتعلقة بالثقافة والتراث.
كذلك، فقد أدى الافتقار إلى المعايير القائمة على التراث من أجل السلام إلى وضع الخبراء الميدانيين في موقف صعب. حيث أنهم يتحملون مسؤولية كبيرة لضمان أن تدخلاتهم، التي تهدف إلى حماية التراث، "لا تسبب أي ضرر" وتدعم السلام، لكنهم يفتقرون إلى الأدوات والإرشادات حول كيفية القيام بذلك.
يهدف إصدار مؤشرات التراث المجتمعية من أجل السلام إلى معالجة هذه الفجوة. حيث سيساعد الأفراد والمؤسسات المشاركين في الإغاثة الإنسانية، وبناء السلام وحماية التراث على تعزيز ومتابعة نتائج بناء السلام لمشاريع التراث في مختلف البيئات المتأثرة بالنزاعات.
واقتباساً من مشروع مؤشرات السلام اليومية، بقيادة الدكتورة بامينا فيرشو والبروفيسور روجر ماك جينتي، تم تصميم مؤشرات التراث المجتمعية من أجل السلام خلال ورشة عمل تشاركية شملت 17 خبيراً وباحثاً في مجال التراث، بالإضافة إلى خبراء في الإغاثة الإنسانية والإنمائية من 12 دولة.
كما تركز الأداة الناتجة على اتباع نهج "تصاعدي" يرتكز على المجتمعات المحلية من أجل بناء السلام القائم على التراث. حيث يسلط هذا النهج الضوء على أنواع ومظاهر التراث الأكثر أهمية بالنسبة للأشخاص المتضررين من النزاعات، وبالتالي أولئك هم الذين يمكن أن يكون لهم الدور الأكبر في استعادة الكرامة، والأمل والسلام للمجتمعات التي تعاني من آثار العنف.
قد يكون من الصعب سماع الآراء المجتمعية والمحلية، ولهذا تعتبر المنهجيات التصاعدية والتشاركية أدوات مهمة لأي مبادرة مؤيدة للمجتمع أو مؤيدة للسلام. فالدليل الذي أعدته إيكروم هو مثال ممتاز على كيفية تشجيع الآراء المحلية وسماعها.
- البروفيسور روجر ماك جينتي، جامعة دورهام، والدكتورة بامينا فيرشو، جامعة براندايس – قادة مشروع مؤشرات السلام اليومية.
الإبداع المشترك
مؤشرات التراث المجتمعية من أجل السلام هي تكملة لأداة تقييم بناء السلام لاستعادة التراث وإعادة تأهيله – المسار (PATH)، التي عملت على دعم تصميم وتنفيذ تدخلات التراث المراعية لظروف النزاع.
تمكّن هذه الأداة الجديدة المستخدمين من التقدم للأمام وتحديد الطرق التي يمكن من خلالها استخدام التراث لقياس السلام اليومي في سياق معين. حيث تحظى أبحاث وإنتاجات هذه الأداة بدعم سخي من حكومة إمارة موناكو، كما تدعمها أيضاً منظمة التحالف الدولي لحماية التراث في مناطق النزاع (ألِف)، وذلك عن طريق التحالف من أجل الإسعافات الأولية الثقافية، والسلام والقدرة على الصمود؛ وهو مشروع متتالي لتنمية القدرات، تم تصميمه بالتعاون مع برنامج إيكروم الإسعافات الأولية والمرونة للتراث الثقافي في أوقات الأزمات.
يضم الفريق المساهم كل من: الدكتورة إلي هارويل – وهي أستاذة مساعدة في مركز الثقة والسلام والعلاقات الاجتماعية في جامعة كوفنتري في المملكة المتحدة، وفريق برنامج إيكروم الإسعافات الأولية والمرونة للتراث الثقافي في أوقات الأزمات، بما في ذلك أبارنا تاندون – الرئيس الأعلى للبرنامج، وموهونا شاكرابورتي – مساعدة برامج، وأنيشا باتيل – مستشارة.
ويتقدم فريق برنامج إيكروم الإسعافات الأولية والمرونة للتراث الثقافي في أوقات الأزمات بالشكر للذين اختبروا هذه الأداة ميدانياً وقاموا بتقديم أمثلة على الحالات، حيث كان من بينهم: فارس الطوعيتي – المؤسس والرئيس التنفيذي لمؤسسة يكرب للتراث والثقافة والتنمية في اليمن، وناتالي بارلبرغ – الرئيسة التنفيذية للعمليات في منظمة تركواز ماونتن، وسيهادين شوك – كبير المستشارين التقنيين في مشروع التراث الثقافي كمحرك للحوار بين الطوائف والتماسك الاجتماعي، برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، كوسوفو.
كذلك، يعرب فريق برنامج إيكروم الإسعافات الأولية والمرونة للتراث الثقافي في أوقات الأزمات عن امتنانه لفريق خبراء المشروع على تقديم توجيهاتهم وملاحظاتهم لتطوير منهجية مؤشرات التراث المجتمعية من أجل السلام. كما أننا نود أن نشكر بشكل خاص كل من: السيدة ألكسندرا فيبيغ – مديرة المشروع في مؤسسة ألِف، والدكتورة عمرة هادزيموهامدوفيتش – مديرة مركز التراث الثقافي في المنتدى الدولي في البوسنة، والسيدة آنا سيدورينكو – رئيسة وحدة معاهدات حماية التراث الثقافي في اليونسكو، والسيد فاسيلي روتارو – رئيس القطاع، ومنهجية النهج المتكامل في مديرية النهج المتكامل للأمن والسلام في الدائرة الأوروبية للشؤون الخارجية، والدكتورة زينب غول أونال – رئيسة اللجنة الدولية للتأهب للمخاطر؛ التابعة للمجلس العالمي للمعالم والمواقع - إيكوموس (ICOMOS-ICORP).
"هدفنا الأكبر هو وضع المجتمعات المحلية في مركز بناء السلام القائم على التراث والمساعدة في تصميم، وأيضاً تنفيذ المشاريع التي تذهب أبعد من ترميم التراث المادي لإعادة السلام وإدامته."
- أبارنا تاندون والدكتورة إلي هارويل، مؤلفا إصدار مؤشرات التراث المجتمعية من أجل السلام.
تأليف: الدكتورة إلي هارويل وأبارنا تاندون
كيفية استشهاد المصدر: هارويل، أ. وتاندون، أ. 2022. مؤشرات التراث المجتمعية من أجل السلام - أداة لقياس السلام. إيكروم، روما.
قريباً باللغة العربية
صورة غلاف الكتاب: منطقة تكاب في محافظة كرمان، إيران. المصدر: سجد أفاراند، 2016.