رسالة من مؤلفة الكتاب، الدكتورة إميلين سميث:
دولبا هي واحدة من أبعد المناطق وأكثرها عزلة في نيبال. حيث يتسم هذا الجزء من سلسلة جبال الهيمالايا بالانتشار القليل للسكان، مع وجود بعض من أعلى المستوطنات البشرية الدائمة. كما تشتهر دولبا على نطاق واسع بجمال طبيعتها المذهلة والمواقع المقدسة فيها. فهي موطن البحيرات الفيروزية، والجبال المقدسة والتنوع البيولوجي الخلاب الذي يشمل النمور الثلجية وغزلان المسك والأغنام الزرقاء، فضلاً عن وجود مجموعة واسعة من النباتات المستخدمة للأغراض العلاجية. كذلك، نجد أنه غالباً ما يبلغ عمر الجونباس (الأديرة) والأبراج البوذية المنتشرة في أراضي دولبا قروناً، وهي لا تزال تلعب دوراً رئيسياً في حياة دولبوبا (شعب دولبا).
ولكن مثل العديد من المجتمعات الأخرى في جميع أنحاء العالم، يفقد سكان دولبا تراثهم الثقافي والطبيعي بسبب الطلب الخارجي المستمر. حيث تتم سرقة التراث الثقافي المذهل لدولبا؛ والذي يشمل التماثيل ورسومات الثانجكا والآلات الموسيقية والملابس وغيرها من القطع والأصناف الثقافية والدينية، وذلك من مواقع العبادة أو منازل القائمين على رعايتها، بهدف بيعها من أجل الربح لينتهي بها الأمر بأن تكون ضمن مجموعات خاصة أو عامة في أماكن أخرى بعيدة عن موطنها. لذلك، يجب أن يتم إيقاف هذه التجارة غير المشروعة في أقرب وقت ممكن. وللمساهمة في ذلك، أعمل على إجراء بحث يركز على خلق الفرص المجتمعية من أجل منع هذه الجريمة.
وعليه، قمنا بإعداد كتاب يحتوي على قصص للأطفال بعنوان "بيما والتمثال المسروق من دولبا"، وهو جزء من مشروع لجامعة جلاسكو. فهذا الكتاب يروي قصة بيما؛ وهي فتاة من دولبا، شجاعة وواثقة بنفسها، تذهب في مغامرة لإعادة واحد من التماثيل العديدة المسروقة من دولبا. حيث تسلط القصة المصورة الضوء على جمال التراث الثقافي والطبيعي الفريد لدولبا، وكيفية توحيد الجهود من أجل حمايته. نأمل أن يسهم هذا الكتاب القصصي ثلاثي اللغات على تحفيز الوعي وتبادل المعرفة داخل مجتمعات دولبا من أجل زيادة الحراسة والحماية لمنع نهب القطع ذات الأهمية الثقافية والاتجار بها.
هذا الكتاب القصصي هو الأول من نوعه الذي يتناول هذه القضية؛ ليس فقط في نيبال، ولكن على مستوى العالم. وقد تم إطلاق الكتاب في العاصمة كاتماندو في 3 كانون الأول/ ديسمبر 2022 في متحف تاراجون، وكان حدث الإطلاق مصحوباً بمعرض حصري للمتحف لأربعة فنانين من دولبا (برعاية المؤلف). وتم خلاله توزيع الكتاب مجاناً على جميع مدارس ومجتمعات دولبا.
يحتوي الكتاب على رسومات جميلة للمصمم الجرافيكي كريشا تامراكار من أرتوديو نيبال (في كاتماندو). ولهذا، فإنه يقدم مورداً رائعاً للحصول على نظرة ثاقبة عن الحياة في دولبا أو يمكن استخدامه كمورد للغة التيبتية، والنيبالية والإنجليزية. نأمل أن تثير هذه الثقافة الفريدة اهتمامكم، وتلهمكم لحماية التراث الثقافي في جميع أنحاء العالم.