مورد المكتبة لشهرتشرين الثاني/ نوفمبر 2021 يأخذنا إلى الجزائر. هناك، نريد القيام بزيارة افتراضية لمتحف الآثار في الجزائر العاصمة، أو بالأحرى، إلى ما كان يسمّى سابقـًا "متحف ستيفان جسيل"، لنتعرّف على سلسلة من الأحداث التي عُقدت بين عاميْ 1954 و 1958.
اليوم، لن ندخل من الباب فحسب (حتى لو كنت متأكدًا من أنني لست الوحيد الذي يودّ فعل ذلك تمامًا). فكما هو الحال دائمًا في هذا العمود، سوف نتحرّك على دروب الخيال التي نستوحيها من الكُتُبِ الموجودةِ في مجموعة مقتنيات مكتبة منظمة إيكروم.
هذه المرة لم نخترْ كتابًـا واحدًا فحسب، بل اخترنا سلسلة كاملة من المجلّدات الرمادية الرقيقة المكدّسة معًا بإحكام، وفتحنا التصنيف رقم 27 أ-الجزائر؛ وهو الرقم الذي يشير إلى كتالوغات المتاحف.
تتكوّن هذه المجموعة الصغيرة من ثلاثة عشر مجلّدًا مما يسمّى: المؤتمرات-الزيارات إلى متحف ستيفان جسيل. تلك الكتب والمنشورات التي تمّ نشرها والتي يتراوح طولها ما بين العشرين والثلاثين صفحة ضمن أغطية كرتونية رماديّـة اللون، نُشرت في الفترة الممتدة ما بين عامي 1957 و عام 1958 من قبل مديرية وزارة الداخلية ودائرة الفنون الجميلة التابعة للحكومة الجزائرية العامة.
كان المؤلفون خبراء في مجال الآثـار، أو من الأساتذة الجامعيين، أو من طاقم المتحف، مثل جورج مارسيه، الخبير الفرنسي في الفنّ والعمارة الإسلامية في ذلك الوقت، أو مارسيل لو غلاي، عالم الآثار والمؤرّخ، وكذلك زميله وصديقه جان لاسوس. وقد كان كان لاسوس، وهو خبير في الآثار المسيحية في سوريا، نشطًا في حركة المقاومة ونتيجة لذلك تم إرساله إلى معسكر اعتقال 'داشو' لكنه نجا في
في عام 1967، أصبح أول مدير للمجلة المعروفة باسم "الآثارالإفريقية القديمة".
وبعد وفاته في عام 1990، صرّح صديقه لو غلاي في نعي له (نشر في المجلة المذكورة "الآثار الإفريقية القديمة" العام 1991، عدد 27، ص.7-9) أن الإثنين عملا معـًا في الجزائر العاصمة منذ شهرحزيران/ يونيو عام 1955 "في جوّ من الصداقة الودّية والفرحة حيث كان يعرف فقط كيف يبدع من البداية".
يمكن اعتبار السلسلة نتيجة تعاونٍ مثمر بين مؤلفين عديدين وشخصيات مختلفة في مجال علم الآثار والآثار القديمة، وكذلك علم المتاحف وحفظ التراث. وكل مجلّد فرديّ مثير للاهتمام ويستحقّ القراءة في حدّ ذاته.
تتراوح موضوعات الأرقام الفردية من الرحلات على مجموعات فرعية محدّدة في المتحف، مثل المجلدات 1 و 6 و 9 ، والتي كرّسها مارسيل ليغلاي على التوالي للأديان الشرقية، والنحت القديم والبورتريه، أو في المجلدات رقم 4 و 10 و 11، الذي يكتبه جان لاسوس عن فنّ الفسيفساء والذخائر وأجزاء من مجموعة مقتنيات المنحوتات في المتحف.
ونحن مدينون لغولفين أيضًا بثلاثة مجلّدات من أكثر المجلّدات إثارة للاهتمام، المجلد رقم 5 ، الذي يتناول الخزف الإسلامي في مجموعة المقتنيات المتحفية، وقم 8 الذي يتناول فنّ النسيج الشمال أفريقي الموجود في متحف ستيفان جسيل، والمجلّد رقم 12 حول "فنّ الخيام"، والذي طُبع وصدرَ ما بين عاميْ 1957-1958.
كان غولفين، الأستاذ في كلية الآداب في الجزائر في ذلك الوقت، يحلّل هنا خيام البدو وأنماطها وبنائها بالتفصيل (Ill.1).
تم توضيح النصّ برسوم خاصة في البناء، ولتوثيق بعض المكوّنات والموادّ بدقّـة، يستخدم غولفين المصطلحات في لغة البدو (الجزء الثاني). وفي نهاية المقال، يخصّص المؤلف بعض الفقرات للتراث غير المادي للبدو وموسيقاهم ورقصهم، والتي تلعب دورًا مهمًا في حياتهم اليومية.
في هذا المقال، يمكننا أن نقرأ بوضوح حماس المؤلف بين السطور، ليس فقط للفنّ المعقّد لبناء الخيام، ولكن قبل كل شيء، للأشخاص الذين سكنوها. من وجهة نظري الشخصية، فهم غولفين بوضوح العلاقة القويّة بين المكان والتراث، دون أن يذكر ذلك صراحة، ولكن ببساطة من خلال تكريس دراساته للأماكن والمنازل - قبل سبعين عامًا فقط - عاشت هذه العائلات البدوية حياتها واحتفلت بثقافتها.
للأسف، تنتهي رحلتنا هنا، لكننا ندعوكم للبحث والتقصّي عن المزيد من خلال زيارتنا في المكتبة ... شخصيًا أو افتراضيًا!
ولمزيد من المعلومات، يرجى منكم أن تراسلونا على رابط العنوان التالي: library@iccrom.org.