انتهى الإسهام الأول الذي قدمته المكتبة لمورد الشهروذلك في شهرتشرين الثاني/ نوفمبر من عام 2020 والذي أفضى إلى اعتبار الصعوبات التي نواجهها اليوم، مع التكييف الذي فرضته الجائحة على معظم جوانب حياتنا، بما في ذلك دراستنا وإمكانات التعلّـم. وبعد مضيّ خمسة أشهر، لا يزال الوضع على حاله دون أي تغيير، وربما أنه لن يتغير بشكل كبير في المستقبل القريب. لذا، بالنسبة لإسهام هذا الشهر، نودّ أن نُـبقي على موضوع إدارة مخاطر الكوارث وأن نسلّـط الضوء على مورد تمّ تطويره في الولايات المتحدة الأميركية منذ حوالي خمسة وعشرين عامًـا من قبل فريق العمل الوطني للاستجابة لحالات الطوارئ: الاستجابة للطوارئ وعجلة الإنقاذ. وقد جمع فريق العمل لهذه المبادرة المشتركة بين كل من المعهد الوطني لحفظ الممتلكات الثقافية، والوكالة الفيدرالية لإدارة الطوارئ، ومعهد غيتي لحفظ التراث.
وينبغي لنا أن نتذكّـر، أننا كنّـا في ذلك الوقت، نستخدم الأجهزة المحمولة فقط للاتصال ببعضنا البعض، وكان قليل منّـا يعرف ما هو "التطبيق". ففي ذلك الحين، كان اختراع هذه الأداة الورقية البسيطة التي يسهل حملها وقراءتها من قبل الإنسان دون استخدام المعدّات التقنية، طريقة مبتكرة لتقديم معلومات عملية موجزة عن حماية مجموعات المقتنيات في حالات الطوارئ.
لماذا يسمى هذا المورد "العجلة"؟ إنه يتكوّن من ثلاث دوائر من الورق المقوّى: دائرة أكبر في الوسط، ودائرتان أصغر على كل جانب، مثبتة كلها معًــا بزرّ في المنتصف يسمح بتدوير الدائرتيْـن الخارجيتيْـن. ومن خلال تدوير الدوائر الصغيرة وفقًـا لموضوعات محدّدة مُشار إليها على حافّـة الدائرة المركزية، على سبيل المثال "أولويات الإنقاذ" أو "تقييم الضرر" أو "التوثيق"، وتعرض النافذة المقابلة أهمّ الاعتبارات في هذا الجانب. وقد تمّ تصميم العجلة كأداة للمحترفين الذين يتعاملون مع مجموعات المقتنيات من أجل تزويدهم بالمعلومات الأساسية حول أفضل السبل للاستجابة لحالات الطوارئ خلال الثماني والأربعين ساعة الأولى من وقوعها.
وبعد إطلاقها في عام 1997، تمّ توزيع العجلة على ما يقارب من خمسين ألف مؤسسة ثقافية في الولايات المتحدة الأميركية، وبعد ذلك تمّ بيعها بأقل من عشرة دولارات لكل منها. وسرعان ما تمّت ترجمتها إلى العديد من اللغات. وتحتوي مكتبة منظمة إيكروم على النسخ الإنجليزية والفرنسية والإسبانية والإيطالية والصربية والهولندية. وبالطبع، قد تبدو العجلة قديمة الطراز اليوم في مجتمعنا العالي التقنية، لكنها بالتأكيد تحتل مكانة مهمّة في تاريخ تطوير الأدوات والموارد الوظيفية للاستجابة لحالات الطوارئ.