يقترح هذا المشروع تدريب مجموعة مختلطة من المتخصّصين في إدارة مخاطر الكوارث، والمستجيبين في حالات الطوارئ، والأفراد العسكريين، ومحترفي المساعدات الإنسانية، وقادة المجتمعات التراثية، والمتخصصين في التراث الثقافي. أما الهدف النهائي فهو تسهيل التنسيق بين الجهات الفاعلة ودمج التراث الثقافي في إدارة الطوارئ الحالية.
تهدف منظمة إيكروم من خلال فتح التدريب خارج القطاع الثقافي، إلى تحقيق تقدّم كبير في توحيد إجراءات حماية التراث الثقافي أثناء حالات الطوارئ الكبرى والمعقّـدة، وإدماجها في مجال الحدّ من مخاطر الكوارث المحلية القائمة والاستجابة لحالات الطوارئ والمساعدة الإنسانية.
ويجمع المشروع ما بين التعلّم المدّمج والتطبيق المباشر على أرض الواقع للأساليب والأدوات التي تمّت مناقشتها أثناء التدريب. وتشمل أنشطة المشروع أربعة أسابيع من التدريب الشخصي؛ وتطوير مجموعتيْن من حِزَم التعلّم عن التراث في بناء السلام وإدارة مخاطر الكوارث المجتمعية للتراث الثقافي؛ وشهريْن من التوجيه والإرشاد عبر شبكة الإنترنت قبل الدورة؛ وستة أشهرٍ من المتابعة المنظّمة للمشاريع الخاصة بالسياق في بلدان المنشأ المشاركة.
يتمّ اختيار المرشدين من شبكتنا من خريجي الدورات التدريبية، مع إيلاء اهتمام خاص لأولئك الذين كانوا نشطين منذ تدريبهم في تعزيز الشبكات المحلية، وتنفيذ مبادرات الدعوة أو بناء القدرات، أو أولئك الذين شاركوا بشكل مباشر في الاستجابة لحالات الطوارئ المتعلقة بالتراث الثقافي. ويقوم كلّ مرشدٍ بتوجيه إما ثلاثة أو أربعة مشاركين يكون لديهم انتماءات ثقافية أو لغوية أو إقليمية. وهذا يساعد على تحفيز العلاقات الطويلة الأمد، والتي بدورها تساعد في دعم مرحلة متابعة التدريب.
إن المورد الرئيسي للتوجيه قبل الدورة التدريبية هو الإسعافات الأولية للتراث الثقافي في دليل أوقات الأزمات ومجموعة الأدوات المصاحبة لها.
وتتضمن ورشة العمل التي تبلغ مدتها أربعة أسابيع عمليات المحاكاة والعمل الجماعي والعروض التقديمية المنظّمة وتمارين على الطاولة. وتعمل ورشة العمل هذه على إعداد مشاركينا ومرشدينا للعمل بوصفهم عوامل تغيير. وسوف يكتسب المشاركين المعرفة والمهارات اللازمة لبناء الشبكات وتدريب الآخرين وإنشاء آليات التنسيق على الأرض بين الحماية المدنية والجيش والعاملين في المجال الإنساني ومؤسسات التراث الثقافي والمجتمعات المحلية المتضرّرة.
تتكوّن مرحلة المتابعة من المشاريع الميدانية للمشاركين، والتي سيُطلب منهم تحديدها خلال الإرشاد قبل الدورة التدريبية، وصقلها أثناء التدريب الشخصي.
كما سيتمّ جمع قصص النجاح والدروس المستفادة في مرحلة المتابعة، وسوف يتمّ تجميعها في شكل منشور بمساعدة الموجِّهين.
الشركاء
- مؤسسة البريد السويدية،
- مؤسسة سميثسونيان؛
- صندوق الأمير كلاوس؛ مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية؛
- المجلس الدولي للمتاحف - واللجنة الدولية العلمية لمجابهة المخاطر التابعة لمنظمة إيكوموس- تركيا ؛
- إدارة الحماية المدنية الإيطالية؛
- وزارة الثقافة الإيطالية؛
- لواء الإطفاء الإيطالي؛
- المكتب الخاص لإعادة إعمار أومبريا؛
- الصليب الأحمر الإيطالي؛
- بلدية نورسيا وشرطة الأمن الإيطالية.
الدول الممثَّـلة
الدول الممثلة هي التالية:
تشيلي ومصر وإستونيا وجورجيا وهندوراس والهند والعراق وإيطاليا واليابان ونيوزيلندا وجنوب السودان وإسبانيا وسوريا وترينيداد وتوباغو وأوكرانيا والولايات المتحدة.
مصادر التعلّم التي تمّ إنشاؤها نتيجة للمشاريع الميدانية:
الدورة التدريبية
كانت الدورة الثامنة للإسعافات الأولية الدولية للتراث الثقافي في أوقات الأزمات هي حجر الزاوية في مشروع "الثقافة لا يمكن أن تنتظر".فلمدة أربعة أسابيع، انضم خمسةُ مرشدين إلى ستة عشر مشاركًـا من أربع عشرة دولة هي (تشيلي ومصر وإستونيا وجورجيا وهندوراس والهند والعراق وإيطاليا واليابان وإسبانيا وجنوب السودان وسوريا وترينيداد وتوباغو والولايات المتحدة الأميركية) إلى خبراء التدريس الآتين من جميع أنحاء العالم للعمل في مدينة روما وبلدة نورسيا.
جمعت الدورة خبراء في العديد من المجالات، بما في ذلك التراث الثقافي، والحدّ من مخاطر الكوارث، والمرونة الحضرية، والوساطة، وتقلّب المناخ، والمساعدات الإنسانية. ومن خلال الإسعافات الأولية للتدريب الثقافي، تعلّموا كيفية التخفيف من المخاطر، ومنع الضّرر الذي يلحق بالتراث الثقافي في حالات الأزمات، واتخاذ الخطوات اللازمة لضمان التعافي المبكّر بعد الأزمة. وقد تمّ التركيز في هذا الأمر على عوامل معيّـنة مثل تغيّـر المناخ والتوتّـرات التي يمكن أن تزيد من تأثير الكوارث، فضلاً عن التركيز على أهمية بناء القدرة على الصمود. وتوفّـر دورة الإسعافات الأولية للتراث الثقافي استراتيجيات تمّ اختبارها ميدانيًـا لتحقيق تكامل أوسع مع الاستجابة الأولى، والحماية المدنية، والمساعدات الإنسانية، وقطاعات التنمية.
وفي العاصمة روما، شهد الجدول الزمني المكثّـف حضور المشاركين في جلسات متنوّعة من المحاضرات والعروض التقديمية إلى المناقشات الجماعية والمناقشات وتمارين ورشات العمل.
ومن أجل وضع النظرية موضع التنفيذ، مُنح المشاركون الفرصة للتعلّم العملي في بلدة نورسيا، وهي بلدة تقع في منطقة أومبريا تعرّضت لأضرار جسيمة إثـر سلسلة من الزلازل التي حدثت في عام 2016.
وأخيرًا، أخضع المشاركون كلّ ما تعلموه للفحص وذلك أثناء محاكاة جرت في مدينة روما، تضمّنت سيناريو خياليًـا لفيضان كبير. وقد أجرى المشاركون إخلاءً طارئًـا لممتلكات التراث الثقافي والموظفين جنبًـا إلى جنب مع المستجيبين الأوائل وسلطات الحماية المدنيّـة والتراث الثقافي.
الرجاء إدخال هذا الفيديو هنا:
بلدة نورسيا
في الأسبوع الثاني من الدورة، انتقل المشاركون والموجّهون المرشدون والمعلّمون وغيرهم من الموظفين إلى بلدة نورسيا الصغيرة في مقاطعة أومبريا - وهي منطقة غنية بالتراث المادي وغير المادي. وقد أثبتت الزلازل التي هزّت وسط إيطاليا في شهريْ آب /أغسطس وتشرين الأول/أكتوبر 2016 أنها دمّـرت المدينة، حيث تعرّضت العديد من المباني إما للدمار أو لأضرار بالغة في أعقاب الزلازل التي ضربتها، بما في ذلك الكنائس والمراكز الثقافية الأخرى. وقد وفّـرت هذه الظروف الإعداد لمزيد من التدريس النظري والعملي حول الإسعافات الأولية للتراث الثقافي في سياق العالم الحقيقي والواقعي.
كان الجزء الأساسي من الإسعافات الأولية للتدريب الثقافي هو التفاعل والتشاور مع أعضاء مجتمع بلدة نورسيا، مما زوّد المشاركين بفهمٍ أكبر لأهمية الثقافة أثناء الأزمة وبعدها.
المرحلة النهائية
تتألف دورة الإسعافات الأولية للتراث الثقافي في إيطاليا من المرحلة الثانية من برنامج تبلغ مدته تسعة أشهر، وتتألف المرحلة الأولى في وقت سابق من هذا العام من تدريب إرشادي قبل الدورة. أعطت هذه المرحلة التدريبية جميع المشاركين في برنامج الإسعافات الأولية للتراث الثقافي فرصة للتعرّف على المفاهيم الأساسية من عوالم حفظ التراث الثقافي، وإدارة مخاطر الكوارث، والمساعدات الإنسانية. كما سمحت لهم بالتحضير للمرحلة النهائية، حيث يقوم المتدرّبون المؤهلون حديثًـا في مجال الإسعافات الأولية للتراث الثقافي بنقل معارفهم من خلال تنظيم تدريبات متابعة خاصة بهم.
الشركاء
تمّ تنظيم الإسعافات الأولية للتراث الثقافي 2019 من قبل منظمة إيكروم جنبًـا إلى جنب مع مؤسسة البريد السويدية ومؤسسة سميثسونيان وصندوق الأمير كلاوس، بالتعاون مع الجهات التالية:
- مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية
- المجلس الدولي للمتاحف - واللجنة الدولية العلمية لمجابهة المخاطر التابعة لمنظمة إيكوموس؛ تركيا؛
- إدارة الحماية المدنية الإيطالية
- وزارة الثقافة الإيطالية
- لواء الإطفاء الإيطالي
- مكتب إعادة الإعمار لمنطقة أومبريا
- الصليب الأحمر الإيطالي
- بلدية بلدة نورسيا
- شرطة الأمن الإيطالية
تتقدّم منظمة إيكروم بالشكر لأهالي بلدة نورسيا على دعمهم وكرم ضيافتهم ومساعدتهم التي قدموها خلال التدريب الذي جرى حول الإسعافات الأولية للتراث الثقافي، كما تعبّـر عن امتنانها لتعاون الشركاء المحليين.
المشاريع الميدانية
تتألف المرحلة الثالثة والأخيرة من مشروع "الثقافة لا يمكن أن تنتظر: التراث من أجل السلام والصمود" من ستة عشر مشروعٍ ميدانيّ قام بها المشاركون في أربعة عشر دولة معرّضة للمخاطر.
وإدراكًا لأهمية التراث للإنسانية، كان الهدف الشامل لهذه المشاريع هو استخدام التراث لإدارة مخاطر الكوارث التي تركز على الناس، مع معالجة نقص التنسيق بين مجالات الاستجابة لحالات الطوارئ والتراث الثقافي.
أجريت هذه المشاريع في كل من تشيلي ومصر وإستونيا وجورجيا وهندوراس والهند والعراق وإيطاليا واليابان وإسبانيا وجنوب السودان وسوريا وترينيداد وتوباغو والولايات المتحدة. وقد عزّزت هذه المشاريع معًـا أكثر من سبعين شراكة مع مؤسسات من كل من قطاعات إدارة الكوارث والمخاطر، والمساعدات الإنسانية، والحماية المدنية، والاستجابة للطوارئ، وتدريب أكثر من ثلاثمائة وخمسة وأربعين مهنيًـا من مختلف المجالات.