أثمرت الجهود المشتركة التي تبذلها منظمة إيكروم واليونسكو ومؤسسة سانتاغاتا في مجال بناء القدرات في سياقات ما بعد النزاع إلى تخرج 24 مشاركا دوليا من المدرسة الصيفية حول التعافي للتراث في مرحلة ما بعد النزاع. يهدف البرنامج الصيفي إلى تمكين المتخصصين في حقل إدارة التراث وإدارة مخاطر الكوارث والمؤسسات العامة والمنظمات غير الحكومية والمنظمات المانحة من المشاركة بفعالية في تخطيط وتنفيذ مشاريع استعادة التراث في مرحلة ما بعد النزاعات.
تم تنظيم البرنامج الصيفي ضمن مشروع بناء القدرات لتعافي التراث في الموصل، في إطار مبادرة إحياء روح الموصل وبالتعاون مع مؤسسة سانتاغاتا. يتناول البرنامج الصيفي بالتحديد الموصل كدراسة حالة، وهي مدينة تأثرت بشدة من النزاعات وما صاحبها من تدمير للتراث الثقافي.
ويتألف هذا البرنامج الشامل من مرحلتين. تتكون المرحلة الأولى من سلسلة محاضرات عبر الإنترنت تتعمق في الموضوعات الرئيسية المتعلقة باستعادة التراث الثقافي مما يزود المشاركين بأساس نظري متين ويمهد الطريق لمرحلة التطبيق العملي. وتتضمن المرحلة الثانية ورشة عمل بالحضور الشخصي تعقد في روما، إيطاليا، حيث يدرس ويناقش المشاركون حالة الموصل. تتضمن هذه المرحلة مساهمة المشاركين بشكل فعال وتبادل خبراتهم الفريدة حول الموصل، مما يخلق بيئة تعليمية تعاونية تعزز النمو وتبادل المعرفة. بالجمع بين الرؤى النظرية والخبرات العملية ومعالجة التحديات الخاصة التي تواجهها الموصل، تساعد المدرسة الصيفية في إعداد المشاركين ليكونوا محفزين للتغيير الإيجابي في المشهد المليء بالتحديات للتعافي بعد الحرب.
يؤكد التعاون بين إيكروم واليونسكو ومؤسسة سانتاغاتا على أهمية التعاون الدولي في بناء مستقبل ثقافي غني وأكثر مرونة للمناطق التي تتعافى من النزاع. كما ويبرز خريجوا المدرسة الصيفية للتعافي بعد الصراع كمناصرين للحفاظ على التراث الثقافي ودعاة للتعافي الشامل والمستدام والمرن في سياقات ما بعد النزاع.
كما شهد حفل تخرج المدرسة الصيفية إطلاق منصة رقمية. وتتميز المنصة الرقمية بشمولها على مواد تعليمية شاملة منبثقة من مشروع ايكروم واليونسكو المشترك لتعافي التراث في الموصل. مما يمثل مخزون معرفي يقدم خبرات مكتسبة من منهج البرنامج، بهدف أوسع يتمثل في تبادل الخبرات والدروس القيمة للتطبيق في سياقات مماثلة.