في 8 حزيران/ يونيو 2023، شهدت إيكروم حصول زميلين سابقين متميزَين على جوائز مرموقة لالتزامهما مدى الحياة بالعمل على حماية التراث الثقافي وحفظه. حيث تم تكريم غايل دي غويتشن، وهو المستشار الخاص للمدير العام لإيكروم، بمنحه لقب ضابط وسام الاستحقاق الوطني، وذلك من قبل رئيس الجمهورية الفرنسية. كما تم أيضاً تكريم كاثرين أنتومارشي، التي كانت موظفة في إيكروم لمدة 35 عاماً، بمنحها لقب فارس وسام الفنون والآداب من قبل وزير الثقافة الفرنسي.
أقيم حفل توزيع الجوائز في مؤسسة بريمولي في روما؛ وهي مؤسسة رائعة مكرسة لتعزيز العلاقات الثقافية والأدبية والتاريخية والفنية بين إيطاليا وفرنسا. حيث أن الفائزين بالجوائز المذكورة لديهم روابط عميقة الجذور مع المشاهد الثقافية لكلا البلدين، كما أنهم موظفون سابقون وحاليون في إيكروم. كما وحضر الحفل وفد من السفارة الفرنسية في روما.
وقد منح سعادة السفير الفرنسي لدى إيطاليا، السيد كريستيان ماسيه، الجائزة إلى غايل دي غويتشن، مشيداً بجهوده من أجل الحفاظ على التراث وتعزيزه في أكثر من 90 بلداً حول العالم.
لطالما كان غايل دي غويتشن، خلال مسيرته المهنية الطويلة في مجال التراث الثقافي، على رأس بعض مبادرات إيكروم الأكثر تقديراً؛ مثل برنامج الحفظ الوقائي في المتاحف الإفريقية (PREMA)، وإنشاء مدرسة التراث الإفريقي في بنين (EPA) ومؤخراً، المبادرة الدولية لإعادة تنظيم التخزين لمجموعات المتاحف (RE-ORG).
وفي رده على خطاب السفير، قال غايل بأنه لا ينبغي أن نخلط بين الجدارة والحظ.
"كنت محظوظاً لأنني من عائلة ساعدتني في اكتشاف ثراء التراث، مما ساعدني على الانخراط بمجال التراث. كما أنني كنت محظوظاً لوجود موجهين صبورين أظهروا لي الطريق الذي يجب اتباعه، وخصوصاً أول من تولى منصب مدير عام إيكروم، هارولد ج. بليندرليث من اسكتلندا، وبرونو موهليثالر من سويسرا، وألبرت فرانس لانورد من فرنسا، وباولو ولورا مورا من إيطاليا، وبول بيرو الذي فعل الكثير من أجل إيكروم وطاقمها، وسيفات إردر من تركية، وستين بيارنهوف من الدنمارك، ووالتر بيرسيغاتي من إيطاليا، وآلان غودونو من بنين، وغيرهم. فبفضلهم، حظيت بالقدرة على إلهام الآلاف من الزملاء الشباب، وحماية الأعمال الفنية المتميزة وإتاحتها للجمهور. [...] إنني ممتن بشكل خاص لموظفي إيكروم على دعمهم المستمر. نحن فريق، وبدون هذا الفريق، لم نكن لنصل إلى ما وصلنا إليه. وبتقديمها هذين الوسامين، رغبت فرنسا في الاعتراف بهذا العمل الجماعي حيث اختارتنا لنحمل التعبير عن تقديرها."
أما كاثرين أنطومارشي، فإنها تستحق الثناء والتقدير بنفس القدر. فقد كرست حياتها لحماية التراث الثقافي وحفظه. حيث اعترف السفير بتفاني كاثرين وإنجازاتها البارزة. وفي المقابل، اعترفت كاثرين بالأدوار التكوينية التي لعبها كل من إيكروم وغايل في حياتها المهنية والشخصية.
"هذه الجائزة هي أيضاً تقديراً لعمل [إيكروم] الفريد والأساسي في تطوير وتجديد الحفاظ على التراث الثقافي. فغايل هو المحارب الشجاع للحفظ لدينا... فهو من رحب بي في رواق إيكروم قبل 40 عاماً... وهو من وجهني لاكتشاف قيم إيكروم؛ فتلك القيم هي التي مكنتني من القيام بما أنجزته لأتلقى هذا الوسام الجميل اليوم: احترام الآخرين، والدور الأساسي للتعليم، ونقل الكفاءات ووصول التراث للجميع. "
وناقشت كاثرين تطور هذا المجال وتطور إيكروم الذي شهدته وعملت على تعزيزه على مدار السنوات الـ 40 الماضية. كما أشارت إلى التحول المشجع نحو نهج شامل للحفظ يرفع من مستوى رفاهية الناس والمجتمعات، والمفهوم الموسع لماهية التراث والمعرفة اللازمة لحمايته.
وأضافت: "لهذا كله، أود أن أشكر الزملاء والمتعاونين، السابقين والحاضرين، في إيكروم لجعلهم هذه اللحظة ثمينة. فهذا التمييز يشيد بالعمل الاستثنائي لهذه المؤسسة الصغيرة؛ المؤلفة من عدد قليل من الأشخاص ذوي الإلهام الهائل والعازمين على ضمان تداول المعرفة وتعميمها، وانتشار الخبرة وخلق التجديد لأنفسهم ".
نحن، بإيكروم، فخورون للغاية بإنجازات زملائنا السابقين ونهنئهم على تلقيهم هذه التكريمات لعملهم مدى الحياة، ونأمل بأن يكونوا مصدر إلهام للأجيال القادمة ممن سيعملون على حماية التراث الثقافي.