عملت كل من منظمة إيكروم وصندوق الأمير كلاوس ومؤسسة حماية وإنقاذ الأصول الأثرية في تركيا معـًا على مدار العام الماضي على ترجمة كتيّـب "الإسعافات الأوّليـة للتراث الثقافي في أوقات الأزمات"، وكتيّـب "الأدوات" المصاحب له إلى اللغة التركية. وقد كان الهدف من هذا العمل هو ضمان تعزيز قدرة الأشخاص الذين يعيشون في المناطق المعرّضة للمخاطر كي يتمكّـنوا من تأمين تراثهم والمشاركة في جهود تعافي إرثهم الثقافي الخاص.
إن كتيّـب "الإسعافات الأولية للتراث الثقافي في أوقات الأزمات"، هو منشور من جزأين تم وضعه ونشره ليصل إلى مختلف الجهات الفاعلة المشاركة في حالة الطوارئ. والكتيّـب يوفّـر طريقة عملية ومجموعة من الأدوات الجاهزة للاستخدام لتأمين التراث الثقافي المهدّد بالانقراض، المادّي منه وغير المادّي. أما تدفّـقات العمل سهلة الاستخدام فتساعد القرّاء على تخطيط عمليات الإنقاذ الثقافي المنسّـقة وتنفيذها، وتسهم في الحـدّ من المخاطر التي تشمل المجتمعات المحلية، وأولياء أمور التراث، والمستجيبين لحالات الطوارئ، والإنسانيين.
وللمورد استخدامات متعددة: فهو يساعد على تحسين الاستعداد للطوارئ داخل مؤسسات التراث الثقافي، ويكون بمثابة مرجع لتدريب الآخرين، ويمثّـل مرشدًا لتخطيط الإسعافات الأولية المنسّـقة للتراث الثقافي وتنفيذها.
تمت كتابة هذا المورد مع الفلسفة التوجيهية الرئيسية بهدف ضمان موقف شامل واحترام التنوّع وفي الوقت نفسه ارتباط المساعدة الإنسانية مع الإسعافات الأولية للتراث الثقافي، وهو يوفّـر إطارًا أساسيًـا وأخلاقيًـا يؤدي إلى نتائج ناجحة. وقد تمّ اختبار سير عمل الإسعافات الأولية للتراث الثقافي ومنهجياته ميدانيًـا في كل من هايتي والعراق وسوريا والنيبال والفلبين والهند، ولكن هذه هي المرة الأولى التي يتمّ فيها تصنيفهما على أنهما أداة شاملة يمكن لأي شخص الوصول إليها.
ومن خلال برامجها المترابطة والمتشابكة، عملت مؤسسة حماية وإنقاذ الأصول الأثرية في تركيا من أجل تعزيز المهارات وزيادة المعرفة والوعي بين المهنيين المتخصصين في مجال التراث وبين الأشخاص المرتبطين بالتراث والجمهور العام. وقد تم إنشاء المشروع من قبل خبراء التراث الذين يعيشون في تركيا استجابة لاحتياجات السياق المحلية. وكان المشروع قد انطلق في البداية بفضل منحة كبيرة من صندوق الحماية الثقافية التابع للمجلس الثقافي البريطاني.
في السنوات الثلاث الأولى، في الفترة ما بين عامي 2017 و 2020 ، كان المعهد البريطاني في أنقرة يعمل على إدارة مؤسسة حماية وإنقاذ الأصول الأثرية في تركيا بالشراكة مع مركز أبحاث الحضارات الأناضولية في جامعة (هوك؟) وفرع المملكة المتحدة للمجلس الدولي للمتاحف-إيكوم. وقد كانت ترجمة منشورات الإسعافات الأولية للتراث الثقافي إلى اللغة التركية واحدة من الأنشطة الرئيسية للمشروع التي اندرجت في إطار جهوده لدعم مجال التعلّـم عـبر الإنترنت وسعيه لزيادة الوعي.
والعمل جارٍ الآن على ترجمة إضافية 'للكتيّب ولمجموعة الأدوات' إلى كل من اللغات الإسبانية والفرنسية والعربية والفارسية. وتدعو منظمة إيكروم إلى القيام بترجمات طوعية لجميع منشوراتها الرئيسية في مجال إدارة مخاطر الكوارث التي يتعرض لها التراث الثقافي.