نشارك بقلب حزين خبر رحيل جيفات إردر - المدير العام السابق لإيكروم في الفترة ما بين 1981-1988 والشخصية البارزة في المجال.
بعد أن تدرب إردر كعالم آثار، بدأ حياته المهنية في برنامج العلوم بجامعة هارفارد، وأيضاً في معهد الدراسات المتقدمة في كلية الدراسات التاريخية بجامعة برينستون. وفي عام 1964، أسس أحد أوائل مراكز التدريب في دراسات الحفظ في العالم؛ وهو قسم الحفاظ على الآثار التاريخية في جامعة الشرق الأوسط التقنية (METU) في تركيا، والتي تم تعيينه فيها عميداً لكلية الهندسة المعمارية، حيث خدم هناك من العام 1977 وحتى 1979. كان إردر الرئيس المؤسس للجنة الوطنية التركية للمجلس العالمي للمعالم والمواقع – إيكوموس (ICOMOS)، وعضواً في اللجنة التنفيذية لإيكوموس الدولي من العام 1972 وحتى عام 1981، حيث تم منح اللجنة جائزة بييرو جازولا (Piero Gazzola) من قبل الهيئة العامة الرابعة عشرة لإيكوموس، وذلك في العام 2003.
كان إردير عنصراً فاعلاً أساسياً في تاريخ إيكروم. زار المركز لأول مرة في عام 1961 وبدأ فيه التدريس بشكل منتظم من عام 1974. وفي عام 1981، تم تعيينه مديراً عاماً لإيكروم ليكون هو المدير العام الرابع للمنظمة حتى العام 1988. تولى قيادة إعادة هيكلتها إلى وحدات مع الاستمرار في النمو والتطور، وسعى إلى توسيع حجم الأمانة العامة لمواكبة الطلب المتزايد. كما أنه شدد على أهمية البحث العلمي السليم للأنشطة والتواصل في إيكروم.
"الحاجة الأولى هي تجميع نتائج البحث، ومن ثم استخدامها في محاولة للتأثير على الإجراءات لاتخاذ الاتجاه الصحيح. نحن نروّج للأفكار جزئياً من خلال برامجنا التدريبية ومنشوراتنا، كذلك من خلال بعثاتنا التي يمكن أن تساعد في نشر المعرفة بالتطورات الأخيرة عن فلسفات وتقنيات الحفظ."
- جيفات إردر
كان الأهم بالنسبة لإردر هو توسيع النطاق الجغرافي لإيكروم. ففي كتاب إيكروم وحفظ التراث الثقافي: تاريخ الـ 50 عاماً الأولى للمنظمة، كتب المؤلف جوكا جوكيلتو:
"تميزت فترة إدارة إردر بالبدء بالاهتمام الجاد بالبرامج الإقليمية، والتي كان أولها برنامج بريما (PREMA) لمتاحف أفريقيا الواقعة جنوب الصحراء الكبرى، وتبعه العديد من البرامج الأخرى. ومع تزايد الاهتمام بالهيكلة الإقليمية، ركزت إيكروم على تطوير مهارات التدريس للمدربين وإعداد المواد التعليمية. كما أتاحت الاتصالات المستمرة مع اليونسكو(UNESCO)، ومع المجلس العالمي للمعالم والمواقع – إيكوموس(ICOMOS)، ومع المجلس الدولي للمتاحف – إيكوم(ICOM) فرصاً لتطورات جديدة، منها توسيع نطاق المشاركة في اتفاقية اليونسكو لحماية التراث العالمي، وما تبع ذلك من زيادة في التعاون التقني الدولي وبناء القدرات؛ حيث يتمتع مركز إيكروم بخبرة قوية فيهما. بمعنى آخر، اختتمت فترة وجود إردر المرحلة الأولى من تاريخ إيكروم، والتي كانت قد بدأت مع بليندرليث (Plenderleith)، لتضع الأسس للاستمرار بالمزيد من التطور. وفي الوقت نفسه، افتتح إردر المرحلة التالية التي أتت لمواجهة التحديات العالمية الجديدة والمستمرة، والتي تشمل تنوعاً متزايداً في القضايا في المناطق المختلفة من العالم."
أثناء عمله كمدير عام لإيكروم، نشر إردر عمله الإبداعي بعنوان تراثنا المعماري: من الوعي إلى الحفظ (المتاحف والمعالم الأثرية) وذلك في العام 1986. وحصل لاحقاً على "جائزة إيكروم" في عام 1997، مما أضاف إلى الجوائز الدولية الأخرى التي حصل عليها، مثل "جائزة آغا خان للعمارة" في عام 1986 و"جائزة البحر الأبيض المتوسط الذهبية الدولية" في عام 1989.
سيُفتقَد جيفات في العديد من أوساطه الشخصية والمهنية.
إيكروم ترسل تعازيها القلبية إلى أسرته وأصدقائه في جميع أنحاء العالم.