مع احتفال 'برنامج إعادةة التنظيم' بالذكرى السنوية العاشرة لتأسيسه هذا العام، تمّ إعداد دليل جديد لتسهيل الأمر على المتخصّصين في مجال المتاحف والمؤسسات لإدارة ورشات العمل الخاصة بهم حول تحسين تخزين مجموعات المقتنيات المتحفية. من خلال تقديم نظرة من وراء الكواليس حول كيفية تدريس هذه الطريقة، نجد أنها تجمع ما قيمته عقْـدٌ من الأفكار التي تمّ اكتسابها من مبادرات التدريب الناجحة في كلٍّ من كندا وبلجيكا وتشيلي والهند وصربيا ونيجيريا.
تقول فاليري ماغار، مديرة وحدة البرامج في منظمة إيكروم: 'يستمرّ 'برنامج إعادة التنظيم' في التقدّم من قوّة إلى أخرى، مع اكتمال المشروع الأول في إيطاليا للتوّ، ويجري العمل حاليًّـا على إعداد مشروع مشترك يضمّ ستّ دول عبر جنوب شرق آسيا". ونحن نعمل مع شركائنا على إيجاد طرق للاستفادة من المعرفة الموجودة داخل المجتمع الدولي المتنامي للمستخدمين. كما نريد تمكين أولئك الذين يهتمون بمجموعات المقتنيات المتحفية ليس فقط لإجراء إعادة تنظيم التخزين بأنفسهم، ولكن أيضًا لمشاركة هذه التجربة القيّمة مع الآخرين، وفي هذه الحالة من خلال أن يصبحوا مدرّبين في مجال إعادة التنظيم".
يوافق سيمون لامبرت، مدير الحفظ الوقائي في معهد الحفظ الكندي وأحد مؤلفي الدليل الجديد على ذلك. ويقول: "لقد سمعنا من مجتمع المتاحف أنهم يقدّرون التدريب العملي على طريقة إعادة التنظيم، لا سيّما بالنظر إلى مدى صعوبة تنفيذ مشروع في غرفة تخزين حقيقية". "ويغطي الدليل كل ما يدخل في تنظيم ورشة عمل من ثلاثة إلى خمسة أيام على وجه التحديد في مرحلة تنفيذ الطريقة وهو مليء بالرسوم التوضيحية والأمثلة من العالم الحقيقي حول ما ينبغي القيام به قبل التدريب وأثناءه وبعده".
تقول المؤلفة المشاركة في إعداد الدليل مارجولين ديبولبايب، رئيسة وحدة الحفظ الوقائي في كيك إيربا، إن قرار الإشارة إلى قادة ورشة العمل على أنهم "مدرّبين" يعكس أهمية إعادة تنظيم أماكن التدريب على العمل الجماعي. وتشرح قائلة: إن "المدرب هو الشخص الذي يشجّع الفريق ويحفّـزه بينما يخلق بيئة داعمة يمكن للجميع التعلّم من خلالها". "فإعادة تنظيم ورشات العمل تدور حول المشاركين الذين يعملون معًـا لتطوير الحلول، مع وجود متحف مضيف يوفّـر لهم الإعداد لمشاركة الملاحظات وطرح الأسئلة ووضع خطط عمل للتعامل مع مشاريعهم الخاصة".
وقد أشرف كلّ من لامبرت وديبولبايب على استراتيجيات التدريب الوطنية لإعادة التنظيم في كلٍّ من كندا وبلجيكا على التوالي، مما أسهم في تزايد عدد طلبات عقد ورشات العمل. وتقول ديبولبايب: "إن الأدوات اللازمة لإنشاء مشروع إعادة تنظيم ناجح متاحة على شبكة الإنترنت، ولكن غالبًـا ما يرغب الناس في التدرّب عليها قبل تجربتها في مؤسستهم". و"مع إصدار الدليل، نأمل أن نلهم بعضًا من أكثر من ألف محترف شاركوا بالفعل في تدريب إعادة التنظيم ليصبحوا مدرّبين، وليساعدوا في خلق المزيد من الفرص لأولئك الذين يواجهون تحدّيات تخزين مماثلة للاستفادة من أنشطة التعلّم الجماعي".
وعلى مدى السنوات العشر الماضية، أثبت تدريب إعادة التنظيم أنه قابل للتكيّـف بدرجة كبيرة، مع تنفيذ مبادرات مختلفة في أي مكان من بضعة أيام إلى خمسة عشر شهرًا. ومع ذلك، وفي حين أن المراحل الثلاث الأولى من الطريقة يمكن تدريسها وجهًا لوجه أو عبر شبكة الإنترنت، فإن المرحلة النهائية مصمَّمة لتكون عمليةً ويكون الحضور فيها شخصيًّـا. ومع استمرار القيود المفروضة على الأنشطة الشخصية في العديد من البلدان بسبب جائحة كوفيد- 19، يقدّم لامبرت التشجيع للمدّربين الطموحين في كل مكان. فيقول: "ليس من السابق لأوانه أبدًا البدء في التخطيط لورشة عمل حول إعادة تنظيم التخزين، ونأمل أن يوفّـر لكم هذا الدليل مزيدًا من الثقة والتفاؤل بالمستقبل، بغضّ النظر عن مكان وجودكم".
كما أنه يمثل فرصة لتكثيف الجهود لمعالجة واحدة من أكبر المشكلات التي تعرّض مجموعات المقتنيات للخطر. يقول ماغار: "يوجد أكثر من خمسة وخمسين ألف متحف في جميع أنحاء العالم، ويشكّل التخزين مشكلة خطيرة للعديد منهم". "لا يهم ما إذا كان هدفكم هو تقديم ورشة عمل محلّية صغيرة أو الإسهام في وضع استراتيجية وطنية، بصفتكم مدربين، ستساعدون في تضخيم تأثير إعادة التنظيم والبناء على حركة إعادة التنظيم المثيرة التي تغطي الكرة الأرضية".
إن الدليل الجديد لتصبحوا مدربين في محال إعادة التنظيم بات الأن متوفرًا ومتاحـًا كما أن التنزيل مجانيّ. نرجو منكم أن تنضمّوا إلى مجتمع إعادة التنظيم على صفحات منصّة فيسبوك لكي تبقوا على اطلاع على آخر الأخبار والمستجدات.