على مدار الشهرين الماضيين، استضفنا مشاركين من 18 دولة في مقرنا في روما، وذلك للمشاركة في النسخة السابعة من الدورة التدريبية لحفظ التراث المبني. فالمشاركين هذا العام هم مجموعة واسعة من العاملين في مجال الحفظ وصناع القرار الذين يمثلون التخصصات التالية: الحفظ، والهندسة، والأعمال الأكاديمية والمتاحف، حيث أنهم يعملون في المعاهد الوطنية، والمؤسسات الدولية، والمجالات الأكاديمية والتدريبات المهنية. فالدورة ستخدمهم من خلال وضع القضايا الفنية في السياق الأوسع لمجال الحفظ، وذلك عن طريق ربط هذه القضايا بما يتعلق بالتخطيط والإدارة.
اسمي ريتشارد مارتن ف. كاتيبونان، وأنا مهندس مدني من الفلبين. خلال السنوات السبع الأخيرة، أعمل بمجال حفظ التراث في بلدي. لدي اهتمام كبير بالرياضيات وأميل إلى التفكير التحليلي. كما أنني أستمتع بالعصف الذهني والتفكير المشترك وحل المشكلات، حيث أصبح لي دور في صنع القرار، خاصة عند التعامل مع التراث الثقافي. فعملي بمجال حفظ التراث مجزٍ للغاية فهو شغفي.
على الرغم من أنني ممتن للإرشاد والمعرفة التي منحني إياها معلمي في الفلبين، إلا أنني حريص على توسيع نطاق فهمي لمختلف تقنيات وممارسات وأساليب حفظ التراث وإدارته؛ المستخدمة في جميع أنحاء العالم. فقد قررت التقدم لهذه الدورة لأنني واثق من أنها ستوفر لي فرصة فريدة لتوسيع آفاقي في هذا المجال. وأنا متأكد بأن المعرفة التي سأكتسبها من هذه الدورة ستكون قيمة جداً لي ولبلدي في الجهود التي نبذلها من أجل حفظ تراثنا وإدارته.
فمنذ اليوم الأول من الدورة، تعلمت الكثير من كل خبير قابلته. كما أنني اكتسبت معرفة قيمة حول موضوعات متنوعة مثل فهم أهمية تقييمات قيمة التراث والإدارة المستدامة للأشكال المتنوعة من التوثيقات.
هناك مفهوم معين قد ترك تأثيراً كبيراً علي وهو مفهوم النُهج التي تتمحور حول الإنسان، حيث أدركت أهميتها في المساعدة على صنع القرار المنطقي والمستنير. فحفظ التراث وإدارته في الفلبين غالباً ما يكون متحفظاً تماماً، لذلك أنا حريص على الاستفادة من هذه الفرصة لتعزيز الشمولية وتطوير حلول مستدامة بما يتعلق بحفظ التراث وإدارته في بلدي.
أتطلع إلى الأنشطة المتبقية من الدورة التدريبية. وأتوقع بأنها ستكون أكثر تحدياً وصعوبة كونها تتضمن حضور محاضرات، وإجراء تجارب/ تمارين معملية، وزيارات ميدانية بالإضافة إلى المشاركة في العديد من التدريبات الميدانية. إلا أنني أعلم أن الأنشطة ستكون مجزية وممتعة أيضاً، خاصة وأنني سأعمل برفقة زملائي المشاركين، ومنظمي الدورات والخبراء الذين سيجعلون تجربة هذه الدورة مميزة ولا تُنسى.