في 2 يونيو/حزيران 2022، أعلن المركز الإقليمي لحفظ التراث الثقافي في الدول العربية (إيكروم-الشارقة) عن المشاريع الفائزة بالدورة الثالثة لمسابقة أفضل ممارسات حفظ التراث الثقافي وإدارته في المنطقة العربية، والدورة الثانية لجائزة التراث الثقافي العربية لليافعين. وأُعلن عن أسماء الفائزين خلال حفل رفيع المستوى أقيم في بيت الحكمة في الشارقة في الإمارات العربية المتحدة برعاية كريمة من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، حاكم الشارقة وعضو المجلس الأعلى.
الفائزون بجائزة إيكروم-الشارقة 2021-2022
الجائزة الكبرى
أعلنت سعادة منال عطايا، المديرة العامة لهيئة متاحف الشارقة ورئيسة لجنة التحكيم لجائزة إيكروم-الشارقة لهذا العام، أسماء الفائزين بالجائزة الكبرى:
- مشروع بيروت لإعانة التراث الثقافي في لبنان
- إعادة تأهيل وترميم الباحات السكنية والمباني التاريخية في محيط المسجد الأقصى في المدينة القديمة في القدس في فلسطين
وقد قُيِّمت المشاريع وفقاً للممارسات المتبعة فيها لحفظ التراث الثقافي وإدارته من حيث المهارات الفنية والآثار الاجتماعية والاقتصادية لها على المجتمعات المحلية.
ونال المشروع اللبناني استحسان اللجنة لقدرته على تحريك جهود الأفراد والمؤسسات والمجتمع المدني لإنقاذ النسيج العمراني لمدينة بيروت عقب انفجار مرفأ بيروت في 2020، واشتمل نطاق المشروع على المساحات الثقافية مثل المتاحف والمجموعات المكتبية والمباني السكنية، مع إحياء الذكريات الكامنة في هذه الأماكن.
وأثير إعجاب اللجنة أيضاً بمشروع إعادة تأهيل محيط الأقصى للمنهجية المنظمة التي تبناها لإحداث تغيير مؤثر على العائلات القاطنة في هذه المنطقة التاريخية المهددة. وقد نجح هذا المشروع بإبراز التأثير الإيجابي الذي تستطيع جهود حفظ التراث أن تقدمها للتعافي والنهوض.
تقدير خاص لأربعة مشاريع
وبالإضافة إلى الجائزة الكبرى، قدمت اللجنة جائزة تقديرية خاصة لأربعة مشاريع أخرى هي:
- حماية أرضية الفسيفساء في قصر هشام في أريحا
- إعادة إحياء وحفظ التراث الثقافي في قرية القرارة في غزة
- التوثيق الرقمي للوثائق التاريخية في القدس
- كولارت-بالمير: مشروع متكامل عن معبد بعل شمين في تدمر، سوريا
وأشادت سعادة منال عطايا بأصحاب المشاريع المشاركة وقالت: "يَسرّ أعضاء اللجنة تهنئة جميع المشاريع التي وصلت إلى التصفيات النهائية، ونتقدم بجزيل الشكر لهم على جهودهم العظيمة. لم يكن من السهل علينا اختيار مشروع واحد من بينها لتميز كل واحدة منها." وأكدت أن لجنة التحكيم اتخذت قرارها بناء على مداولات مطولة ودراسة مفصلة للمشاريع من حيث التنفيذ الفني، والاستدامة، وبناء القدرات، والتفاعل مع المجتمع، والآثار المجتمعية والاقتصادية المباشرة حسب مقتضيات كل منها.
وضمّت لجنة التحكيم أيضاً الشيخ سلطان سعود القاسمي، وألريك الخميس، وستيفانو دي كارو، وعمرة حجي محمدوفيش، وصلاح حسن، وجاد ثابت.
قدم صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى وحاكم الشارقة جوائز التقدير الخاص لإيهاب حاج داوود من وزارة السياحة والآثار في فلسطين لمشروع قصر هشام في فلسطين من الشارقة، ولمحمد أبو لهية ومحمد أو رجيلة من متحف القرارة لمشروع قرية قرارة في فلسطين، ولخليل كرجة الرفاعي وأمجد عيد الحرباوي من مركز إحياء التراث والبحوث الإسلامية في القدس (ميثاق) لمشروع التوثيق الرقمي للمستندات التاريخية في القدس". وقدم باتريك ميشيل، مدير الأبحاث والعلوم لمشروع كولارت-بالمير نبذة عن المشروع في أول يوم لحفل توزيع الجوائز، ونال أيضاً جائزة تقدير خاص لمشروعه.
تكريم الفائزين بالجائزة الكبرى في الدورة الماضية
نظراً للقيود المفروضة إبان الجائحة، لم يحظَ الفائزون بالجائزة الكبرى لإيكروم-الشارقة لأفضل الممارسات في 2020 بحفل تكريم كالمعتاد، لذا انتهز الحفل هذا العام الفرصة لتكريمهما، وكان المشروعان الفائزان في الدورة الماضية هما:
- إعادة تأهيل سوق السقطية في حلب، سورية
- الرقمنة والإسعافات الأولية لتوثيق مجموعات المخطوطات في مكتبة العمري الكبرى في غزة، فلسطين
وتسلم علي إسماعيل المدير التنفيذي للخدمات الثقافية لدى آغا خان في سورية جائزة إيكروم-الشارقة الكبرى لمشروع "إعادة تأهيل سوق السقطية في حلب"، وتلقى الجائزة من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى وحاكم الشارقة. تصوير: المركز الإعلامي لحكومة الشارقة. وتلقى عبد اللطيف أبو هاشم من فلسطين جائزة إيكروم-الشارقة الكبرى لمشروع " الرقمنة والإسعافات الأولية لتراث التوثيق لمجموعات المخطوطات في مكتبة العمري الكبرى في غزة، متسلماً إياها من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى وحاكم الشارقة. تصوير: المركز الإعلامي لحكومة الشارقة.
الفائزون بجائزة التراث الثقافي العربية لليافعين 2021-2022
تميَّز هذا الجزء من الحفل بمشاركة نخبة من داعمي الشباب واليافعين، منهم ريما كيروز كريدي من مؤسسة كلوي ماريا كريدي وعضوة في لجنة تحكيم هذه المسابقة من لبنان، وكريستيان جيتاني ممثل المفوضية اللبنانية الوطنية ليونيسكو والمنسق الوطني لشبكة المدارس المنتسبة لمنظمتي يونيسكو وأليكسو، وسلطان الخليف وهو رئيس قسم التعليم والمنسق الوطني لشبكة يونيسكو للمدارس المنتسبة لدى اللجنة الأردنية الوطنية للتعليم والثقافة والعلوم، الذي تحدث بدوره عن أهمية التوعية بقضايا التراث الثقافي والحفاظ عليه في مدارس المنطقة والدور المهم الذي تؤديه الفنون في هذا السياق.
وكرمت لجنة التحكيم العديد من طلاب المدارس المشاركين في جائزة التراث الثقافي العربية لليافعين الثانية فرادى ومجموعات، منهم:
-
المرتبة الأولى في فئة الرسم: سارة حسن الحوسني (مدرسة الأمل للصم، الإمارات العربية المتحدة)، واليسار المصري (مدرسة عمر بن الخطاب الكلية – جمعية المقاصد الإسلامية الخيرية في لبنان)
-
المرتبة الأولى في فئة التصوير الفوتوغرافي: غلا عبد الرحيم محمود الرحيل (مدرسة بيوضة الشرقية الثانوية المختلطة في الأردن)
-
المرتبة الأولى في فئة الرقص الشعبي: أداء مجموعة "شارعنا القديم" من مدرسة التقادم للتعليم الأساسي (ليبا
-
المرتبة الأولى في فئة صناعة الفيلم: مشروع "قصة فرح من قلب البادية" من مدرسة قصر الحلابات الغربي الثانوية المختلطة في الأردن
وضمت لجنة التحكيم لجائزة التراث الثقافي العربية لليافعين 2021-2022 عليا بو رحيمة، وشريفة نوفة بنت ناصر، وريما كيروز كريدي، وزكي أصلان.
تعزيز العلاقات الإقليمية
شهد الحفل حضوراً إقليمياً واسعاً من وزارات ومؤسسات ثقافية وممثلين دبلوماسيين ومشاركين، ورحب مدير إيكروم-الشارقة بالحضور من مشاركين وزوار، ونخص بالذكر صاحب السمو حاكم الشارقة، ومعالي نورة الكعبي وزيرة دولة الإمارات العربية المتحدة للثقافة والشباب، ومعالي الشيخة اليازية بنت نهيان آل نهيان سفيرة الثقافة لمنظمة ألِكسو.
وكان من بين الحضور أيضاً رئيس مكتب حاكم الشارقة معالي الشيخ سالم بن عبد الرحمن القاسمي، ورئيس دائرة التنمية المجتمعية معالي الشيخ محمد بن حميد القاسمي، والسفير السوري في الإمارات معالي الدكتور غسان عباس، ورئيس المجتمع الإسماعيلي في الإمارات عزيز ميرتشانت، إلى جانب مجموعة من الخبراء والشخصيات المرموقة المهتمة بمجال التراث الثقافي.
وعبّر رئيس لجنة إيكروم جون روبينز في كلمته الافتتاحية عن عظيم امتنان إيكروم للرعاية الكريمة من صاحب السمو حاكم الشارقة والدعم المتواصل من دولة الإمارات، إذ قال:
"...اسمحوا لي سموكم أن أتقدم بالنيابة عن إيكروم بجزيل الشكر والعرفان لرعايتكم السخية لهذا الحفل ولجميع أنشطتنا في هذه المنطقة، بقيادة المركز الرائد الذي أصبح للمعرفة عنواناً ومنارة: المركز الإقليمي إيكروم-الشارقة، الذي يستمر بمساعيه اقتداءً برؤيتكم الحكيمة في كنف عاصمة الثقافة والعلم: إمارة الشارقة. ويشرفنا أيضاً التوجه بعظيم الامتنان لدولة الإمارات العربية المتحدة التي لم تدخر وسعاً لدعم أعمال إيكروم-الشارقة وإبراز جهودها وإنجازاتها في المحافل الإقليمية والدولية."
واختتم زكي أصلان الحفل معززاً رسالة التقدير التي قدمها روبينز في كلمته عرفاناً بدعم صاحب السمو حاكم الشارقة المتواصل لمبادرات إيكروم-الشارقة وبرامجه، إذ قال:
"عندما أسسنا هذه المسابقة منذ خمس سنوات، كان هدفنا نشر ثقافة الحفاظ على التراث الثقافي في المنطقة وفقاً للمعايير والأسس الدولية، واعتزمنا تحقيق ذلك بإبراز المبادرات والممارسات الجيدة المنفذة على مستوى المنطقة العربية التي تساهم في تفعيل حماية التراث الثقافي المادي وإحيائه بصورة تضمن تطبيق المنهجيات الدولية بما يتناسب مع السياق الاجتماعي المعني ومع اعتبارات التنمية المستدامة. ونحن نصبو دائماً إلى تسليط الضوء على هذه المبادرات والاحتفاء بتميزها على المستوى الإقليمي والعالمي أيضاً."
وأثنى أصلان في حديثه على الجهود المشتركة التي ارتقت بهذه المبادرة إلى آفاق غير متوقعة من النجاح والتوسع، وأعرب عن التزام إيكروم المستمر بتطوير هذه المسابقة.
"في سنوات قليلة فقط، شهدت جائزة إيكروم-الشارقة للممارسات الجيدة تطوراً عظيماً ونمواً هائلاً، وذلك بفضل التعاون الوثيق بين أعضاء لجان التحكيم المحددة لكل دورة، فأضحت من أبرز الجوائز وأعلاها قدراً في العالم العربي وتحديداً في هذا المجال. ومع الفرح العارم الذي يعترينا بهذا الإنجاز الرائع، يقع على عاتقنا واجب استدامة هذا النمو والاستمرار به لنتمكن من تحفيز المزيد من مثل هذه المشاريع المميزة في الوطن العربي. وأنا من منصتي هذه، أؤكد لكم أن مركز إيكروم-الشارقة سيبذل جل جهوده وإمكانياته لتطوير هاتين الجائزتين، عاماً بعد عام، ليساهم في تجاوز التحديات التي تواجهها المنطقة العربية."
ونحن في إيكروم نهنئ الفائزين هذا العام ونشكر جميع من شارك في جائزة إيكروم-الشارقة 2021-2022، سواء كان من فرق المشاريع أو المتحدثين خلال الحفل أو من انضم عبر الإنترنت لتشجيع المتسابقين. ونحن نتطلع بشوق للدورة القادمة من جائزة إيكروم-الشارقة!