بما أننا في فصل الربيع، فإننا نقع تحت سحره ونصبح أكثر حساسية تجاه الطبيعة. الأمر ليس لغز أو سر، فالبيئة من حولنا، والنباتات المتجددة بنسمة الانتعاش والشباب تفتننا، نحن البشر، بدائرتها الجلية والمنافع العديدة التي تقدمها لنا.
فرؤية الأوراق الجديدة الصغيرة تنمو تثير فضولي دوماً؛ حيث أتمعن بها عن قرب مفتوناً بأشكال زخارفها. أذكر أن هناك كتاباً رائعاً في مكتبتنا، كتبه ألويس هرتسوغ في عام 1955 بعنوان "أطلس الصور الدقيقة للألياف النباتية المهمة من الناحية الفنية" الذي يسعدني تقديمه لكم هذا الشهر.
هذا الكتاب هو مورد واسع لأي شخص يسعى لمعرفة المزيد عن الجوانب الفنية للألياف النباتية. حيث يحتوي على صور دقيقة مفصلة للألياف النباتية الأكثر شيوعاً بما فيها القطن، والكتان، والجوت، والقنب والسيزال. ويرافق كل صورة وصف مفصل لكل من الألياف واستخداماتها المختلفة في صناعة النسيج.
ما يميز هذا الكتاب هو مستوى التفاصيل والدقة. فأبحاث هرتسوغ الدقيقة ومعرفته المتخصصة بالألياف النباتية واضحة في كل صفحة من صفحات الكتاب. أما الصور، فهي واضحة وتفاصيل الوصف دقيقة وغنية بالمعلومات. كذلك، فإنه يتم لمس الحواس الجمالية للقارئ عند الكشف عن الصور كبيرة الحجم بالأبيض والأسود للعينات النباتية. (انظر الصورة 1)
كما أنه على مدى عقود، يعتبر هذا الكتاب مورداً قيماً لأي شخص يبحث في تحليل الألياف النباتية. وقد وجد طريقه إلى مكتبتنا بفضل المحافظين على لوحات الحامل والمسؤولين عن حفظ المنسوجات الذين يلجؤون إليه باستشارات حول تحليل دعائم الأقمشة أو المنسوجات.
يعد تحليل الألياف النباتية خطوة أساسية في حفظ دعامات لوحات الحامل وترميمها. فلطالما استخدمت الألياف النباتية، مثل الكتان والقنب والقطن، كدعامات قماشية على مدى القرون، وقد تتفاوت خصائص كل نوع من هذه الألياف بشكل كبير. لذلك، فإن فهم طبيعة ومواصفات هذه الألياف وتقييم خصائصها الكيميائية والفيزيائية يعد أمراً ضرورياً من أجل الحفاظ على الأعمال الفنية التاريخية، وتحديد طرق ومواد المعالجة المناسبة لترميمها وضمان طول عمرها.
فعلى سبيل المثال، يمكن لمعرفة قوة الشد والمرونة لألياف معينة أن تساعد المرممين في اتخاذ قرارات مدروسة حول ما إذا كان سيتم إعادة تمديد القماش أو إضافة مدعمات أخرى إضافية.
وعلى الرغم من أهميتها، غالباً ما يتم التغاضي عن تحليل الألياف النباتية في عملية الحفظ. مع أنه من خلال التأني في تحليل الألياف النباتية بشكل شامل، يمكن لخبراء الحفظ ضمان أفضل نتيجة ممكنة للحفاظ على لوحات الحامل التاريخية. حيث يسمح ذلك بحماية الأعمال الفنية والاستمتاع بها من قبل الأجيال القادمة.
إن "أطلس الصور الدقيقة للألياف النباتية المهمة من الناحية الفنية" هو عمل مثير للإعجاب ولا يزال بمثابة مرجع لأولئك الذين يبحثون في تحليل الجوانب الفنية للألياف النباتية. فهذا الإصدار هو شهادة على خبرة وتفاني ألويس هرتسوغ، الذي أصبح مرجعية في هذا الموضوع بعد سنوات من البحث والدراسة. ففي مكتبتنا، يتم الاحتفاظ بهذا الكتاب في قسم الكتب النادرة.
لنحتفل بشهر أيار/ مايو بتعزيز تواصلنا مع الطبيعة وإعادة استكشاف ما هو جديد ومثمر!