حصلت إيكروم مؤخراً على مجموعةٍ من السجلات الثمينة مِنحةً من باولو ولاورا مورا، حافظان إيطاليان ذوَيْ شهرة عالمية لهما مشاركات بارزة في حملات حفظ متعددة في مواقع ومعالم تراثية عالية القيمة على مستوى العالم.
يضم أرشيف مورا حوالي 5 آلاف صورة فوتوغرافية لمهمّاتِهِما وأنشطة الحفظ التي نفذاها، وفي الصورة المبيّنة هنا، تَرَوْن معبد الملكة نفرتاري في موقع أبو سمبل عام 1962 قبل نقله إلى موقعه الجديد مع بداية مشروع بناء سد أسوان العالي. وإبّان الحملة الدولية لإنقاذ معالم النوبة التي دشنتها يونيسكو رسمياً في 1960، أصبح معبدا الملك رمسيس الثاني والملكة نفرتاري في أبو سمبل (المعبدان التوأم) مهددَيْن بالغرق جراء ارتفاع منسوب مياه السد، فألحت الحاجة واشتدت لتدخلات فورية لحمايتهما وإنقاذهما. لذلك، وفي الفترة ما بين 1964 و1968، قُطِّع الموقع بأكمله إلى قطع ضخمة وحُمل ثم أُعيد تركيبه في مكان يعلو الموقع الأصلي ب65 متراً ويبعد عن النهر 200 متراً، لتصبح هذه العملية إحدى أهم أعمال الهندسة الأثرية على الإطلاق.
ويذكر أن معبد الملكة نفرتاري (المعبد الصغير) قد نُحِت في جبال صخرية ويعود إلى فترة حكم الملك رمسيس الثاني في القرن الثالث عشر قبل الميلاد تكريماً للإلهة حاتحور التي تُجسِّدها الملكة نفرتاري، أعز زوجات رمسيس إلى قلبه.
وقد التقط باولو مورا هذه الصورة عام 1962 أثناء مشاركته في اجتماع الخبراء الثاني لحماية معالم النوبة الذي عُقِد في القاهرة وموقع أبو سمبل، وتحتوي أرشيفات إيكروم على المزيد من الصور والمراسلات والتقارير والمقتطفات الصحفية والرسومات الهندسية إذ كانت إيكروم مُشارِكة في هذه الحملة النوبية، وتوجد عينات تراثية من الموقع أبو سمبل أيضاً في مجموعة عينات مورا.