بالتناوب شهريـًا مع دائرة الأرشيف، يعرض هذا القسم عناصر خاصة من مكتبة منظمة إيكروم، مما يعطي نظرة ثاقبة ومعمّـقة للموارد المتنوّعة لهذه المجموعة المهمّة التي تقتنيها المكتبة.
"مسح للآثـار القديمة في شمال فيتنام، باريس 1959" - هو كتاب رمادي قديم يمثّـل نزهة ذهنية في مكتبة منظمة إيكروم.
لقد مـرّ أكثر من نصف قرن على وفاة الأستاذ لويس بيزاسييه، الذي ولد في الرابع من شهر أيّـار/ مايوعام 1906 في 'بلدة كافّـي' الفرنسية، في منطقة فال دو لوار، وتوفي بعد ستين عامًـا في شهر أيّـار/ مايو من عام 1966. وعلى الرغم من كونه مهندسًـا معماريًـا في مهنته، إلا أن علم الآثـار كان يمثّـل شغف بيزاسييه، لا سيّـما آثـار الشرق الأقصى.
في سيرته الذاتية عن بيزاسييه، كتب لويس ماليريه عن تعيين بيزاسييه حافظـًا لمعالم ' مقاطعة تونكين' في فييتنام بعد وصوله إلى مدينة هانوي في عام 1935، إلى جانب مسؤولية المناطق الأخرى التي عُهـد بها إليـه لاحقًـا. وأثناء شغله لهذا المنصب، قام بتوثيق المباني الخشبية الفيتنامية التقليدية وترميمها. أما ماليريت فيصفُ بيزاسييه بأنه أكبر خبير في علم الآثـار في فيتنام، مضيفًـا قوله:
" يمكن القول أنه حتى عام 1945، لم يكن هناك أي مبنى قديم في 'دلتـا النهـر الأحمر' أو في 'مقاطعة ثان هوا' لم يكن بيزاسييه مهتمًـا بـه، حيث قام بالمزيد والمزيد من عمليات الدمج والإصلاح والترميـم وإعادة البناء الجزئي."
وتضم مكتبة منظمة إيكروم كتاب بيزاسييه هذا وهو العمل الذي أنجزه بيزاسييه حول المعالم والآثـار الشمالية في فييتنام، وقد كان نُشر عام 1959 باعتباره المجلّـد السادس في مجموعة النصوص والوثائـق من منشورات المدرسة الفرنسية للشرق الأقصى. وتعكس هذه المجموعة الرائعة من الرسومات المعمارية خبرته في هذا المجال.
توجد هذه الرسومات في حافظة مصنوعة من الورق المقوّى من اللونين البنّي والرمادي، أما ظهْـرُ الكتاب فمقوّى باللونين الأزرق والرمادي، ويتم إغلاقه بشريط باللونين الأزرق والرمادي المطابقيْن للونيْن المذكوريْن. يشتمل الكتاب على كتيّـب به جدول محتويات وشروحات للوحات الخمس والثمانين مطويٌّ جزئياـ ً باللونيْـن الأبيض والأسود، بعرض كل منها مخططات أرضية مفصّـلة وارتفاعات للمباني والمعالم التاريخية الفيتناميـة.
كيف وصل هذا المنشور إلى مكتبتنا ولماذا؟ نعلم أنه تمّ الحصول عليه عام 1977 من خلال بائع الكتب أيدريان ميزونوف، لكن سبب الحصول عليه يعـدّ أقلّ وضوحًـا.
قبل ست سنوات، بينما كان لويس بيزاسييه منتدبًـا لمدة ثلاث سنوات في منظمة إيكروم، أدى الحافظ المعماري الأمريكي و.ب. مورتون مهمّـة سافر فيها إلى 'هيو' في فيتنام في الفترة ما بين 22 تشرين الأول/ أكتوبر و 12 تشرين الثاني/ نوفمبرعام 1971. وقد لخّص النتائج التي توصّل إليها في تقريررفعه 'لمعهد روما سنتر' آنذاك، مما أدى إلى قيامه بمهمة أخرى وإلى رفعه تقريرًا أكثر تفصيلاً لمنظمة اليونسكو.
هل يمكن أن يكون مورتون هو من أوصى بشراء مجموعة بيزاسييه للرسومات المعمارية؟ ربما لن نعرف السبب. ومع ذلك، يُظهر كشف عن الآثـار القديمة الموجودة في شمال فييتنام مدى أهمية الغوص في أعماق مجموعتنا الرائعة وإثارتها، حيث يمكن أن يأخذك الكتاب القديم الرمادي المتواضع في رحلة إلى مكان آخر ويعيد الحياة إلى تاريخ حفظ التراث العالمي.
يرجى منكم أن تشاركوا هذا النص على صفحاتكم على 'فيسبوك'، أو على 'توتير' أو عبر بريدكم الإلكتروني أو على منصّة '.