إن كنت تفهم اللغة الإيطالية، فقد تحتار من اسم كنيسة القديس أنجيلو في بيشريا. في البيشيريا؟ سوق السمك؟ فالقصة وراء تسمية هذه الكنيسة بهذا الاسم هي تقريباً أغرب مما قد تتخيل. فهي تقع بالقرب من بقايا رواق أوكتافيا؛ الذي خصصه الإمبراطور أغسطس لأخته في العصور القديمة، مع أنه أصبح سوقاً للأسماك (pescheria) خلال العصور الوسطى وظل كذلك حتى القرن التاسع عشر. شهدت الكنيسة، التي تقف وراء الرواق الذي تحول إلى سوق للأسماك، العديد من التغييرات على مر القرون؛ فبعد تكريسها من قبل ستيفانو الثالث في عام 755 م، تم توسيعها في العصور الوسطى وترميمها بالكامل من قبل الكاردينال بيريتي في عام 1611. ومنذ القرن الثامن عشر، تم إجراء ترميمات دورية عليها.
كانت إيكروم محظوظة بما يكفي لزيارة كنيسة القديس أنجيلو في بيشيريا والتعلم منها. ففي عام 1977، قام المشاركون في الدورة الدولية التابعة لإيكروم حول الحفظ المعماري (ARC) بعمل ميداني في الكنيسة في سياق مشاريعهم البحثية حول المباني التاريخية في روما. حيث أجروا أبحاثاً أثرية وتاريخية، وعملوا دراسات عن الرطوبة، وقاموا بقياس رسومات الكنيسة وصاغوا مقترحات للتدخل. تم تنسيق هذه الدورة من قبل روبرتو مارتا (مشارك سابق في دورة إيكروم)، وهو الذي التقط هذه الصورة لتاج أحد أعمدة السرداب.
من بين التوثيقات التي أعدها المشاركون في دورة الحفظ المعماري، تحتوي محفوظات إيكروم على العديد من التقارير، والرسومات المعمارية والصور الفوتوغرافية لهيكل المبنى، بما في ذلك القبو المقبب تحت الحنية اليسرى. حيث يعود تاريخ القبو إلى الفترة ما بين القرنين الثامن والرابع عشر، فأساسه مصنوع من كتل الطف. أعيد استخدام البقايا الأثرية الرومانية (مثل تيجان الأعمدة، كما يظهر في الصورة) لبناء السرداب. كما تم العثور على بقايا اللوحات الجدارية في السرداب، والتي تتوفر صورها في محفوظات إيكروم.