يمكن حماية التراث من الكوارث بشكل أفضل بالإسهام في صمود المجتمعات. وتتناول هذه الوحدة الثغرات القائمة في ممارسات إدارة مخاطر الكوارث؛ وتستكشف كيفية دمج إدارة مخاطر الكوارث مع أطر الإدارة الأخرى؛ وهي تعزّز التعاون بين القطاعات وبين المنظمات للنهوض بمخاوف التراث في جدول الأعمال الأوسع للحدّ من مخاطر الكوارث. وأما الأولويات الأخرى فهي جمع المعرفة وتطوير الأدوات وتقديم التوجيه للتخفيف من تغيّـر المناخ والتكيّـف معه في مواقع التراث العالمي.
سيتمّ تنسيق أوجه التآزر مع البرامج الحالية الأخرى في كل من منظمة اليونسكو، والاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة، ومنظمة إيكروم، والمجلس الدولي للمعالم والمواقع- منظمة إيكوموس، ومكتب الأمم المتحدة للحدّ من مخاطر الكوارث. وسيركّـز البرنامج بشدّة على مراجعة دليل الموارد الحالي حول موضوع مخاطر الكوارث، من خلال الربط المتّـسق لإدارة مخاطر الكوارث والاستجابات لتغيّـر المناخ، ومن خلال دمج إدارة المخاطر مع إدارة التراث اليومية.
مراجعة دليل إدارة مخاطر الكوارث
تجري حاليًـا مراجعة دليل الموارد الحالي لإدارة مخاطر الكوارث لتوفير أساس قوي لجوانب الاستعداد للمخاطر في مواقع التراث، سواء أكان ذلك من الكوارث أو آثار تغيّـر المناخ. وينبغي أن يضع الدليل المتكامل معيارًا لإدارة مخاطر الكوارث يقوم على أساس الموقع وبناء مرونة مكان التراث. ويتم تطوير دراسات الحالة لجمع الدروس المستفادة من الممتلكات التي تعرضت للكوارث، ويتمّ تضمين جميع المراحل (التخطيط من، والعمل في حالات الطوارئ أثناء التعافي وبعد ذلك).
وسوف يتمّ إنشاء التكيّـف مع تغيّـر المناخ بوصفه عنصرًا رئيسيّـًا في المقاربة الجديدة للحفظ والإدارة المتكاملة وعرض الطبيعة والثقافة داخل مواقع التراث العالمي. وسيشمل دليل الموارد الجديد إرشادات بشأن التكيّـف مع المناخ، كما سيتمّ أيضـًا جمع دراسات الحالة لأفضل الممارسات ونشرها. وكان قد تم إجراء مراجعة الأدبيات المتعلقة بتغيّـر المناخ لتوفير دراسة استطلاعية لتطوير هذا الدليل.
وثيقة سياسة بشأن تأثيرات العمل المناخي على ممتلكات التراث العالمي
تعمل منظمة اليونسكو على إنتاج وثيقة سياسة بالتعاون مع برنامج قادة التراث العالمي وشركاء آخرين، وذلك لحفز الإجراءات العاجلة والتحويلية بشأن تغيّـر المناخ من قبل الدول الأطراف في اتفاقية التراث العالمي وجميع أصحاب المصلحة والمستفيدين، بما في ذلك الشعوب الأصلية والمجتمعات المحلية والمجتمع المدني، والقطاع الخاص.
تهدف وثيقة السياسة هذه، من خلال رؤيتها وأهدافها ومكوّناتها، إلى الإسهام في أهداف اتفاقية التراث العالمي وغيرها من الاتفاقات والعمليات والأدوات المتعدّدة الأطراف المتعلقة بالمناخ والتراث.
وسوف تسهم وثيقة السياسة هذه في تنفيذ اتفاق باريس. كما تهدف أيضًا إلى تعزيز أوجه التآزر وفي التقدّم نحو خطّـة التنمية المستدامة لعام 2030، وإطار سنداي لعام 2015 بشأن الحدّ من مخاطر الكوارث، والأجندة الحضرية الجديدة لعام 2016، وإطار التنوّع البيولوجي العالمي لما بعد عام 2020.
دورة إدارة مخاطر الكوارث والناس والثقافة والطبيعة
تهدف هذه الدورة إلى مساعدة المشاركين فيها على تطوير إجراءات إدارة التراث التي تأخذ في الاعتبار العديد من المخاطر وعوامل الخطر المتعلقة بالكوارث (بما في ذلك تلك العوامل الناتجة عن تغيّـر المناخ) من البيئة الأوسع. وعند الانتهاء، سيكون المشاركون قادرين على التماس حلول إدارية لتخفيف المخاطر والتكيّـف، والاستعداد للمستوطنات الحيّة. ويتمّ تنفيذ الدورة بالشراكة معSEAMEO-SPAFA (Bangkok, Thailand).
من المهم لمواقع التراث العالمي أن تتبنّى إدارة مخاطر الكوارث بوصفها مكونًـا حاسمًـا وغير قابل للتجزئة في سياساتها واستراتيجياتها الإدارية، بما في ذلك ما يتعلق بالسياقات الأكبر للموقع. وينبغي أن يكون التخطيط الفعّـال لإدارة مخاطر الكوارث في مكانه الصحيح، كما ينبغي أن يشمل استراتيجيات فعّـالة للتخفيف من مخاطر الكوارث والتكيّـف معها والاستعداد لمواجهتها.
إن الاعتراف بالصلة بين الكوارث وتغيّـر المناخ أمر بالغ الأهمية. وسوف تنظر الدورة في طُرُقِ دمج استراتيجيات التخفيف والتكيّـف مع تغيّـر المناخ والاستعداد لإدارة مخاطر الكوارث التي يواجهها التراث الثقافي.