في عالم يواجه العديد من التحديات، أصبح التعاون من أجل استدامة الثقافة وتعزيز الأمن الغذائي الزراعي أكثر أهمية من أي وقت مضى. وبينما يسعى المجتمع الدولي جاهداً لتلبية احتياجات الأعداد المتزايدة للسكان مع الحفاظ على موارد كوكبنا، فإنه من الضروري أن نعمل معاً بشكل جماعي ونعزز التعاون بين الأفراد، والمجتمعات، والمنظمات والحكومات.
فالمؤتمر الخامس للشراكات الأكاديمية الأوروبية الإفريقية قد جمع رؤساء الجامعات الإفريقية ومواهب الشباب المؤهلين؛ ممن لديهم الخبرة بمجالات العلوم الزراعية والثقافية، وإجراء البحوث والحفظ وتعزيز التراث الطبيعي، وذلك لإقامة علاقات وتواصل بين البلدان بهدف وضع الأساس اللازم من أجل إحراز التقدم في هذه المجالات الأساسية. وقد تضمن المؤتمر، الذي تقرر أن يشمل ثلاث جلسات مختلفة، خطابات ومناقشات طاولة مستديرة مخصصة للبحث في استراتيجيات من أجل ضمان أمن واستدامة نظمنا الغذائية، وذلك مع تبني نهج "الصحة الواحدة"، ودراسة المساهمات القيمة للتراث الثقافي في الممارسات الزراعية المستدامة.
وفي كلمته الافتتاحية، أعرب المدير العام لإيكروم، ويبر اندورو، عن امتنانه العميق للمشاركة بالمؤتمر، معترفاً بدور المؤتمر كمنصة لا تقدر بثمن لتسهيل التبادل الدولي وتيسير الحوار بين الدول الإفريقية والأوروبية. حيث يتماشى ذلك بشكل متناغم مع التزام إيكروم الثابت بإحداث تغيير إيجابي دائم في القارة الإفريقية. كما واستلهم المدير العام بمقولة "نحن ما نأكل"، مشدداً على الصلة العميقة بين الخيارات الغذائية والصحة الشاملة. كذلك، دعا أيضاً إلى منظور أوسع لا يشمل فقط ما نأكله ولكن أيضاً كيفية مساهمتنا في إنتاج هذا الطعام؛ من مرحلة الزراعة إلى الحصاد، حيث تشكل هذه العناصر معاً ثقافتنا الغذائية؛ وهي الركيزة الأساسية في حياة ومتانة كل مجتمع وقدرته على الصمود.
فأهمية الشراكة في معالجة قضايا الأمن الغذائي هو الموضوع الأساسي الذي تم التركيز عليه خلال الأيام الثلاثة للمؤتمر، وذلك مع ضرورة أن يعمل الشركاء على قدم المساواة. حيث يمكن للشراكات بين المؤسسات والجامعات الأوروبية والإفريقية أن تساعد في سد الفجوة بين نظم البحوث والمعارف التقليدية، وبين الأفكار والنتائج الملموسة والهادفة.