تحت رعاية وحضور صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، نظم المكتب الاقليمي لحفظ وترميم التراث الثقافي (إيكروم-الشارقة)، ندوة حول الحفاظ على التراث الثقافي في السودان بعنوان "معارض نشطة لمتاحف تبض بالحياة" من 23 إلى 26 أيلول/سبتمبر 2019 بمقره بالشارقة، الامارات العربية المتحدة، وذلك بالتعاون مَع شركائه: حكومة الشارقة، المجلس البريطاني- صندوق حماية التراث؛ الهيئة العامة للآثار والمتاحف في السودان؛ معهد ماكدونالد لدراسات الآثار- جامعة كامبريدج.
وتأتي الندوة هذه ضمن إطار عمل مشروع “المتاحف المجتمعية في غرب السودان” والممول من قبل صندوق حماية التراث التابع للمجلس الثقافي البريطاني- في جزئه الموجه لحماية التراث الثقافي المعرض للخطر بسبب النزاع في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا - بمنحة تبلغ حوالي مليون جينيه إسترليني، وقد بدأ العمل بالمشروع في سبتمبر 2018 وهو مستمر على مدى سنتين، ويركز مشروع “المتاحف المجتمعية في غرب السودان” على متاحف ثلاثة هي: بيت خليفة وبيت برامبل في أم درمان، في الخرطوم؛ متحف شيكان، في الأبيض، شمال كردفان؛ ومتحف دارفور، في نيالا، جنوب دارفور.
إفتتح صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، بحضور ١٥ عضو من الهيئة العامة للآثار والمتاحف في السودان برئاسة د. عبد الرحمن علي، مدير الهيئة. كما حضر الافتتاح وزير الثقافة والأثار والسياحة بالجمهورية العراقية، الدكتور عبد الأمير الحمداني، الممثل للمجلس البريطاني- صندوق حماية التراث بالإمارات السيد جافين أندرسون.
تضمن حفل الافتتاح كلمة ترحيب وعرض موجز لأعمال المكتب الإقليمي إيكروم-الشارقة من قبل الدكتور زكي أصلان، مدير المكتب حيث تحدث عن أهم مشاريع المكتب ومنها برنامج ماجستير العلوم في إدارة حفظ التراث الثقافي بالشراكة مع جامعة الشارقة ومشروع إعادة إعمار المسجد النوري التي يتم تنفيذها مع الجمهورية العراقية ووزارة الثقافة وتنمية المعرفة بالإمارات والمنظمة الأم اليونسكو من خلال مهمة قام بها فريق العمل قبل بضعة أسابيع مع الجهات المعنية والمجتمع المحلي في مدينة موصل.
وفيما يخص مشروع "المتاحف المجتمعية في غرب السودان" الذي تدور حوله الندوة، قدم الدكتور زكي أصلان المشروع الهادف لمساعدة الهيئة العامة للآثار والمتاحف في السودان على تفعيل رؤية لمتاحفها تتوجه من خلالها نحو المجتمع بشكل فعال. وتهدف الندوة إلى تعزيز أفاق حفظ التراث الثقافي المميز من مواقع ومتاحف ومباني أهملت وهجرت لكنها تبقى هامة في الذاكرة الوطنية رمزاً لحضارة وادي النيل وللمجتمع السوداني.
وأضاف الدكتور عبد الرحمن علي – مدير عام الهيئة العامة للأثار والمتاحف في السودان إثر إلقاء كلمته أن "الشكر والتقدير والاحترام موجهة لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، لما قدمتموه من دعم للشعب السوداني منذ بناء قاعة الشارقة بجامعة الخرطوم في ثمانينات القرن الماضي وتواصل عطاءكم في شتى المجالات…. ويسرنا أن ننقل لكم باننا بعد ثورة التغيير نسعى إلى الشراكة مع الدول الشقيقة والصديقة على مساعدتنا في حماية تراثنا الثقافي وتطويره وسوف نضع هذا من ضمن اولوياتنا في الفترة القادمة".
وإختتم صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، حفل الافتتاح بكلمة تطرق فيها إلى السودان وتاريخه القديم والحديث كونه بوابة إفريقيا الشرقية وإلى اهمية التراث الثقافي في السودان ودور التراث في تكوين الحس الوطني وتعزيز الإنتماء.
كما شملت الندوة معرضاً للتعريف بمنجزات وخطوات تنفيذ المشروع والخطط القادمة لتنفيذ مشروع جزيرة سواكين حيث قام الوفد السوداني بتقديم شرح موجز لصاحب السمو، حاكم الشارقة.
ستدوم الندوة 4 أيام ويشارك فيها مجموعة من العاملين في مجال حماية التراث الثقافي من السودان، من أصحاب القرار والمهنيين من الهيئة العامة للآثار والمتاحف ونقابة المهندسين والجامعات وثلة من الخبراء-المدربين الدوليين والعرب المختصين في مجال تطوير العرض المتحفي التعليمي المجتمعي. وتتمثل رؤية المشروع في تأهيل مباني لائقة تحمي وتعرض القطع الأثرية الثقافية القيمة، وتوفر مساحة مدنية مشتركة وتستخدم في مجموعة متنوعة من الأنشطة لمختلف الجماهير المحلية.