ينشرالمركز الدولي لصون ودراسة ترميم التراث الثقافي (ICCROM) ومؤسسة الامير كلاوس كتيبا مبتكرا ومجموعة من الادوات حول الإسعاف الأولي للتراث الثقافي في أوقات الأزمات، وهو متاح للتنزيل المجاني من الشبكة للجميع دون استثناء.
تهبّ المجتمعات المحلية اولاً لإنقاذ تراثها الثقافي عندما تضربها الكوارث، ولكن قدرة هذه المجتمعات على التدخل تكون غالباً محدودة جداً عندما يتعلق الأمر بالأزمات الأنسانية المعقدة والمتعددة الأوجه. وبموازاة ذلك قد يفتقد المستجيبون الأوائل لنداء الأستغاثة إلى الوعي الكافي لتحديد ما هو الأهم ثقافياً، كما ويفتقدون غالباً إلى التدريب الكافي الذي يتيح لهم معالجة أشياء التراث وبنيانه والاستجابة للحاجات الخاصة لأولئك الذين يمتلكون المعرفة التقليدية.
أن كتيّب "الإسعاف الأولي للتراث الثقافي في أوقات الأزمات" هو نشرة من جزئين موجهة الى مختلف العاملين المنخرطين في أعمال الطوارئ، وهو يزوّدهم بطريقة عملية وبمجموعة من الأدوات الجاهزة للأستعمال من أجل صيانة التراث الثقافي ألمرئي وغيرالمرئي المعرض للخطر. ان سير العمل السهل الاستعمال في الكتيّب يساعد قرّاءه على تخطيط وتنفيذ الاغاثة الثقافية المنسّقة وعمليات تخفيض المخاطر التي تعني مباشرة المجتمعات المحلية والقيمين على التراث والمستجيبين لحالات الطوارىْ والمساعدين الانسانيين.
ويؤمن هذا الكتيّب إطاراً أخلاقياً جوهرياً للعمل يقود الى نتائج ناجحة جداً، لا سيما وأنه كتب بروحيّة فلسفية ارشادية لضمان سلوك شامل للجميع يحترم التنوع آخذاً بعين الاعتبار تشبيك المساعدات الانسانية مع الإسعاف الأولي للتراث الثقافي.
أن منهجيات وطرق العمل المختصة بإسعاف التراث الثقافي قد تمّ اختبارها ميدانياً في هايتي والعراق وسوريا والنيبال والفليبين والهند، ولكن هذه هي المرة الأولى التي يتمّ فيها توثيقها ضمن أداة واحدة شاملة ومتاحة لأي كان.
ولهذا المورد استعمالات عدة، فهو يساعد على تحسين الجهوزية للطوارئ داخل مؤسسات التراث الثقافي ويصلح كمرجع لتدريب الآخرين، ويصلح أيضاً كدليل لتخطيط وتنفيذ إسعاف التراث الثقافي المنسّق.
ويأتي كتيّب "الاسعاف الأولي للتراث الثقافي في أوقات الأزمات" كنتيجة لما يقارب عقداً من الزمن من الخبرة الميدانية للمركز الدولي لصون ودراسة ترميم التراث الثقافي (ICCROM) بالشراكة الوثيقة مع صندوق الامير كلاوس والمبادرة السمثسونية للإنقاذ الثقافي. وقد تم تطوير هذا الكتيّب ليتناسب مع الحاجة المتنامية للمحترفين في مجال التراث الثقافي والمساعدين الإنسانيين لإيجاد مرجع موثوق به وسهل الاستعمال يدمج إنقاذ التراث في نشاطات الطوارئ، ويقدّم طرائق تشغيل نموذجية صالحة للتطبيق في أي ظرف من ظروف الأزمات.
من هم المهتمين بقراءة هذا الكتيب؟
- محترفو التراث الثقافي والمؤسسات التي قد ترغب بتنمية مشاريعها المنسّقة لحالات الطوارئ
- المنظمات المرتكزة على المجتمع المحلي ومحترفو المساعدات الانسانية الذين يعملون لتعزيز المرونة تجاه الكوارث في المناطق المعرّضة للخطر من العالم
- موظفو الحماية المدنية والدفاع المدني والسلك العسكري ورجال الاطفاء والعاملين الآخرين المكلفين بحماية المجتمعات وثرواتها أثناء الكوارث والنزاعات
ماذا يعرض هذا الكتيب؟
- يقدم الكتيب التعليمات مرحلة تلو الأخرى وأمثلة عن حالات حياتية حقيقية ويرافق قرّاءه في المراحل الثلاثة من الإسعاف الأولي للتراث: أولاً – تحليل الواقع؛ ثانياً – ما بعد الحدث وتقييم الضرر اللاحق بالموقع والخطر المحدق؛ ثالثاً – الأمان والتثبيت مما يؤدي إلى النقاهة المبكّرة.
- تتخلل هذه المراحل الثلاث كل ما يخصّ سير العمل والطرائق التي تجمع عمّال الطوارئ ومحترفي المساعدة الأنسانية فيتأمن التنسيق الميداني الممكن
- يتميّزالكتيّب بلغة واخراج بسيطين مما يسهل الفهم
- هو مورد تفاعلي، إذ من الممكن التنّقل بسرعة بين أجزائه بهدف الوصول الى ما نريد
- يستعمل الرسوم البيانية والصور والرسوم التي تشرح النص من أجل مرجعية سهلة
- يقدم فهرساً وعدة مراجع تتيح للقرّاء تعميق فهمهم للمواد والمفاهيم
- الكتيب غني بقوائم الفحص والقوالب والارشادات الممكنة التعديل وفقاً لأي ظرف
ننصحك بتنزيله أو حفظه على جهازك الخليوي ومشاركته مع أكبر عدد ممكن من الناس مما يؤدي الى تحسين الجهوزية والاستجابة لحالات الطوارئ وبناء مرونة التراث الثقافي في جميع أنحاء العالم.
وقد صرحت الدكتورة كورين وغنر، مديرة المبادرة السميثسونية للإنقاذ الثقافي في الولايات المتحدة الأميركية "إن الوجه الاكثر قيمة لكتيّب "الاسعاف الأولي للتراث الثقافي في أوقات الأزمات" ورزمة الأدوات المرفقة به هو منفعته العملية. وهو مليء بالنصائح المباشرة التي يقدمها حول كيفية الارشفة والإنقاذ وترسيخ التراث الثقافي بكل اتساعه، ويشكل هذا المورد الحلقة المفقودة بين التخطيط لمعالجة الكوارث والاستجابة العملية الميدانية عند حدوث الكوارث."
أما السيدة لما عبود، المحترفة السورية الجنسية في شؤون التراث الثقافي والتدريب على الاسعاف الأوّلي فقد صرّحت قائلةً "نظّمتُ للمرة الأولى دورة حول الاسعاف الأولي في سوريا عام 2017، وكان لها تأثيراً عظيماً على المحترفين في مدينة حمص، عندما أبرزت الدور الشديد الأهمية الذي يمكن للمؤسسات والمحترفين القيام به في التحضير للأزمات، بحيث بدأوا يفكّرون بشكل مختلف في وظيفة التراث ودوره في بناء السلام في مجتمعنا. وعلى أثر تلك الدورة طلبت عدة جمعيات تكرار هذه الدورة التدريبية لتشمل مدن سورية أخرى. وكانت الخطوة التالية هي استعمال هذا الكتيّب ورزمة الأدوات لترسيخ التراث في مدينة حمص القديمة. وسوف ينتهي النزاع في سوريا يوماً ما وأنا متأكدة أن كتيّب "الاسعاف الأولي للتراث الثقافي في أوقات الأزمات" سوف يشكل أداة مهمة جداً لبناء الوعي وإعطاء المثل حول استعادة جمال التراث الثقافي السوري."
ومما قاله السيد صموئيل فرانكو ارسي، رئيس التحالف الاقليمي للمجلس الدولي للمتاحف (ICOM) في أميركا اللاّتينية ومنطقة الكاريبي والعضو في لجنة إدارة الكوارث التابعة للمجلس وفي منظمة الدرع الأزرق في غواتيمالا، "حصدت منهجية الإسعاف الأولي تقديراً ونجاحاً كبيرين عند تطبيقها خلال دورات التدريب وورشات العمل التي شاركت بها في الثلاث سنوات الأخيرة في بلاد مختلفة من أميركا اللاتينية ومنطقة الكاريبي. نتوقع الآن من هذا الكتيّب علاوة على ذلك أن يساعد في إيصال عملنا وتتميم رسالتنا وذلك بطريقة أكثر شمولية وفعالية."
كما قالت السيدة سورَيّا براسنث، المعمارية في مجال الصون والعضو في المبادرة الإنقاذية للتراث في كيرالا-الهند، "كانت مساعدتكم في نشر هذا الكتيّب (الغير منشور يومها بعد) في الوقت الملائم، إلى جانب رزمة الأدوات المرافقة له، عاملاً أساسياً في إنجاح عملية الإسعاف الأولي وعمليات الأنقاذ للتراث الثقافي في كيرالا."