"نظراً إلى أن غالبية الناس، خاصة في قطاع التراث، لا يتحدثون أو يفهمون اللغة الإنجليزية، فإن النسخة الدارية [من الدليل ومجموعة الأدوات] ستتيح لكثير من الناس الفهم الأفضل لمخاطر الكوارث على التراث وبالتالي القدرة على حمايته. كذلك، فإنه يأتي استجابة لطلب أساتذة الجامعات وخبراء التراث في توفير نسخ محلية من الموارد لحماية التراث في أوقات الأزمات."
ناديا هاشمي، الرئيسة التنفيذية والمؤسِّسة المشاركة لشركة سيد وناديا للاستشارات ومستشارة للبنك الدولي.
خلال عملها كمديرة مشروع، كثيراً ما واجهت ناديا هاشمي مسألة موارد حفظ التراث التي يجب أن تكون متاحة بلغات بلدها، أفغانستان. وذلك لكسر حواجز اللغة وتعزيز التأهب لحالات الطوارئ من أجل حماية التراث الثقافي في أفغانستان. فعملت الهاشمي على ترجمة دليل ومجموعة أدوات برنامج إيكروم الإسعافات الأولية والمرونة للتراث الثقافي في أوقات الأزمات إلى اللغة الدارية؛ وهي إحدى اللغات الرسمية في أفغانستان. حيث سيساعد الدليل مجتمع التراث على تنفيذ العمليات المنسقة لإنقاذ الثقافة والحد من المخاطر. كما توفر مجموعة الأدوات قوائم مرجعية واقعية لمساعدة الجهات الفاعلة في المجال الإنساني، وخبراء التراث والمجتمعات المحلية على العمل معاً والتحدث بنفس اللغة التقنية من أجل التعافي المبكر.
جاءت هذه الترجمة نتيجة لتنفيذ مشروع إيكروم لما بعد التدريب بعنوان "التحالف من أجل الإسعافات الأولية للثقافة، والسلام والصمود"؛ وهو مشروع متتالي لتنمية القدرات تم تطويره بدعم سخي من مؤسسة التحالف الدولي لحماية التراث في مناطق النزاع (ALIPH). حيث يهدف إلى دمج حماية التراث الثقافي في البرامج دون الوطنية للحد من مخاطر الكوارث وبناء السلام في الشرق الأوسط، وشمال إفريقيا، وأفغانستان وباكستان (MENAP). كانت الهاشمي أحد المشاركين العشرين في المشروع، حيث لديها خلفية إنسانية وإغاثية تمكنها من التعرف على أهمية حماية التراث في أوقات الأزمات.
ومن المؤكد أن السياق المحلي سيستفيد من هذه الموارد. فقد أدى التأثير المتزايد للمخاطر الطبيعية مثل الزلازل، والفيضانات، والانزلاقات الأرضية، والانهيارات الجليدية والجفاف، فضلاً عن عقود من النزاعات المسلحة العنيفة، إلى خسائر فادحة في الأرواح وسبل العيش، وعرّض التراث الثقافي الأفغاني لمخاطر الكوارث المتتالية والمتداخلة. إن حماية الثقافة والتراث هي أساس الهوية الوطنية للأفغانيين، وإحساسهم بروح بالمكان، ونزاهتهم الشخصية وانتمائهم. حيث يمكن أن يكون الحفاظ على التراث الثقافي مصدر قوة لمرونة المجتمعات، كما ستساعد الحماية المشتركة للتراث الثقافي على زيادة التلاحم الاجتماعي وإعادة بناء الهوية الجماعية حول التراث المشترك.
سيتم توزيع الدليل ومجموعة الأدوات المترجمة إلى اللغة الدارية على جميع المؤسسات الأفغانية متعددة التخصصات، كما سيتم مشاركتها مع خبراء التراث، وخبراء الإغاثة الإنسانية والتنمية، والسلطات المعنية بإدارة مخاطر الكوارث. كذلك، فإن المورد سينتشر أيضاً في أماكن أخرى في آسيا الوسطى حيث يتكلمون اللغة الدارية مثل إيران، وباكستان وطاجيكستان.
فالدليل ومجموعة الأدوات ناتجة عن ما يقرب من عقد من الخبرة الميدانية لبرنامج إيكروم الإسعافات الأولية والمرونة للتراث الثقافي في أوقات الأزمات (FAR)، والشراكة الوثيقة بين إيكروم وصندوق الأمير كلاوس ومبادرة سميثسونيان للإنقاذ الثقافي. حيث قام بتأليفه أبارنا تاندون، الرئيس الأعلى للبرنامج، بمساهمات من متخصصين، ومهندسين ومهندسين معماريين معروفين في مجال إدارة مخاطر الكوارث.
سيتم تسجيل المزيد من القصص مثل قصة الهاشمي في إصدار قادم بعنوان قصة التغيير 3.