تخيّل عالمًا خاليًا من مجموعات المقتنيات التراثية: عالمًا دون مكتبات أو محفوظات أرشيفية أو متاحف أو عالمًا دون تلك التحف الفنية الموجودة في المعابد والمراكز الثقافية أو المجتمعات المحلية. ما هو مدى الفارق الذي تعتقد أنه سيحدثه ذلك على حياتك؟
يرجى تنزيل الرسوم المعلوماتية الخاصة بنـا
في العام الماضي كنّـا أجرينا استطلاعًا عبر شبكة الإنترنت طرحنا فيه سؤالاً واحداً باثنين وعشرين لغة مختلفة وأرسلناه حول العالم. وتلقينا في المقابل، ألفين وأربعمائة (2400) ردّ جوابيّ من مائة ودولتين (102) من أشخاص يمثلون أعمارًا ومهنًـا مختلفة.
يرجى تنزيل الرسوم المعلوماتية الخاصة بنـا
دلّت النتائج على أن اثنين من كل ثلاثة أشخاص قالوا إن ذلك سيحدث فارقـًا كبيرًا في حياتهم. وقال ما يربو على تسعين بالمائة من المجيبين إن ذلك سيكون له أثر كبير عليهم، وأجاب عدد قليل جدًا من الناس قائلين إن غياب مجموعات المقتنيات التراثية لن يحدث سوى فارق صغير أو حتى ضئيل جدًا على حياتهم، أو أنه لن يحدث أي فارق أبدًا.
يُـظهر هذا الدليل المذهل والبسيط أن الناس عمومًا في عالمنا السريع والمتغيّـر يهتمون بمجموعات المقتنيات التراثية. وهذا الأمر يعزّز مهمة المركز الدولي لدراسة صون وترميم الممتلكات الثقافية – إيكروم على المستوى العام ويقوّي التزامه بالعمل على تعزيز هذا المورد الثمين واستخدامه المستدام لصالح الأجيال الحالية والمستقبلية. وفيما برّر الناس إجاباتهم ظهرت أسباب مختلفة ولكنها مترابطة ومتشابكة. وبالنسبة للغالبية العظمى ممّن يهتمون بمجموعات المقتنيات التراثية فقد شملت أسبابهم تلك المجموعات بوصفها مصدرًا لرغد العيش وللهوية والانتماء؛ كما أنها مصدر للمعرفة ولفهم الآخر، ولمعرفة الماضي ولإبراز تاريخنا في هذا الكوكب عبر العصور. كما أن تلك المجموعات تشكّـل مصدرًا للرزق والعيش ومرجعًا ذا مغزى كبير وإلهامًا للمستقبل. وبشكل عام إجمالي، تمثـّلت الرسالة الرئيسية في أن مجموعات المقتنيات التراثية ترتبط ارتباطًا قويـًا بعمق نسيجنا الإنساني.
وتعتقد منظمة إيكروم اعتقادًا راسخًا بأن مجموعات المقتنيات التراثية وحفظها وصونها تلعب دورًا حاسمًا في التنمية المستدامة، إلى جانب كونها وسيلة فعّالة لحماية التراث الثقافي والطبيعي ونقله مباشرة، فإنها توفّـر الأساس للسماح بالقيام بمجموعة واسعة من الانشطة والبرامج تتراوح ما بين التعلّم والتعليم والمشاركة والبحث وبين الصناعات الإبداعية والسياحة المستدامة وبناء السلام، كما يمكن لمجموعات المقتنيات التراثية أن تطوّر الاستدامة في أركانها المختلفة وتعززها.
ومع ذلك، لم يتضح بعدُ لعديد المنظمات المسؤولة عن مجموعات المقتنيات التراثية ما يمكن لها أن تفعله بشكل ملموس بمواردها، أو أنها أصلاً لا تعتبر نفسها جهات فاعلة في مجال التنمية المستدامة. علاوة على ذلك، فإن العديد من أولئك الذين يمكنهم الإفادة من المجموعات أو استخدامها بطرق تعزز التنمية المستدامة لا يدركون إمكاناتهم وقدراتهم في هذا المجال. وبالتزامن مع بدء عقد الأمم المتحدة للعمل لتحقيق أهداف التنمية المستدامة بحلول عام 2030، تعلن منظمة إيكروم بكل فخر واعتزاز إطلاق مبادرة جديدة لتسريع نشاطاتها وزيادتها وتضخيمها دعمًا للتنمية المستدامة وذلك من خلال استخدام مجموعات المقتنيات التراثية وتطويرها وحفظها.
أما مبادرة مجموعاتنا ذات أهمية، فتتماشى مع روح شعار "تغيير عالمنا" وشعار "لا تترك أحدًا خلفك" المذكورة في جدول أعمال الأمم المتحدة لعام 2030. وتهدف هذه المبادرة إلى أن تعلب كافة المؤسسات التي تقوم على تلك المجموعات دورها كاملاً، وأن يتم تثمين مجموعات المقتنيات وأعمال الحفظ والصون بوصفها عاملاً من عوامل التنمية المستدامة من خلال قطاع التراث والقطاعات الأخرى. كما أنها تسعى في الوقت نفسه إلى إبراز الدور المركزي للحفظ في إطلاق إمكانات مجموعات المقتنيات التراثية لصالح جميع الناس. ومن خلال إنشاء تحالف قويّ من الشركاء الدوليين يغطي كافة أنواع المجموعات التراثية (مثل المتاحف، والمحفوظات والأرشيف، والمكتبات)، والإفادة من المعرفة والخبرة الموجودة خارج قطاع التراث، فإن مبادرة مجموعاتنا ذات أهمية ستوفر أدوات عملية وتعمل على بناء القدرات لتمكين المؤسسات التي تملك تلك المجموعات من تحقيق أقصى قدْرٍ ممكن من المساعدة في جعل هذا العالم مكانًـا أفضل.
ترقبوا، ويرجى منكم الاتصال بنا إذا ما كنتم ترغبون في أن تكونوا جزءًا من هذا الجهد التعاوني.