إن تقرير ما بعد المؤتمر ومقطع فيديو عن أبرز الأحداث بات الآن متوفرًا على بوّابة معلومات المناخ، الثقافة، السلام.
تركّـز مبادرة "المناخ، الثقافة، السلام"، وبوابة المعرفة الخاصة بها على حياة وثقافات المجتمعات التي تعاني بالفعل من آثـار أزمة المناخ وسبل عيشها.
تهدف عناصر المؤتمر ومكوّناته، الذي عُقد في الفترة من 24 إلى 28 كانون الثاني / يناير من عام 2022 ، إلى تشجيع التبادل بين الأجيال للأفكار والخبرات الحيّة ووجهات النظروصولًا إلى تحديد الروابط المختلفة بين الثقافة والتراث والمناخ والصراع، والحدّ من مخاطر الكوارث، والسلام والتنمية المستدامة.
يلخّص هذا التقرير وقائع المؤتمر ونتائجه، ويحلّل التفاهمات التي انبثقت عن المحادثات التي جرت. ويؤكد على الضرورة الملحّة لتعزيز التحوّلات في طرق إدراكنا للثقافة والتراث وتغيّـر المناخ واتخاذ الإجراءات اللازمة. وينتهي التقرير بقائمة من الخطوات العملية التي بإمكاننا أن نتخذها لتضخيم العمل المناخي القائم على التراث. أما النتائج الرئيسية فهي مذكورة أدناه:
- إن التراث في المناطق القاحلة وشبه القاحلة والساحلية يكون أكثر عرضة لخطر التأثيرات المناخيّة المتطرّفة. وتكون مجتمعات السكان الأصليين على الخطوط الأمامية لتغيّـر المناخ، وهذه المجتمعات تدعم بعض مناطق التنوّع البيولوجي المتبقّـية، في حين أن لديهم معرفة وممارسات وحلول خاصة بالمكان، وهي التي يمكن أن تكون حاسمة لاستعادة النظم البيئية الإيكولوجية الهشّة، والتي بإنكانها أن تعمل على الحدّ من عدم المساواة، ومعالجة نقاط ضعف الناس والتراث في مواجهة الظواهر المناخيّة المتطرّفة، أما ارتباطهم بالطبيعة فيكون مهدّدًا.
- تعدّ الفيضانات المتكرّرة والمكثّـفة من بين التهديدات الرئيسية للتراث والمجتمعات. وفي كثير من الأحيان، يتمّ استبعاد التراث الثقافي من خطط إدارة مخاطر الفيضانات على مستوى المدينة أو المنطقة.
- وللعب دورٍ إيجابي في العمل المناخيّ، هناك حاجة إلى الابتعاد عن الخطابات المتمحورة حول الخبراء، كما أنه هناك حاجة لتطوير أدوات تجعل التراث عملية يقودها المجتمع وتزيل عدم المساواة، وتعزز الأمن الغذائي والسلام والقدرة على الصمود، وتقلّل من التعرّض والضعف تجاه مخاطر المناخ. كما ينبغي إزالة الانقسامات العقلية والجسدية بين الطبيعة والثقافة من أجل مواجهة التحدّيات التي يفرضها تغيّـر المناخ وتقلّباته وجهًـا لوجه.
- وعندما لا تكون التدخّلات المتعلقة بالتراث متمحورة حول الناس و/ أو تكون حساسة للبيئة فإنها يمكن أن تصعّـد التوترات، وتزيد من الظلم وعدم المساواة، وتسْهم في التدهور البيئي.
- هناك أيضـًا حاجة إلى الأطر المفاهيمية والأدوات المحدّدة لتقييم المخاطر المناخية المتتالية على التراث والناس.
- زيادة قدرة المجتمعات التراثية على التعرّف على الطبيعة المعقّـدة لمخاطر المناخ من أجل إدارة الأض
على مدار خمسة أيام وسبعة وسبعين ساعة وما يقرب من مائة وستين متحدثـًا من خمسة وخمسين دولة، شهد مؤتمر "المناخ، الثقافة، السلام"، مناقشات جذّابة وعروضًا شيّـقة وعروضًا مُلْهِمة. وقد تمّ تسجيل مشاركة أكثر من ألف وأربعمائة وأربعين شخصًا من مائة وثلاث عشر دولة في المؤتمر، مع انضمام المزيد عبر البثّ المباشر على موقع يوتيوب وصفحة فيسبوك الرسمية.
يلقي المؤتمر الضوء من خلال شريط الفيديو على الأفكار القويّة ووجهات النظر المتنوّعة للمؤتمر. كما يقدّم حجّة قويّة لتوسيع نطاق العمل المناخي القائم على التراث.
"الثقافة والتراث ليسا ولا يمكن أن يكونا متفرّجيْـن في عمل عالمي يتعلق بتغيّـر المناخ. ونحن نودّ، من خلال هذه المبادرة، أن نصل إلى جميع المناطق التي شهدت ضغوطًـا مرتبطة بالمناخ".
الدكتور ويبر ندورو، المدير العام لمنظمة إيكروم.
إن هذه المبادرة مدعومة بسخاء من قبل صندوق الحماية الثقافية التابع للمجلس الثقافي البريطاني بالشراكة مع دائرة العمل للرقمنة والثقافة والإعلام والرياضة، وتسعى هذه المبادرة إلى مشاركة جميع البلدان المستهدفة من قبل صندوق الحماية الثقافية.
نظرة خاطفة - ما التالي؟
توضح دراسات الحالة التي توثّـق قصص التراث والمناخ المستندة إلى المكان والتي يتمّ مشاركتها خلال المؤتمر، كيف يمكن أن يكون التراث أداةً للتكيّـف مع المناخ وللتخفيف من آثاره. وسوف يتمّ تجميعها وتبادلها على بوّابة المؤتمر للمعارف.
وسوف يصدر قريبًـا منشورٌ يجْمع الملخّصات من قبل مائة وثمانية وخمسين متحدثـًا بوصفهم مشاركين ينتمون إلى خمسة وخمسين دولة على بوّابة المعارف الخاصة بالمؤتمر.
وسوف تبقى البوابة مركزًا نشطـًا خلال العاميْن المقبليْن. وسوف تنشئ مجموعةً قويّةً من المتخصّصين متعدّدي التخصّصات، وتعمل على إشراكهم في المناقشات والمشاريع القادمة والمشاريع ذات الصلة.
وفي إطار متابعة المؤتمر وتحضيرًا لهذا التقرير، أجرى الفريق ردود فعلٍ أوليّـة واجتماعات مناقشة مع اللجنة العلمية للمؤتمر والمجموعة الاستشارية والشركاء والمساهمين الرئيسيين. وسيستمرّ عقد اجتماعات مماثلة وأنشطة تفاعلية أخرى مثل الندوات عبر شبكة الإنترنت لبناء المعرفة وورشات العمل، وما إلى ذلك، بشكل دوري.
إن مبادرتنا القادمة لتنمية القدرات، صافي صفر - التراث للعمل المناخي، ستبني على زخم برنامج "المناخ ، الثقافة ، السلام".
رسالة دعم لمنظمة إيكروم وبرنامجها للإسعافات الأولية والقدرة على الصمود
يسعدنا أن نكون قد قدّمنا الدعم للمركز الدولي لدراسة حفظ الممتلكات الثقافية وترميمها (منظمة إيكروم) وبرنامجها الرائد، الذي يسمّى "الإسعافات الأولية والقدرة على الصمود" - للإسعافات الأولية والقدرة على صمود التراث الثقافي في أوقات الأزمات من خلال المؤتمر الذي انعقد واستمرت أعماله لمدة خمسة أيام وكان مؤتمرًا دوايـًا افتراضيًّـا حول مواضيع المناخ، الثقافة، السلام، وكان واحدًا من عشرين مشروعًـا ممّولًا في دورة عام 2021/2022 من قبل صندوق حماية الثقافة. إن برنامج "المناخ ، الثقافة، السلام"، تمكن من أن يحقّق تأثيرًا كبيرًا في تطوير شبكة رائعة ذات تأثير كبير، كما تمكّـن أيضـًا من إشراك أصوات ووجهات نظر متنوّعة من المساهمين عبر ثمانٍ وخمسين دولة. وقد ساعدت تجاربهم الحيّة على تحديد وفهم الترابط بين حماية التراث والقدرة على التكيّف مع تغيّـر المناخ. لقد جمع المؤتمر بين الخبرة والتجربة والفهم لمخاطر المناخ على الثقافة والتراث، وعمل على زيادة الوعي بمخاطر الكوارث والنزاعات وتبادل المبادئ الكامنة وراء ممارسات السكان الأصليين العالمية التي يمكن أن تساعد في التخفيف من تغيّـر المناخ. ومن خلال التطوير المستمرّ لبوابة معرفة الوصول المفتوحة، سيستمرّ برنامج "المناخ، الثقافة، السلام"، في الحفاظ على تلك الروابط التي انطلقت خلال المؤتمر وفي العمل على تسهيل الحوار بين الوكالات من خلال تسليط الضوء على الممارسات الجيّـدة والاستراتيجيات المبتكرة. إننا نتقدم بالشكر الجزيل إلى كل من المجموعة الاستشارية للمؤتمر واللجنة العلمية، وإلى الخمسة والخمسين شريكـًا من شركاء المؤتمر العالمي والمتحدثين والمشاركين، على إساهماتهم في موضوع "المناخ، الثقافة، السلام"، كما نشكرهم على دعمهم لهذه المحادثة الحاسمة التي تلهم التعاون في العمل. وختامـًا، نودّ أن نجدّد شكرنا لزملائنا في منظمة إيكروم ولبرنامجها حول الإسعافات الأولية والصمود حيث أنهم يعتمدون على النتائج التي صدرت عن مؤتمر "المناخ، الثقافة، السلام" لإعلام عملهم المستمرّ والدؤوب في تنفيذ الحدّ من مخاطر الكوارث. وسوف يستمرّ صندوق الحماية الثقافية في تمويل المشاريع التي تحمي التراث المعرّض للخطر بسبب الصراع وعدم الاستقرار وتغيّـر المناخ، وسوف يعتبر منظمة إيكروم وبرنامجها "الإسعافات الأولية والصمود" شريكًـا ومن المستفيدين الهامّين في تنفيذ هذه المهمة.