منذ إطلاقها في شهر أيار/ مايو 2024، أصبحت أداة التقييم الذاتي من مجموعة أدوات مجموعاتنا ذات أهمية(OCM) متاحة للمتاحف، والمكتبات، ودور المحفوظات والمؤسسات الأخرى التي تعمل مع مجموعات التراث في جميع أنحاء العالم. حيث تستخدم هذه الأداة سلسلة من الأسئلة المحددة لمساعدة هذه المؤسسات على فهم كيفية مساهمة أعمالها المرتبطة بالمجموعات في تحقيق أهداف التنمية المستدامة (SDGs)، والبحث في طرق جديدة لتعزيز هذه المساهمة. واليوم، ها نحن نشارك الخبرات المباشرة من فرق العمل في كل من متحف تيرامار في جزيرة بونير ومتحف بيت التاريخ الأوروبي في بلجيكا.
الربط بين عمل المتاحف وأهداف التنمية المستدامة
يعرض متحف تيرامار التاريخ الغني للمجتمع المحلي في جزيرة بونير وتفاعلاته العالمية من خلال مجموعة متنوعة من القطع الأثرية، والإثنوغرافية والفنية. ومن خلال مشاركتها في المشاريع الميدانية لمجموعة أدوات مجموعاتنا ذات أهمية التي تم تنفيذها خلال العام 2024، استطاعت مايا نارفايس، مديرة المشاريع في المتحف، إلى الوصول لفهم أعمق لأهداف التنمية المستدامة. مما أدى إلى توجيهها لتطوير استراتيجيات تهدف إلى دعم المجتمع بشكل أفضل.
كما أجرى فريق عمل المتحف التقييم الذاتي باستخدام أداة مجموعاتنا ذات أهمية لتقييم كيفية تلبية أعمالهم الحالية لأهداف التنمية المستدامة. حيث يساعد هذا التقييم الأولي على تحديد الثغرات وتحسين عمليات التخطيط التي ينفذها المتحف لتحقيق التنمية المستدامة. وقد كانت مشاركة الموظفين والتواصل الفعال طوال العملية أساسياً لتحديد أهداف التنمية المستدامة التي يساهم فيها المتحف، هذا بالإضافة إلى تحديد مجالات التحسين. فالنتيجة أكدت على أن المتحف يحرز تقدماً فعلياً نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة، مما يحفز الفريق على مواصلة توسيع الأنشطة التي تركز على الاستدامة.
تقول مايا نارفايس، مديرة المشاريع في متحف تيرامار:
"إن أداة التقييم الذاتي من مجموعة أدوات مجموعاتنا ذات أهمية عملت على تفصيل كل هدف، مما أتاح لنا تكوين رؤى رائعة. حيث أصبح الفريق الآن أكثر وعياً ومعرفة بأهداف التنمية المستدامة".
فهذه الجهود تشمل تركيز متحف تيرامار على حفظ التراث الثقافي لبونير وترميمه (الهدف 11 من أهداف التنمية المستدامة)، وتحويل مساحاته إلى منصات أكثر شمولية لتعزيز مشاركة المجتمع وتوفير فرص التعلم مدى الحياة (الأهداف 4، 10، 16 من أهداف التنمية المستدامة).
تعرف على المزيد حول تجربة متحف تيرامار.
تعزيز التعاون بين الإدارات من أجل التخطيط لتحقيق الاستدامة
تم تنظيم المعرض الخاص بعنوان "التخلص. تاريخ أزمة حديثة" في متحف بيت التاريخ الأوروبي (HEH) في بروكسل، الذي دعا الجمهور للتفكير في قضايا إدارة النفايات، والاستهلاك، والنزعة الاستهلاكية وإعادة التدوير. ومن خلال إدراك الصلة الجوهرية بين التنمية المستدامة وممارسات المتاحف، قام موظفو المتحف بتطبيق إجراءات إضافية، من خلف الكواليس، تتماشى مع أهداف التنمية المستدامة 4 و12 و17. وقد أدت هذه المبادرة إلى إنشاء أول مجموعة عمل لتحقيق الاستدامة في متحف بيت التاريخ الأوروبي، حيث قامت روثيو ديل كاسار، رئيسة قسم إدارة المجموعات، بتوحيد جهود زملائها من أقسام المجموعات، وتنظيم المعارض، والتعليم، والتواصل والمرافق، بهدف ربط أعمالهم بشكل أكبر مع أهداف التنمية المستدامة عبر استخدام أداة التقييم الذاتي من مجموعة أدوات مجموعاتنا ذات أهمية.
إن هذا التعاون بين الأقسام لاستخدام أداة التقييم الذاتي من مجموعة أدوات مجموعاتنا ذات أهمية قد استكمل النهج التشاركي القوي الذي يتبعه متحف بيت التاريخ الأوروبي، مما شجع أعضاء الفريق من مختلف الأقسام على تبادل وجهات نظرهم حول القضايا المستجدة وإعادة النظر بشكل تشاركي في المسائل المتعلقة بالتنمية المستدامة وأعمالهم القائمة على المجموعات. كما ساعد التقييم الذاتي المتحف في تحديد المجالات الرئيسية التي تحتاج إلى تحسين وصياغة توصيات قابلة للتنفيذ. فمن خلال الجهود التعاونية والتبادلية، تمكنت المؤسسة بكاملها من اتخاذ خطوات أكبر نحو تلبية طموحاتها في تحقيق الاستدامة.
شهادات من متحف بيت التاريخ الأوروبي
"بالنسبة لشخص جديد في هذا المجال مثلي، كانت أهداف التنمية المستدامة تبدو معقدة وبعيدة التحقيق. لكن استخدام أداة التقييم الذاتي من مجموعة أدوات مجموعاتنا ذات أهمية ساعدني على فهم كيفية ارتباط هذه الأهداف بممارسات المتحف وجعلها ذات صلة تامة بأعمالنا. أنا ممتنة لكم لإعدادكم لهذه الأداة التي فتحت عيني وأصبحنا نستخدمها بشكل كامل، حيث سنواصل استخدامها في تحقيق مساعينا المستقبلية!"
– روثيو ديل كاسار، رئيسة قسم إدارة المجموعات في متحف بيت التاريخ الأوروبي
"بصفتي مهندساً معمارياً ومدير مرافق في بيت التاريخ الأوروبي، أثبتت أداة التقييم الذاتي التي أعدتها إيكروم أنها مورد قيم. حيث ساعدتنا في تحديد المجالات الرئيسية التي يمكننا تحسينها، مثل كفاءة الطاقة، وقدمت توصيات عملية للعمل المستقبلي. فبينما نحن لا نزال في مرحلة التقييم، توفر لنا مجموعة أدوات مجموعاتنا ذات أهمية خطوات واضحة وقابلة للتنفيذ لتحقيق كل هدف من أهداف التنمية المستدامة. مما يساعدنا على التركيز على التحسينات ذات الصلة بتحقيق الاستدامة على المدى الطويل، وذلك من مرحلة إمكانية الوصول إلى إدارة الموارد".
– كارلوس إيبانييز فاندوس، مدير المرافق في متحف بيت التاريخ الأوروبي