قرر المجلس الإداري للمركز الدولي لدراسة صون وترميم الممتلكات الثقافية (إيكروم)، منح دولة الإمارات العربية المتحدة مكانة خاصة ضمن المجلس كعضو دائم بصفة مراقب في مجلس ايكروم تقديراً للمساهمات الكبيرة والقيّمة التي قدمتها دولة الإمارات العربية المتحدة لحماية التراث الثقافي في جميع أنحاء العالم وخاصة في المنطقة العربية. وقد جاء هذا القرار بالاجماع خلال الاجتماع الأول للمجلس في روما على هامش الدورة الواحدة والثلاثين للجمعية العامة لمنظمة ايكروم، التي أقيمت خلال الفترة من 30-31 أكتوبر (تشرين الأول) 2019، وتزامنت مع الذكرى الستين لتأسيس المنظمة التي تتخذ من مدينة روما الايطالية مقراً لها.
وتم اتخاذ هذا القرار من قبل مجلس ايكروم تقديراً للدعم الكبير والسخي الذي قدمته وتقدمه دولة الإمارات العربية المتحدة لعمل المنظمة، وخاصة الدعم غير المحدود لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة في توفير كافة التسهيلات والإجراءات الاستثنائية لعمل المنظمة في دولة الإمارات العربية المتحدة، والمساهمة بتوفير الدعم المالي لها، واحتضان مقرها الاقليمي الخاص في الشارقة (ايكروم – الشارقة) الذي يقدم الدعم لكل نشاطات منظمة ايكروم في المنطقة العربية والعالم.
وتعتبر هذه المرة الأولى التي يتخذ فيها مجلس إيكروم هذا القرار لتصبح الإمارات ثاني دولة في العالم تحصل على هذه المكانة بعد إيطاليا باعتبارها دولة مقر المنظمة الدولية، وستتيح هذه الخطوة لدولة الإمارات المشاركة الكاملة في مجموعات العمل المختلفة المشكلة من قبل مجلس إيكروم. وصرح السيد ويبر ندورو المدير العام لايكروم بهذه المناسبة قائلاً: “تعبر ايكروم عن امتنانها للدعم السخي المقدم من دولة الإمارات العربية المتحدة لبرامجها ومركز المنظمة في الشارقة. نرحب بقرار المجلس أن تكون دولة الإمارات العربية المتحدة عضواً مراقباً دائماً في مجلس ايكروم”.
وعبرت نورة بنت محمد الكعبي وزيرة الثقافة وتنمية المعرفة عن شكرها للدول الأعضاء في مجلس «إيكروم» على اختيار دولة الإمارات عضواً دائماً في مجلس المنظمة، والذي جاء تقديراً لجهود الإمارات وإنجازاتها المتواصلة في مجال صون التراث الثقافي، مشيرة إلى أن الدولة ستعمل بالتعاون مع جميع الدول الأعضاء على وضع البرامج والسياسات للمحافظة على التراث الثقافي، وتحسين قدرات المؤسسات الثقافية لإدارة المواقع التراثية حول العالم بما يضمن استدامتها.
وقالت نورة الكعبي في تصريح لها بهذه المناسبة: “لقد حققت دولة الإمارات قفزات نوعية ورسخت مكانتها وسمعتها المرموقة خلال السنوات الأخيرة في صون التراث الثقافي وحماية المواقع المهددة بالدمار وترميمها وفق أفضل الممارسات العالمية المعتمدة بالتعاون مع شركائها من الدول الصديقة والشقيقة والمنظمات الدولية ذات العلاقة، لاسيما مشاريع دولة الإمارات في مدينة الموصل العراقية بالتعاون مع منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة «اليونسكو» ومشروع «نزل السلام» في مدينة المحرق المدرجة على لائحة التراث العالمي الذي يقام بالشراكة ومركز الشيخ إبراهيم بن محمد آل خليفة للثقافة والبحوث، والذي تم افتتاحه قبل بضعة أيام”.
وأكدت نورة الكعبي أن الإمارات لديها علاقات متميزة مع منظمة إيكروم، حيث تستضيف الدولة المركز الإقليمي لحفظ التراث الثقافي في الوطن العربي «إيكروم – الشارقة»، ويعمل على خدمة منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في تعزيز قدرات العاملين في مؤسسات التراث الرسمية في الدول الأعضاء على إدارة مواقع التراث الثقافي والمعالم التاريخية والمجموعات المتحفية وفق أسس مستدامة، وتقديم الاستشارات الفنية للدول العربية استجابة لطلبها في مجالات الترميم والحفاظ، وذلك تطبيقاً لرؤيته وأهدافه المبنية على المعرفة الواسعة التي اكتسبها والخبرة العميقة التي طوّرها في مجال التراث الثقافي في الوطن العربي.
من جهته قال الدكتور زكي أصلان، مدير المركز الإقليمي لحفظ التراث الثقافي في الوطن العربي (إيكروم – الشارقة) في تصريح خاص له بهذه المناسبة: “إن الدعم السخي والمستمر الذي تقدمه دولة الإمارات العربية المتحدة لمنظمة ايكروم ومكتبها الإقليمي في الشارقة ينبع من إيمانها بمهمة ايكروم الفريدة والنبيلة، منذ إنشائها من قبل اليونسكو في عام 1959، والرامية إلى حماية التراث الثقافي والحفاظ عليه للإنسانية والأجيال القادمة من خلال تعزيز الحوار الثقافي، والاستثمار في الناس عبر توفير التعليم والتدريب، وضمان أن الثقافة هي في صلب أهداف التنمية المستدامة. وتحمل الإمارات وإيكروم نفس القيم في حماية الثقافة وتعزيز التنوع باعتبارهما مسؤولية عالمية مشتركة، ولذلك لم يكن مستغرباً اليوم منح دولة الإمارات العربية المتحدة مقعداً دائماً في مجلس إيكروم. وتعرب المنظمة الدولية عن امتنانها لدولة الإمارات العربية المتحدة لأنها تستضيف مكتبها الثاني والوحيد خارج المقر الرئيس في روما منذ عام 2014 لخدمة المنطقة العربية من منظور عالمي وإقليمي”.
يذكر أن المركز الإقليمي لحفظ التراث الثقافي في الوطن العربي (إيكروم – الشارقة) هو ثمرة تعاون بين المركز الدولي لدراسة حفظ وترميم الممتلكات الثقافية (إيكروم) وحكومة إمارة الشارقة. وقد اتُّخذ القرار بإنشاء المركز خلال اجتماع الجمعية العامة السابع والعشرين لمنظمة إيكروم الذي عقد في مقرها الرئيسي في روما في نوفمبر (تشرين الثاني) من عام 2011. والمركز هو استمرار لبرنامج آثار بمنظمة إيكروم الذي كرس نشاطاته منذ إنشائه في عام 2004 لحماية التراث الثقافي في الوطن العربي، ولتوسيع مجالات التعرّف على تاريخه الثري وفهمه وتقديره.