صافي الصفر: التراث من أجل العمل المناخي هي مبادرة قائمة، تم تصميمها ضمن إطار برنامج إيكروم الإسعافات الأولية والمرونة للتراث الثقافي في أوقات الأزمات (FAR) وبدعم سخي من مؤسسة الرمز البريدي السويدية (Swedish Postcode Foundation).
يعمل صافي الصفر؛ وهو المشروع الأول من نوعه، على إشراك خمسة فرق ومجتمعات محلية متعددة التخصصات، متواجدة في خمس نقاط مناخية ساخنة، من أجل الاستفادة من معارف السكان الأصليين والممارسات المحلية بشأن التخفيف من آثار التغير المناخي والتكيف معه.
فمن خلال التعلم القائم على التعاون، وإجراء البحوث والأعمال التي يقودها المجتمع المحلي في هذا المجال، ستقوم الفرق الخمسة في كل من: أوغندا، والبرازيل، والسودان، ومصر والهند بوضع حلول مناخية عملية يتم اختبارها ميدانياً، وتستند إلى معارف السكان الأصليين وتكون مدعومة بالعلوم.
ولضمان إجراء بحوث قوية وشاملة، يتم تخصيص منح أولية لكل فريق ومساعدته من قبل جماعة الشيربا التي ترصد التقدم المحرز، وتساعد على تلخيص البيانات وتحديد الثغرات، فضلاً عن التنسيق مع فريق برنامج إيكروم الإسعافات الأولية والمرونة للتراث الثقافي في أوقات الأزمات (FAR) من أجل تعزيز العمل الجاري في مواقع الابتكار.
في المرحلة الأولى القائمة، سيعمل كل فريق على إعداد "قصة مناخية" خاصة بموقعه، يتم خلالها تسليط الضوء على الأسباب الأساسية للمخاطر الشائعة المتعلقة بالمناخ، وتقييم استدامة المعارف المحددة للسكان الأصليين من أجل التخفيف من المخاطر، وذلك في سيناريوهات مختلفة للتغير المناخي. بالإضافة إلى إمكانات هذه الحلول في تعزيز السلام، والعدالة والصمود في الموقع ومحيطه.
تعمل هذه الفرق على إعداد القصص المناخية الخاصة بمواقعهم من خلال تجميع التاريخ الشفوي من مجتمعات المصدر، وأيضاً من خلال الدراسة النظرية العلمية. حيث ستروي هذه القصص التطور المناخي والتغييرات على التضاريس لكل موقع، وذلك منذ حقبة الصناعات المنزلية الصغيرة والمعيشة الكفافية إلى العصر الحالي من الصناعات الكبيرة والاستهلاك السريع.
كما ستتم دراسة أنماط المخاطر منذ تطور التصنيع، وتتبع معدل التوسع الحضري وتدفق السياسات والإجراءات التنموية، ذلك من أجل رسم سلسلة من الأسباب والنتائج. وفي النهاية، ستتمكن الفرق من تحديد الأسباب الأساسية للمخاطر المتعلقة بالمناخ في مواقعهم والاستفادة من معرفة السكان الأصليين الملائمة للتكيف مع هذه المخاطر والتخفيف من حدتها.
تعرف على مواقع الابتكار الخمسة لمشروع "صافي الصفر"
الموقع الأول: أوباتوبا، البرازيل
أوباتوبا في البرازيل هي محمية طبيعية بالقرب من مدينة ساو باولو؛ وهي واحدة من أكثر المدن اكتظاظاً بالسكان في الأمريكتين ومركز نشط بالأعمال. كما أنها غنية بالموارد المائية، ومعظمها مليء بالغابات المطيرة الواقعة في المحيط الأطلسي، ويحدها 100 كيلومتر من الساحل. حيث سيستفيد هذا المشروع من المعرفة التي تمتلكها مجتمعات كويلومبولا المحلية المهمشة بما يخص الحفاظ على تنوع المحاصيل في أوباتوبا. ومن خلال الأبحاث التي يمكن التحقق منها، سيقوم فريق المشروع بتطوير أنظمة جرد ومصارف بذور للأنواع المحلية للتخفيف من حدة انعدام الأمن الغذائي. يضم الفريق القائم على هذا المشروع ممثلين عن المجتمع المحلي لكويلومبولا ومختبر الآثار العام (LAP) في مركز الدراسات والبحوث البيئية في جامعة ولاية كامبيناس (UNICAMP). حيث سيتم دعمهم من قبل شركاء محليين منهم: لجنة تغير المناخ والتراث في المجلس العالمي للمعالم والمواقع في البرازيل - إيكوموس (ICOMOS – Brazil) Climate Change and Heritage Committee، وأمانة الزراعة والإمداد في ولاية ساو باولو (IAC)، والمركز الوطني لرصد الكوارث الطبيعية والتنبيهات (CEMADEN) ، ودائرة التاريخ في جامعة ولاية غوياس.
الموقع الثاني: رشيد، مصر
رشيد هي مدينة ساحلية على دلتا النيل وموقع تراث عالمي. تعرف رشيد بأنها بالمكان الذي تم العثور فيه على حجر رشيد. تتأثر المدينة اليوم بارتفاع مستوى سطح البحر وزيادة ملوحة مياه النهر. حيث سيقوم مشروع "صافي الصفر" بتوثيق وتحليل الممارسات المعمارية الدارجة فيها والطرق التقليدية لصيد الأسماك للحد من آثار تغير المناخي على حياة وسبل عيش المجتمع المحلي. وبالشراكة الوثيقة مع منظمات الصيادين في مدن الموانئ المصرية؛ بما فيها رشيد، والإسكندرية، ودمياط وبورسعيد، سيتم تنفيذ المشروع من قبل المؤسسة المصرية لإنقاذ التراث (EHRF)، جنباً إلى جنب مع قسم المجتمع والبيئة بجامعة القاهرة والهيئة القومية للاستشعار عن بعد وعلوم الفضاء في مصر.
الموقع الثاث: جودبور، الهند
جودبور هي ثاني أكبر مدينة في ولاية راجستان الهندية، وهي وجهة سياحية شهيرة تتميز بقصورها، وحصونها ومعابدها الرائعة. تقع المدينة ضمن المشهد الطبيعي الصارخ لصحراء ثار، وتتصف بمناخ حار وجاف نظراً للإمكانية العالية جداً لتبخر الماء واستنزاف المياه الجوفية فيها. حيث تواجه المدينة مخاطر متفاقمة مرتبطة بالمناخ، تتمثل في الحالات الدورية من الجفاف، والحرارة الشديدة والإجهاد المائي. فبالشراكة مع معهد المخاطر والمرونة (RRI)، سيقوم فريق من الخبراء الناشئين من اتحاد المتخصصين في الحد من المخاطر (CRRP)، في الهند، بدراسة الممارسات المعمارية الدارجة والأنظمة التقليدية لإدارة المياه من أجل العمل على تعديل درجات الحرارة الشديدة، وحماية المواطنين من الإشعاعات الشمسية والتعامل مع مشكلة ندرة المياه. كما أن المزيد من التعاون مع صندوق ماهيلا للإسكان (Mahila Housing Trust – MHT) سيؤدي إلى التغلب على أوجه عدم المساواة وتمكين المرأة من المشاركة في تصميم، وتخطيط وتنفيذ الأعمال المتعلقة بالمناخ. ومن خلال التعاون مع المؤسسة الوطنية لتطوير البحوث (NRDC) والمؤسسات البلدية المحلية، يهدف الفريق إلى استخدام نتائج هذا المشروع لبناء خطة عمل حرارية تراعي الاعتبارات الثقافية (HAP) لمدينة جودبور. حيث سيساعد ذلك في التخفيف من الأحداث الحرارية في منطقة جودبور، والتي من المحتمل أن تزداد قريباً.
الموقع الرابع: جزيرة توتي، السودان
تقع جزيرة توتي عند التقاء النيل الأبيض والأزرق في السودان وتحيط بها المدن الكبرى وهي: الخرطوم، وأم درمان، والخرطوم بحري. ففي العقود الأخيرة، شهدت الجزيرة ارتفاعاً في درجات الحرارة، والجفاف المتواصل، وأنماط هطول الأمطار غير المنتظمة، فضلاً عن الفيضانات الدورية وارتفاع مستوى سطح البحر. وبالشراكة مع استوديو ايربان (Studio Urban)، وجامعة الخرطوم، والعودة وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP)، يعمل مركز أبحاث التنمية الحضرية في السودان (SUDTT) – وهو من يدير هذا المشروع، على تعزيز نظام الإنذار المبكر الذي يديره المجتمع المحلي – الطايع – في جزيرة توتي، وذلك من خلال الارتباط المتقاطع بين المعرفة المحلية والتكنولوجيا الحديثة. ومن خلال المشروع، سينشئ الفريق نظام تنبؤ محلي وشامل للجزيرة وما حولها للتخفيف من حدة آثار الفيضانات.
الموقع الخامس: كاسيسي، أوغندا
يتدفق نهر كابيري عبر مقاطعة كاسيسي الأوغندية، بين الموقع الثقافي المقدس "إكيسالهالا كيا كورورو" (Ekyisalhalha Kya Kororo) وحدود حديقة جبال روينزوري الوطنية، وهي أحد مواقع التراث العالمي. ففي العقد الماضي، أدت فيضانات نهر كابيري المدمرة؛ الناجمة عن أنماط هطول الأمطار غير المنتظمة والأنهار الجليدية سريعة الذوبان في جبال روينزوري، إلى تعطيل حياة وسبل عيش مجتمعات الأراضي المنخفضة، مثل منطقة باكونزو. ويتألف الفريق القائم على هذا المشروع من قادة مجتمعيين من المجتمع المحلي لباكونزو و"مؤسسة عبر الثقافات" الأوغندية (CCFU)؛ وهي منظمة محلية غير حكومية. وبشراكة وثيقة مع هيئة الحكومة المحلية لمقاطعة كاسيسي، والمؤسسة الثقافية لباكونزو، والمعروفة باسم أوبوسينجا بوا روينزورورو، وهيئة الحياة البرية الأوغندية (UWA)، سيستفيد فريق المشروع من معرفة وخبرات مجتمع باكونزو للزراعة والحفاظ على الأنواع النباتية المحلية من أجل زيادة تنحية الكربون، والسيطرة على تآكل ضفاف الأنهار وتحسين التنوع البيولوجي في المنطقة.
يشمل مشروع "صافي الصفر: التراث من أجل العمل المناخي" 4 مراحل
• المرحلة الأولى: تحليل الحالة وجمع البيانات.
• المرحلة الثانية: ورشة عمل وجهاً لوجه.
• المرحلة الثالثة: تنفيذ المشروع.
• المرحلة الرابعة: ندوة دولية.
ماذا بعد ذلك؟
عند الانتهاء بنجاح من إجراء البحوث الميدانية والنظرية في المرحلة الأولى، سيقوم فريق برنامج إيكروم الإسعافات الأولية والمرونة للتراث الثقافي في أوقات الأزمات (FAR)، ومعه فريق من المتخصصين في مجالات متعددة التخصصات وآخرين من جماعة الشيربا، بمراجعة القصص المناخية وتحليل النتائج من أجل وضع برنامج لورشة عمل وجاهية، وذلك في المرحلة الثانية. وخلال ورشة العمل، ستساعد هذه القصص المناخية في تطوير استراتيجيات التخفيف والتكيف، والتي سيتم اختبارها ميدانياُ في المرحلة الثالثة. أما في المرحلة الرابعة والنهائية، سيتم نشر نتائج مشروع صافي الصفر بشكل كامل، وذلك من خلال ندوة دولية يتم عقدها افتراضياً عبر الإنترنت، بمشاركة جميع شركاء إيكروم بمشروعي "المناخ والثقافة والسلام" و "صافي الصفر"، من أجل الدعوة إلى إدراج الثقافة في العمل المناخي العالمي.
ترقبوا المزيد من الاكتشافات من مواقع الابتكار.