ما هو رأي الجيل القادم من محترفي حفظ التراث عن التعلُّم والدراسة في زمن وباء كوفيد؟
تشارك الطالبتان إليونورا سيرمونيتّـا وأمبر باتّي تبصّرهما ونظرتهما المتعمّقة حول التحدّيات والأولويات المرتبطة بالتعلّم عن حفظ التراث أثناء جائحة كوفيد.
في العام الماضي، عندما احتدمت المعركة ضدّ وبـاء كوفيد -19، شاركنا في ندوة أقيمت عبر شبكة الإنترنت تمّ عقدها تحت عنوان "تعلّم حفظ التراث في عالم وباء كوفيد"، أعدّتها ونظّمتها كلّ من منظمة إيكروم وجامعة أثاباسكا والمؤسسة الدولية للحفظ. ونحن نشكر الفرصة التي أتيحت لنا للتفكير في الاضطراب الذي أحدثه الوباء في دراساتنا، وقد قررنا التواصل مع زملائنا الطلاب في جميع أنحاء العالم لضمان استعراض مخاوفهم وخبراتهم وشرحها أيضًا.
في ذلك الوقت، أُجبرت المؤسسات التراثية والتعليمية في جميع أنحاء العالم على إغلاق أبوابها، حيث كان من الصعب عليها الاستمرار في خدمة مجتمعاتها. وقد أدّى إغلاق الجامعات، على وجه الخصوص، إلى نقص فرص التعلّم العملي لطلاب الحفظ، في حين أن التوظيف والاستثمار في المتاحف لم يعدْ ممكنـًا.
وكان على المؤسسات التعليمية والطلاب، على حدّ سواء، التكيّـف بسرعة مع هذا الواقع الجديد واحتضان التعلّم والمشاركة عبر شبكة الإنترنت. وكان منحنى التعلّم شديد الانحدار لكل من يحاول التغلّب على تحدّيات غير متوقّعة. وتستمرّ اليوم عملية التكيّف بالنسبة للكثيرين.
وقد تمكّـنا، من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، من تزويد الطلاب بمنصة للمناقشة والنقاش، بهدف تضخيم أصواتهم وإيصالها. وسمح لنا الاستماع إلى قصصهم بفهم كيف كان وضعهم الوبائي وكيف أصبح يؤثّـر على دراساتهم وتوقعاتهم لمستقبلهم المهني.
النتائج التي توصل إليها بحثنا
بينما تم الاتفاق عمومًـا على أنه يمكن تعلّم نظرية الحفظ عبر شبكة الإنترنت، شعر جميع الطلاب تقريبـًا الذين كتبوا تعليقاتٍ أن التعلّم عبر شبكة الإنترنت ليس هو البديل خصوصـًا عندما يتعلق الأمر بالعناصر الأكثر عملية لحفظ التراث. على هذا النحو، أعطى جميعهم الأولوية للعودة إلى التعلّم العملي والحاجة إلى وقت إضافي في المختبر عندما تسمح الظروف بذلك.
وبالمثل، كان العديد من الطلاب قلقين بشأن القيود المفروضة على مواقع العمل وعلى فرص التطوّع، حيث دعا بعضهم إلى الحصول على الدعم اللازم لإيجاد بدائل للمواقع التقليدية. وتجدر الإشارة إلى أن الطلاب أدركوا أن الافتقار إلى الخبرة العملية يمكن أن يؤثّـر على قابليتهم للتوظيف بعد جائحة كوفيد.
وبالنسبة لبعض الطلاب، خلق الموقف إيجابيات، مثل المعرفة التي يمكن اكتسابها من خلال زيادة الوصول إلى الموارد الجديدة عبر شبكة الإنترنت، بما في ذلك الندوات عبر الإنترنت والدورات والمؤتمرات الافتراضية. ويمكن أيضًا تخصيص مزيد من الوقت للأنشطة الجديرة بالاهتمام مثل البحث المتعمّق أو المهارات الرقمية أو التوثيق.
وقد تمّت مناقشة نتائج بحثنـا بإسهاب عند التحقيق في أولويات طلاب حفظ التراث في عالم كوفيد وما بعده، وهو الذي تمّ نشره في مجلة المعهد الدولي للحفظ، ومجلة أخبار الحفظ .
ومن الجدير أيضًا إلقاء نظرة على نسخة من أسئلة الجمهور وعلى إجابات اللجنة خلال تلك الندوة التي عقدت عبر شبكة الإنترنت، والتي تمسّ مخاوف الطلاب فيما يتعلق بالفجوات في الخبرة العملية، وإدارة توقّعات أصحاب العمل، والتغلّب على الحواجز التي تحول دون الوصول إلى التدريب الدولي عن الحفظ، وفرص التدريب الافتراضية.
كيف يتكيّف الطلاب
منذ أن انعقدت هذه الندوة عبر شبكة الإنترنت، شهد العالم الموجات الثانية والثالثة في بعض الأماكن من جائحة كوفيد -19، وكل موجة منها تحمل معها تحدّيات جديدة. ويواصل الطلاب العمل على حفظ التراث، مثل المعلمين والممارسين والمؤسسات في جميع أنحاء القطاع، تعلّمهم طرقـًا جديدة للتكيّفِ والتعامل والتأقلمِ مع عدم اليقين المستمر.
إن أحد الأساليب التي أثبتت نجاحها بالنسبة لنا هو البحث عن مجتمع عبر شبكة الإنترنت - منتديات للتفاعل والتعلّم من الأقران، والبقاء على اتصال بالقطاع، وحتى تكوين صداقات جديدة قيّـمة. وإذا لم يكن هناك شيء آخر، فقد أظهر الوباء أن مجتمع الحفظ هو مجتمع داعم، حتى في المجال الرقمي.
ويحتاج الطلاب أيضًا إلى المشاركة في محادثات حول مستقبل تعلّم حفظ التراث في عالم ما بعد الجائحة. ومع أخْـذِ ذلك في الاعتبار، سيتمّ عقد ندوة مشتركة بين منظمة إيكروم وجامعة أثاباسكا والمؤسسة الدولية للحفظ، تحت عنوان: "نظرة معمّقة في رؤى الجائحة: الكشف عن أساسيات حفظ التراث"، التي سيتمّ عقدها في مدينة روما، العاصمة الإيطالية في الرابع والعشرين من شهر حزيران/ يونيو 2021 ، الساعة الخامسة مساءً.
نحن نتطلع إلى مواصلة النقاش هناك
تدرس إليونورا سيرمونيتا موضوع إدارة موارد التراث في جامعة أثاباسكا في ألبرتا بكندا، وتعمل كمبرمجٍ تعليميٍّ في متحف ألبرتـا الملكي. بينما تستكمل أمبر بهاتّي درجة الماجستير في علوم ممارسة الحفظ من جامعة كارديف في مدينة كارديف في مقاطعة ويلز البريطانية.
المزيد عن الندوة التي تمّ تقديمها عبر الويب في العام الماضي
إن صورة الندوة التي عقدت العام الماضي عبر شبكة الإنترنت والتي بحثت موضوع تعلّم حفظ التراث، جمعت مجموعة من المعلّمين والطلاب الدوليين لعرض ومناقشة تجاربهم خلال فترة الموجد الأولى من جائحة كوفيد 19.
وقد أدار الندوة عبر الشبكة الأستاذ خوسيه لويز بيدرسولي جونيورمن منظمة إيكروم، والبروفيسور شابنام إنانلو ديلو من جامعة أثاباسكا، والبروفيسور جين هندرسون من المؤسسة الدولية للحفظ.
أما لائحة المتحدثين فقد شملت:
- فيونا غراهام، مدرّسة برنامج الحفظ وإدارة موارد التراث، جامعة أثاباسكا؛ أستاذ مساعد، برنامج حفظ الفنّ، جامعة كوينز، كندا.
- ديفيد كوهين، أستاذ مساعد، كلية الآداب والعلوم الإنسانية، جامعة لوس أنديس، كولومبيا.
- تيري ليتل، محاضر أول، جامعة أحمدو بيلو، نيجيريا؛ مستشار أول، أمانة الفنّ الإفريقي كينيا.
- ساجيتا ميريام سونارا، أستاذ مساعد، قسم الحفظ والترميم؛ نائب عميد الآداب والعلوم والتعاون الدولي. جامعة سبليت، كرواتيا.
- ساتيش باندي، أستاذ مشارك ورئيس قسم حفظ الفنّ، معهد المتحف الوطني، الهند.
- إليونورا سيرمونيتا، طالبة، برنامج إدارة موارد التراث، جامعة أثاباسك؛ برنامج تعليم الكبار، متحف ألبرتا الملكي، كندا.
- أمبر باتّي، طالبة، ماجستير في موضوع ممارسة الحفظ، جامعة كارديف، المملكة المتحدة.
يرجى منكم مشاركة هذا الحدث على حسابكم على 'فيسبوك' وصفحتكم على 'توتير' أو على 'منصة لينكد إن'.