يحتاج الخبراء، ممن لديهم قدرات متنوعة في مجال العمل بالتراث، إلى الاطلاع الدائم ومواكبة التطورات المتعلقة في هذا المجال. ولهذا، في شهر أيار من العام 2022، تضافرت جهود المجالس الاستشارية الثلاث لاتفاقية التراث العالمي وهي: المركز الدولي لدراسة صون وترميم الممتلكات الثقافية – إيكروم (ICCROM)، والمجلس الدولي للآثار والمواقع – إيكوموس (ICOMOS)، والاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة (IUCN) من أجل العمل على النشاط التشبيكي الثاني للمجالس الاستشارية. جمع النشاط 40 متخصصاً في مجال التراث الطبيعي والثقافي، ممن يعملون مع المجالس الاستشارية والفئة الثانية لمراكز اليونسكو المعنية بالتراث العالمي .
يستهدف النشاط التشبيكي للمجالس الاستشارية؛ وهو جهد مستثمر في مجال بناء القدرات يتم تنسيقه من قبل برنامج قيادة التراث العالمي (WHLP)، المجالس الاستشارية الثلاث وشبكاتها. فهو يوفر فرصة لبناء قدرات المجالس الاستشارية للإيفاء بمسؤولياتها بما يتعلق برصد وتقييم التراث العالمي، وتقديم المشورة والدعم النوعيين في العمليات التمهيدية. كما يقدم نشاط المجالس الاستشارية منصة لخبراء التراث الطبيعي والثقافي لتبادل الخبرات والتفكير في موارد التراث العالمي الجديدة والاحتياجات المستقبلية لبناء القدرات، وذلك بالاعتماد على تجاربهم الواقعية.
رحبت هذه الجلسة بمشاركة زملاء من مراكز الفئة الثانية المعنية بالتراث العالمي وهم: المركز الإقليمي العربي للتراث العالمي (ARC-WH)، والمعهد الإقليمي للتراث العالمي في زاكاتيكاس (IRPMZ)، ومعهد التدريب والبحوث في مجال التراث العالمي لمنطقة آسيا والمحيط الهادي (WHITRAP-Shanghai)، ومعهد الحياة البرية في الهند (WII). حيث تؤدي هذه المراكز دوراً أساسياً في تنفيذ الأنشطة الإقليمية لبناء القدرات، وفي تقديم المشورة والدعم إلى الدول الأطراف والمواقع.
عقدت الدورة الثانية للنشاط التشبيكي للمجالس الاستشارية افتراضياً عبر الانترنت، حيث كان النشاط الأول منذ تفشي فايروس كوفيد-19. تجدر الإشارة بأن الدورة الأولى للنشاط كانت قد عقدت في أيلول من العام 2018 في مقر إيكروم بروما، حيث تخللت جولة ميدانية إلى موقع التراث العالمي "فيلا أدريانا" في مدينة تيفولي القريبة. ركز النشاط على فهم وتحسين أساليب وإجراءات المجالس الاستشارية.
أما النشاط الأخير للمجالس الاستشارية، فركّزعلى كتيّبي موارد التراث العالمي واللذان سيصدرا قريباً. الأول: الإرشادات ومجموعة الأدوات لتقييم الأثر في سياق التراث العالمي، والثاني: تعزيز مجموعة أدوات تراثنا 2.0. وخلال النشاط، ناقشنا كيفية دعم هذه الأدوات لمديري المواقع بشكل أفضل، كذلك لجهات التنسيق الوطنية والدول الأطراف لتنفيذ اتفاقية التراث العالمي على أرض الواقع، وتحسين إدارة وصون ممتلكات التراث العالمي.
من خلال ورش العمل والأنشطة التشبيكية للمجالس الاستشارية المستقبلية، سيتم استكتشاف كيف يمكن للأدلة المنقحة، التي سيتم إصدارها حول إدارة التراث العالمي وإدارة مخاطر الكوارث، أن تدعم خبراء التراث العاملين في مهام التقييم، والاستشارة والرصد نيابة عن المجالس الاستشارية.