يتعرض التراث الخاص بالفسيفساء للتهديد بشكل متزايد بسبب أعمال البناء الحديثة والسرقة وعدم وجود موظفين مؤهلين للقيام بأعمال الحفاظ والصيانة التي تبدو في أمسّ الحاجة إليها. لتلبية هذه الحاجة، تم تنظيم دورة تدريبية دولية لمدة خمسة أسابيع للحفاظ على الفسيفساء في الموقع، خلال الفترة من 26 مارس/ آذار إلى 26 أبريل/ نيسان 2019 ، ضمن الموقع التاريخي لجبيل (بيبلوس) في لبنان. ويهدف هذا التدريب، الذي شارك فيه ستة موظفين من المديرية العامة للآثار في لبنان DGA وستة موظفين حكوميين من ليبيا والأردن وفلسطين، إلى تعزيز قدرات كوادر الإدارات الوطنية في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، المسؤولة عن رعاية المواقع الأثرية، على الحفاظ على تراثها من الفسيفساء. تم تنظيم هذا الحدث بشكل مشترك من قبل مركز ايكروم – الشارقة، والمديرية العامة للآثار في لبنان (DGA) ومعهد جيتي للحفاظ (GCI).
تضمنت الدورة التدريبية محاضرات نظرية وتمارين عملية على إحدى لوحات الفسيفساء الأثرية القليلة المتبقية في جبيل (بيبلوس) والتى ماتزال باقيةً في موقع اكتشافها؛ حيث تدرب المشاركون من تقنيِّى الحفاظ على منهجية توثيق وحفظ الفسيفساء باستخدام مونة الجير لتثبيتها، وعلى كيفية القيام بإجراءات الصون الوقائي كإعادة الدفن وتجفيف الفسيفساء.
يأتي هذا التدريب ليتكامل مع دورة سابقة في الحفاظ على لوحات الفسيفساء المنقولة من موقعها الأصلي، عُقدت في جبيل (بيبلوس) في خريف عام 2017. وضمّ ذلك التدريب مشتركين آخرين من لبنان والجزائر وقد تم تنظيمه بالمشاركة بين إيكروم– الشارقة والمديرية العامة للآثار في لبنان بدعمٍ من مؤسسة جيتي.
وفقاً لسركيس الخوري، المدير العام للآثار في لبنان، ”يُعدّ لبنان من أوائل البلدان المشاركة في مبادرة موزايكون. وقد قام منذ اشتراكه بتطوير إستراتيجية متقدمة للحفاظ على تراث الفسيفساء؛ حيث أُنشئت الوحدة الخاصة بالحفاظ على الفسيفساء على يد فريق متخصص من أفراد المديرية العامة للآثار، ويتم تطويرها بشكل مستمر من قبل التقنيين المُدرَّبين. بينما تم وضع المركز الإقليمي للترميم والحفاظ على التراث اللبناني، والذي يستضيف أعمال هذه الدورة التدريبية، في موقع المسئولية بهدف ضمان تحقيق الاستدامة لهذه المهارات في عملية الحفاظ".
أما ويبر ندورو، المدير العام لإيكروم، فيقول أن” التدريب على الحفاظ على الفسيفساء في موقع اكتشافه يأتي في إطار التوجٌّهات الاستراتيجية لإيكروم، والتي تهدف إلي بناء الكوادر المؤسسية في المنطقة." بينما يضيف زكي أصلان، مدير مركز إيكروم الإقليمي في الشارقة، الإمارات العربية المتحدة، أن "مواقع التدريب هذه كانت جزءًا من عمل مركز ايكروم في المنطقة العربية، من خلال مكتبها الإقليمي في الشارقة الذي يخدم الدول العربية الأعضاء. تهدف ايكروم إلى توطيد الشراكة مع المركز الإقليمي للترميم والحفاظ على التراث اللبناني ومعهد جيتي للحفاظ بهدف إقامة المزيد من مواقع العمل التدريبية في المستقبل.”
وتقول جين ماري تيوتونيكو، المدير المساعد للبرامج في معهد جيتي للحفاظ، أنه "لم يكن ممكناً إقامة موقع العمل التدريبي في جبيل (بيبلوس) دون الدعم المستمر من شركاء المبادرة في لبنان، وكذلك التزامهم بالحفاظ على هذا التراث الثقافي الحيوي". وتضيف: "نحن فخورون بتقديم المساعدة في تطوير الممارسين المهرة للقيام بأعمال الحفاظ على الفسيفساء في لبنان وفي البلدان الأخرى المشاركة في مبادرة موزايكون".
ويتولى مهمة التدريب في هذه الدورة المكثفة، والتي هي من أواخر الدورات المنعقدة تحت مظلة مبادرة موزايكون، فريق دولي يضم مدرسين جامعيين ومختصين في مجال الحفاظ على الفسيفساء، بما يضمن أعلى مستوى لجودة التعليم النظري والتدريب العملي. وقد انطلقت مبادرة موزايكون بالشراكة بين معهد جيتي للحفاظ، ومؤسسة جيتي، ومركز إيكروم واللجنة الدولية للحفاظ على الفسيفساء الأثرية (آي.سي.سي.إم).
منذ عام 2008، قامت مبادرة موزايكون بتدريب أكثر من 200 أختصاصي في مجال الحفاظ من دول منطقة جنوب وشرق المتوسط. كما قامت بإجراء أبحاث وتنفيذ مشروعات ميدانية نموذجية لتقديم أمثلة عملية حول أفضل الممارسات في هذا المجال، وأسهمت في تقوية الشبكة المهنية من خلال عقد الاجتماعات الدورية لرواد التراث الوطني وتمويل مشاركاتهم في المؤتمرات الدولية. سوف يحضر مديري وممثلي ثلاث مؤسسات من المؤسسات الأربع المشاركة إلى جبيل (بيبلوس) في 24 نيسان/ أبريل لإختتام أعمال هذه الدورة التدريبية
الدول الأعضاء الممثلة: الأردن ، لبنان ، ليبيا ، فلسطين