رحل الأستاذ إنغمار هولمستروم، المتعاون مع منظمة إيكروم وصديق المنظمة منذ فترة طويلة، حيث توفي في الحادي والثلاثين من شهر آذار/ مارس عام 2021 عن عمر يناهز الثمانية والثمانين عامًـا.
ولد إنغمار هولمستروم في الثالث والعشرين من شهر شباط/ فبراير عام 1933، ودرس في ستوكهولم، العاصمة السويدية، حيث تخرّج في مجال الهندسة المدنيّـة من المعهد التقني العالي، وفي اختصاص الهندسة المعماريّـة من المعهد الملكي للتكنولوجيا.
في سنوات عقد الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي، أسس في مدينة ستوكهولم شركة الهندسة المعمارية وسمّاها "ألف باء تقنية الترميم" التي تخصّصت في حفظ المباني التاريخية المحميّـة وترميمها، وكان من ضمنها عديد الكنائس والقلاع التي تملكها الدولة منذ العصور الوسطى.
ومن عام 1977 إلى عام 1998، عمل إنغمار في مجلس التراث الوطني السويدي كرئيس لتقنية الحفظ. ومنذ مطلع عقد التسعينيات، كان يديـر أيضًا شركة استشارية للحفظ، وأجرى أبحاثـًا حول مواد البناء التقليدية.Husdoktorn Byggkonsult
وفي الفترة الممتدة ما بين عاميْ 1986 و1995، مثّـل إنغمار مملكة السويد في المجلس العلمي 'لليورو كير'، حيث ركّـز خلالها على ترميم المباني، وأطلق حينها مشروع 'يورولايم'، قبل أن يتابع لاحقًـا العمل مع 'جامعة كارلسروهي' في ألمانيـا.
كمـا عمل مع عديد المشاريع البحثية الدولية، بما في ذلك 'برنامج رافائيل الأوروبي'. وفي عام 1993، قدّم إنغمار المشورة بشأن مشروع بعنوان "مدافع الهاون ومجلدات الحفظ" في جامعة تسالونيكي باليونان. كان أيضًـا محاضرًا منتظمًـا في العديد من الجامعات في السويد ودول الشمال الأوروبي الأخرى.
كان أول تعامل لإنغمار مع منظمة إيكروم في شهر أيلول/ سبتمبرمن عام 1975، خلال عام التراث المعماري الأوروبي، عندما كان متحدثًـا رئيسيًـا في 'اجتماع الخبراء الدولي حول حفظ الهياكل الأثرية'، الذي نظمته وعقدته منظمة إيكروم بالاشتراك مع وزارة البيئة في المملكة المتحدة في غرينتش.
منذ ذلك الحين، ظلّ إنغمار على اتصال بمنظمة إيكروم، ومنذ عام 1985، حاضر بانتظام حول موضوع حفظ المباني التاريخية كجزء من 'الدورة التدريبيـة الدوليـة لحفظ العمارة (إيكروم-آرك)'.
وفي عام 1992، كان أيضًـا محاضرًا في 'الدورة التدريبية الدولية حول حفظ التراث المعماري الترابي' في غرونوبل، فرنسا، والتي نظمتها وعقدتها منظمة إيكروم و'برنامج غايا التابع لبرنامج كراتير'.
ومنذ مطلع التسعينيات، تولّى إنغمار فترات من الدراسة والبحث، وغالبًـا ما استفاد من موارد مكتبة منظمة إيكروم، وتعاون معها بوصفه مستشارًا في "المبادئ التوجيهية لإدارة مواقع التراث الثقافي العالمي" (ب. م. فيلدين ويوكا يوكوليتا، منظمة إيكروم عام 1993). ولإنغمار العديد من المنشورات باللغة الإنجليزية.
ومن ضمن هذه الأبحاث ورقة بحث موضوعها " صيانة المباني القديمة"، تم إعدادها بالاشتراك مع كريستينا ساندستروم للمؤتمر الذي عقدته منظمة إيكروم في مدينةغرينتش البريطانية عام 1975.
في ندوة منظمة إيكروم حول موضوع الملاط والأسمنت والجصّ، وهي المواد التي تستخدم كلها في ترميم المباني التاريخية (روما، تشرين الثاني/ نوفمبر عام 1981)، قدّم إنغمار ورقة بحث بعنوان "الملاط والأسمنت والجصّ للحفظ والإصلاح". ونشر كتابه الصادر عام 1972 عن "صيانة المباني القديمة: الحفظ من الناحية الفنية والأثرية" من قبل المعهد الوطني السويدي لأبحاث البناء في عدة طبعات.
كان إنغمار هولمستروم شخصًـا لطيفـًا ودافئًـا للغاية، وكان دائمًا على استعداد للمساعدة. أطلق على نفسه اسم هاسدكتورن – ومعناها 'طبيب البيت' . ويمكن أن يكون نهجه في حفظ الهياكل التاريخية والحفاظ عليها مشابهًـا بدرجة كبيرة لنسخة حديثة من قسم أبقراط: " سأحترم المكاسب العلمية التي تحققت بشقّ الأنفس لأولئك الأطباء الذين أتبع خطواتهم، وبكل سرور أتقاسم هذه المعرفة كما هي لي مع أولئك الذين سيتبعون. سوف أطبّـق، لصالح المرضى، كافة التدابير [المطلوبة] ، وأتجنّـب تلك الفخاخ المزدوجة من العلاج المفرط والعدمية العلاجية".
إن المدير العام السيد ويبر ندورو وكافة موظفي منظمة إيكروم يتقدّمون بأحر التعازي لأسرته وزملائه.
يوكا يوكيليتو