إغاثة التراث في الكوارث: الثقافة لا يمكنها الانتظار

 

تم إطلاق النسخة الأخيرة من المبادرة الرئيسية المركز الدولي لدراسة صون وترميم التراث الثقافي العالمي (ICCROM)، بعنوان "الإسعافات الأولية للتراث الثقافي" في حلقة دراسية أقيمت في مدينة برابنت، في هولندا، خلال 6-24 آب 2018. وسوف يتم خلال الحلقة الدراسية تدريب أربع وعشرين محترفاً في التراث والإسعاف الأولي من 23 بلد كي يصبحوا "مسعفين أوّليين للثقافة"، متمكنين في مجال حماية التراث الثقافي في ظروف الطوارئ.

وتعالج أقسام الحلقة الدراسية مواضيع كالوقاية، والإخلاء الآمن، وتوطيد وحماية التراث الثقافي المعرض للخطر. ويتعلم المشاركون في الحلقة علاوة على ذلك كيفية تقييم المخاطر والأضرار، ووضع الأولويات، والتواصل في الأزمات، والتفاوض مع السلطات المحلية خلال عمليات إنقاذ وتركيز الأشياء والبنى التاريخية في الحالات الطارئة. سيعود بعدها هؤلاء المسعفون الأولون للثقافة إلى بلادهم لمشاركة ما تعلموه في التدريبات التي تلقوها بشكل أوسع، هادفين إلى تأثير مضاعف. الهدف هو ضمان انخراط المجتمعات المتضررة كلياً بعملية إنعاش تراثها.

هذه النسخة من الحلقة الدراسية، التي تكوّن جزءاً من المبادرة المتعددة الشركاء للمركز الدولي لدراسة صون وترميم التراث الثقافي العالمي (ICCROM)، تحت عنوان "الأسعافات الأولية للتراث الثقافي"، هي من تنظيم المركز مع الشركاء: صندوق الأمير كلوس، مبادرة السميثسونيان للتراث الثقافي، واللجنة الهولندية للأونيسكو.

"إن دمج التراث الثقافي في أنظمة الاستجابة الشاملة للكوارث له فوائد جمّة – من أجل إستدامة المجتمع وبناء المرونة لديه للمستقبل، ولمساعدة المجتمعات التي واجهت الصدمات والذعر"، قال المدير العام للمركز الدولي لدراسة صون وترميم التراث الثقافي العالمي (ICCROM) السيد ويبر ندورو معلقاً خلال افتتاح الحلقة الدراسية. وأضاف "لهذه الأسباب يشدد المركز ICCROM على دور التراث في أجندة الطوارئ الأشمل بما فيها الاستجابة الأولى".

 تبلغ هذه الحلقة الدراسية ذروتها في 22 آب حيث تنفذ مناورة لحادثة حريق مفتعل في المتحف الأثنوغرافي، كي يختبر المسعفون الأولون الجدد للثقافة مهاراتهم محاولين حماية وإنقاذ موجودات المتحف الفريدة وهم يفاوضون للتدخل مع الإطفائيين اللذين يكافحون اللهيب. وسوف يحظى هذا الحدث بتغطية إعلامية واسعة لرفع درجة الوعي العام واستنهاض الإهتمام لدى الناس حول أهمية حماية التراث ومعافاته.

 

First Aid to Cultural Heritage in Times of Crisis course has begun in Brabant, Netherlands. Why? Because #CultureCannotWait. Proud to be doing this w/our partners @princeclausfund @UNESCO_NL @SmithsonianCRI. For more about our flagship programme: https://t.co/uAnJZC1SLZ #FAC2018 pic.twitter.com/WMN1x0FiCt

— ICCROM (@ICCROM) 8 August 2018

 

تشكل هذه الحلقة الدراسية جزءاً من برنامج ICCROM حول "التراث المرن أثناء الكوارث"، والهادف إلى إدارة فعالة للمخاطر على التراث الثقافي بواسطة برنامج ذي مسارين. بينما تركز مبادرة "الإسعافات الأولية للتراث الثقافي" على تسهيل التدخّل المحلّي الكفء لحماية التراث في حالات الطوارئ المعقدة، يهدف المسار الثاني إلى تعزيز القدرات الوطنية للوقاية والتخفيف من وطأة مخاطر الكوارث. والغاية هي العمل مع الدول الأعضاء والشركاء لحماية تراث الإنسانية، وبناء المرونة، ونشر السلام.

يقام الحدثان، الحلقة الدراسية والمناورة، من ضمن المبادرة السابعة "للعام الأوروبي للتراث الثقافي 2018" والمسماة "التراث في خطر". وتساند هذه المبادرة جميع أعمال إدارة المخاطر بما فيها التدريب الذي يحمي التراث من عوامل الأزمات كالحرائق، والفيضانات، والزلازل، والنزاعات المسلحة، والتهريب سواء في الفضاء الأوروبي أو على المستوى العالمي. وتشدد المبادرة التاسعة "كلنا للتراث" على أهمية الوعي العام وحملات التوعية والتواصل بالنسبة لقيمة ومعنى التراث الثقافي، بالتزامن مع رفع مستوى التنسيق الثقافي على المستوى الأوروبي. يشارك المركز الدولي لدراسة صون وترميم التراث الثقافي العالمي (ICCROM) في لجنة أصحاب المصلحة التابعة "للعام الأوروبي للتراث الثقافي 2018" ويساند جميع مبادراته.

أقيمت الحلقات الدراسية من ضمن المبادرة الرئيسية للمركز الدولي لدراسة صون وترميم التراث الثقافي العالمي (ICCROM)، بعنوان "الإسعافات الأولية للتراث الثقافي"، منذ العام 2010، على المستويات الدولية والإقليمية والوطنية. فقد استضافت مدينة روما في إيطاليا الحلقة الدراسية الأولى التي أقامها المركز بالتعاون مع وزارة الثقافة الايطالية ومنظمة الاونيسكو وجمعية الدرع الأزرق. وأقيمت الحلقات الدراسية الدولية اللاحقة في أمستردام وواشنطن، بينما أقيمت حلقات دراسية خاصة متعلقة بأحداث الأزمات في مصر، هايتي، العراق، مالي، ميانمار، النيبال، وأوكرانيا، إلى جانب بلدان أخرى.

تشتمل مبادرة "الإسعافات الأولية للتراث الثقافي" على بناء القدرات، التخطيط لإدارة مخاطر الكوارث، الإنتشار في حالات الطوارئ، مواد وموارد متعددة اللغات، وزيادة مجموعات المسعفين الأولين للثقافة إلى أكثر من مئة مسعف في أكثر من 70 بلداً، جاهزين للتشارك بالمعرفة وإعطاء المساعدة. من الشركاء الآخرين في هذه المبادرة الدولية نذكر مؤسسات الدفاع المدني الإيطالي، المؤسسة المصرية لإغاثة التراث، التراث الثقافي بلا حدود في ألبانيا، إلى جانب وكالات وطنية متعددة أخرى عاملة في مجالات التراث والطوارئ.

الدول الأعضاء الممثلة:

أفغانستان – فرنسا – إيرلندا – كينيا – مالاوي – ماليزيا – المكسيك – موزمبيق – نيبال – هولندا – نيوزيلاندا – البيرو – الفليبين – جنوب أفريقيا – جمهورية مقدونيا اليوغوسلافية السابقة – تركيا – جمهورية تنزانيا المتحدة – الولايات المتحدة الأميركية – فيتنام – زمبابوي
الدول الغير أعضاء: انتيغوا وبربودا – بوتان – كيريباتي.

الشركاء المتعاونون

المركز الدولي لدراسة صون وترميم التراث الثقافي العالمي (ICCROM): هو منظمة دولية متخصصة في حفظ وتشجيع التراث الثقافي حول العالم. يعمل المركز مع 136 دولة عضو لتأمين أفضل الأدوات، والمعرفة، والمهارات، والبيئة الحاضنة لحفظ التراث الثقافي بكل أشكاله وذلك لمنفعة الجميع.
http://www.iccrom.org

صندوق الأمير كلوس: يدعم ويشبك ويحتفي بجميع مزاولي الثقافة والفنانين حيث تقع حرية التعبير الثقافي تحت ضغط كبير وخصوصاً في اميركا اللاتينية وأفريقيا وآسيا ومنطقة الكاريبي وأوروبا الشرقية. يؤمّن هذا الصندوق، من خلال برنامجه للإستجابة الثقافية الطارئة، المساعدة السريعة لإجلاء وتثبيت وإنقاذ التراث الثقافي المهدد بالنزاعات والكوارث الطبيعية. http://princeclausfund.org    

مبادرة الإنقاذ الثقافي السميثسونية: تعمل لحماية التراث الثقافي المهدد أو المتضرر من الكوارث، ولمساعدة المجتمعات في الولايات المتحدة والمجتمعات الدولية لحفظ هويتها وتاريخها. http://culturalrescue.si.edu  

اللجنة الهولندية للأونيسكو: هي نقطة الإتصال في هولندا للنشاطات المتعلقة بمنظمة الأونيسكو. حماية التراث في الأزمات هي أحد الأهداف الجوهرية للجنة.
http://www.unesco.nl -  http://www.unesco.nl/unesco/english