اختتمت مؤخرا المسيرة المكثفة لبرنامج إيكروم واليونسكو لبناء القدرات من أجل تعافي شامل ومستدام ومرن للموصل بعد ما يقارب ثلاث سنوات من التحضير وتنفيذ أنشطة بناء قدرات مختلفة في الموصل. انبثق هذا البرنامج الفريد من نوعه في ظل مبادرة اليونسكو الأوسع نطاقا، "إحياء روح الموصل"، مشكلا شراكة ناجحة تضم جهات وطنية وعالمية، بما في ذلك إيكروم، واليونسكو، والحكومة العراقية، وجامعة الموصل. تم تمويل البرنامج من قبل دولة الإمارات العربية المتحدة والاتحاد الأوروبي. ويؤكد هذا التعاون على أهمية تكاثف الجهود الجماعية في استعادة التراث في مناطق ما بعد النزاع.
"لطالما كان عنصر التدريب في صميم مشروع اليونسكو في الموصل منذ بدايته. لذلك، عندما بدأنا المناقشات مع إيكروم، قررنا اغتنام هذا البرنامج كفرصة للابتكار، مع مقاربة تقديم تدريب بطريقة مختلفة".
ماريا ريتا أسيتوسو، مدير مشروع أول في اليونسكو
طوال هذه الرحلة، أسفرت جهود الخبراء الوطنيين والدوليين وفريق البرنامج وأصحاب المصلحة الآخرين عن تحقيق العديد من الإنجازات. حيث مكنت هذه الجهود شباب الموصل من المشاركة في استعادة تراث مدينتهم، التي تأثرت بشدة من النزاع المدمر الذي حل بها، معززًا الأمل في مستقبل أفضل. بالإضافة إلى ذلك، دافع البرنامج بنجاح عن قضية استعادة التراث ودوره الأوسع في بناء السلام والانتعاش الاجتماعي والاقتصادي في حالات ما بعد النزاع.
"لقد ازداد إدراكنا لأهمية تراثنا، كمواطنين ومهندسين على حد سواء."
محمد علاء الدين، مشارك
حقق البرنامج هدفه المتمثل في صقل مهارات المهنيين في مجال التراث والحرفيين المحليين من الموصل من خلال مسارين مختلفين. تم تنفيذ المسار الأول الذي يركز على التطوير المهني، والذي تم تنفيذه في دورتين، مسفرًا عن تخرج 25 من الدورة الأولى و 23 من الدورة الثانية. في المجمل، تخرج 48 من المهنيين الشباب من مسار التطوير المهني، حيث اكتسبوا معرفة نظرية وعملية شاملة في مجالات تحليل الحالة، وتقييم القيمة، والتوثيق، وتقييم الأضرار والمخاطر، وتخطيط وتنفيذ التعافي. كما وظف تراث الموصل كدراسة حالة لأنشطة بناء القدرات ضمن هذا المسار. ركز المسار الثاني على إحياء الحرف التقليدية والارتقاء بها، مستهدفا على وجه التحديد أربع حرف بناء في الموصل: الحجر، والمرمر، والنجارة، والحدادة. نتج عن هذا المسار 69 خريجا في ورش العمل الآنف ذكرها بعد إجراء دراسة مفصلة لتقييم الاحتياجات من قبل إيكروم في الموصل.
"يعد برنامج إيكروم لاستعادة التراث التابع برنامجا فريدا من نوعه، حيث إنها المرة الأولى التي يتم فيها تدريب المعماريين والمهندسين المدنيين على استعادة التراث في سياق ما بعد النزاع، لا سيما بشكل مباشر في المنطقة المتأثرة بالنزاع. مما يخلق بيئة تعليمية حية حيث يتم تدريس جميع الأدوات والمهارات اللازمة لتقييم المخاطر وتخطيط التعافي والتنفيذ ".
روهيت جيغياسو، مدير مشروع في إيكروم
أثر البرنامج بشكل كبير على خريجيه من خلال تغيير رؤاهم حول التراث ودوره في المجتمع، وتعزيز روح المبادرة والريادة، مما أدى إلى إنشاء أعمال جديدة ومشروعات ناشئة مستوحاة من تجربهم في البرنامج. يذكر على وجه الخصوص في هذا الصدد إنشاء منظمة غير حكومية، "مؤسسة إرث العراق"، من قبل خريجي الدورة الأولى للمسار الأول والتي تهدف إلى توظيف التراث الثقافي من أجل التنمية المستدامة ومنع نشوب الأزمات والتعافي في سياق ما بعد الأزمات.
كما أثارت تجارب البرنامج حوارًا حول ضرورة استعادة التراث، لا سيما في سياقات ما بعد النزاع، سواء في الموصل أو على الصعيد الدولي. حيث تمت مشاركة هذه التجارب خلال المدرسة الصيفية للتعافي من مرحلة ما بعد النزاع، حيث ناقش 25 مشاركا دوليا استعادة التراث في سياق ما بعد النزاع بالتركيز على الموصل كدراسة حالة.
يجمع الفيديو أدناه العديد من الشهادات حول البرنامج من الخبراء والخريجين وفريق البرنامج والشركاء من اليونسكو.
أبرز إنجازات برنامج إيكروم واليونسكو لبناء القدرات من أجل تعافي شامل ومستدام ومرن للموصل