يتميّـز السودان ببيئة شاسعةٍ ومتنوعةٍ ثقافيّـًا عانت طويلاً من الصراع والعقوبات الدولية. وقد تمّ إنشاء "مشروع متاحف مجتمع غرب السودان" لمعالجة دور المتاحف ومجموعات المقتنيات التراثية للمساعدة في إعادة بناء السلام والتماسك الاجتماعي.
وقد طوّر مكتب منظمة إيكروم الإقليمي في الشارقة هذا المشروع بالاشتراك مع الهيئة العامة للآثار والمتاحف في السودان، وبدعم ماليّ كريم وسخيّ من المجلس الثقافي البريطاني. كما استفاد من تعاون شركة المهندسين المعماريين مالينسون، وهي شركة بريطانية ذات خبرة طويلة في المشاريع في السودان.
وقد تمّ اختيار ثلاثة متاحف من مناطق مرتبطة جغرافيـًا بمسارات البدو والتجارة والحجّ. فهم مرتبطون ببعضهم البعض تاريخيًـا من خلال تمثيلهم للهجرات والثورات التي لا تزال موجودة في الذاكرة الجماعية للناس، والتي أسهمت في تشكيل السودان الحديث بوصفه دولةً مستقلة.
توّج المشروع بتنشيط المتاحف والتعاون بين الخبراء المحليين والدوليين لترميم مباني المتحف التاريخية، وحفظ مجموعات مقتنياتها المتحفية من خلال المعارض الجديدة، وتحسين التعليم، وتوثيق التراث الحيّ للمنطقة في اثنين وخمسين فيلمـًا قصيرًا. وقد أصبحت هذه المتاحف مراكز ثقافيّـة ومجتمعيّـة – كونها تضمّ مرافق متعدّدة مثل المكتبات ومراكز الأطفال والكافيتريات- وأماكن الاحتفال الشعبية.
اقتربت المرحلة الأولى من المشروع من نهايتها في ظلّ وباء كوفيد -19، وكان التحدّي الرئيسي هو الاستمراروالمضيّ قدمـًا. ومع ذلك، فقد نجحنـا في فتح مكتب للمشروع السوداني ومكتب إعلامي داخل البلد، مما سيضمن فرصًـا لاستدامة المشروع على المدى الطويل.
ونحن فخورون بشكل خاص بهذا المشروع المتكامل لطرق الاسترداد الشاملة والمستدامة التي تركّـز على الناس. وبوضع التدريب النظري موضع التنفيذ، فإنه يجسّد موثوقيّـة توقيع إيكروم ويؤكّـد مقاربتها الحساسة. وبمساعدةٍ قيّـمةٍ من الجهات المانحة التي تدعمنا وتعاون الدول الأعضاء في منظمة إيكروم، سيُحْدثُ مشروع متاحف غرب السودان فرقًـا دائمًا في المجتمعات التي تخدمها هذه المتاحف.