التقى حوالي 500 متمرس وطالب من قطاع التراث ومجالات أخرى في متحف التاريخ الوطني بالبرازيل للمشاركة في الندوة الدولية بعنوان "تراث في النار: من التالي؟ - إدارة مخاطر الحرائق للتراث الثقافي"، وذلك خلال الفترة من 26-28 يونيو/ حزيران في مدينة ريو دي جانيرو في البرازيل، والتي تناولت القضية الملحة المتمثلة في كيفية الحد بشكل فعال من خسائر التراث الثقافي عند حدوث الحرائق.
قام بتنظيم هذه الندوة منظمة ايكروم بالتعاون مع المعهد البرازيلي للمتاحف IBRAM، والمجلس الدولي للمتاحف في البرازيل ICOM Brasil بالشراكة مع المجلس الثقافي البريطاني، ومكتب اليونسكو في البرازيل، والمعهد الوطني للتراث التاريخي والفني IPHAN، والمتحف الوطني في البرازيل. كما استفادت الندوة من مجموعة واسعة من المساهمات التي قدمها نحو 17 خبيرا دولياً من أنحاء مختلفة من العالم بالإضافة إلى مجموعة من الخبراء من منظمة ايكروم والمجلس الدولي للمتاحف.
في كلمته الافتتاحية، أكد المدير العام لـمنظمة ايكروم، الدكتور ويبر ندورو، أن الحريق يشكل خطراً كبيراً على التراث الثقافي، وشدد على أهمية إعطاء الأولوية للصيانة والمراقبة المناسبتين باعتبارهما وسيلتين فعالتين لمنع حدوث الحرائق لأصول التراث. وبالإشارة إلى الحريق المدمر الذي أصاب المتحف الوطني بالبرازيل في سبتمبر/ أيلول 2018 ، أكد الدكتور ويبر ندورو على ضرورة أن يتم تحويل هذه المأساة إلى شيء إيجابي، مما يوفر درساً مهماً وفرصة للتفكير بشكل نقدي حول كيفية تجنب تكرار مثل هذه الأحداث في المستقبل أو الحد منها على الأقل. كما شكر الدكتور ويبر ندورو سلطات التراث البرازيلية والمؤسسات الشريكة الأخرى على دعمها الذي لا يقدر بثمن في تنظيم هذه الندوة، وأكد مجدداً التزام منظمة ايكروم بمواصلة العمل مع الدول الأعضاء لمعالجة هذا الموضوع الهام.
بدأت الجلسات الفنية للندوة من خلال عرض تقديمي قدمه خوسيه لويز بيدرسولي جونيور، مدير مشروع في منظمة ايكروم، وتضمن مجموعة من الإحصاءات حول الحرائق الأخيرة التي حدثت في البرازيل وكندا والصين واليابان والسويد. توفر هذه البيانات أدلة ملموسة على أن التراث الثقافي في جميع أنحاء العالم يتأثر باستمرار بالحريق. تواجه المكتبات الكندية في مقاطعة كيبيك ثلاثة حرائق في المتوسط في كل عام، كما تواجه الممتلكات الثقافية اليابانية أربعة حرائق في المتوسط في كل عام، وخمسة حرائق في العام ضمن مواقع الآثار الثقافية الصينية. وفي الوقت نفسه، تتأثر المباني الثقافية السويدية بستة حرائق في المتوسط في كل عام، في حين أن المتاحف الكندية في جميع أنحاء البلاد والمتاحف البرازيلية في ولاية ساو باولو تتعرض في المتوسط لتسعة حرائق في العام. وفقاً للمتحدثين اللاحقين، فإن متوسط عدد الحرائق يصل إلى رقم أكبر بالنسبة للمباني والمتاحف المدرجة في المملكة المتحدة والولايات المتحدة. مع الأخذ بعين الاعتبار عدد السكان مقارنة بالأصول التراثية في كل حالة، فإن احتمال نشوب حريق لكل فرد على مدى فترة 30 سنة يتراوح بين 1 ٪ و 40 ٪.
توضح الإحصائيات أيضاً أن الممارسات غير الآمنة أو الأعطال الكهربائية أو التقنية في أنظمة المباني أو الأعطال التي قد تصيب المعدات الأخرى هي السبب الرئيس للحرائق: وتسببت مثل هذه الأعطال بحدوث نحو 42٪ من الحرائق في السويد، و 60٪ في كندا، و 71٪ في الصين. وقال بيدرسولي إن مثل هذه الحرائق يمكن الوقاية منها بشكل فعال من خلال إجراءات الصيانة والسلامة المناسبة.
إن تحليلات المخاطر الكميّة التي شاركت بها إيرين كارستن من المعهد الكندي للحفظ (CCI) تُظهر باستمرار أن الحرائق تشكل أولوية قصوى عند مقارنتها بالمخاطر الأخرى التي تتعرض لها الأصول التراثية في كندا. تم الحصول على نتائج مماثلة من قبل بيديرسولي في البرازيل. قدمت كارستن أيضاً نتائج كميّة تُظهر أن تدابير الحد من مخاطر الحرائق، على الرغم من أنها أكثر تكلفة في كثير من الأحيان، تعد من بين أكثر الخيارات فعالية من حيث التكلفة لحماية أصول التراث الثقافي.
من جهتها أشارت آبارنا تاندون، مديرة مشروع في منظمة ايكروم، إلى التهديد المتزايد الذي يتعرض له التراث الثقافي المادي وغير المادي نتيجة للحرائق الواسعة النطاق والتي تؤثر على المناطق المكتظة بالسكان أو المواقع التراثية. ويشمل ذلك حرائق برية أكبر وأكثر تواترا بسبب تغير المناخ. في هذه الحالة، يعد التنسيق بين القطاعات ومشاركة المجتمع أمراً ضرورياً لتحقيق المرونة والاستجابة بفاعلية. بينما قادت تاندون ورشة عمل لمدة يوم واحد، مستفيدة من مشاركتها في الندوة، حول موضوع التنسيق والتعاون بين الوكالات من أجل التراث المقاوم للكوارث. جمع هذا النشاط الرائد في البرازيل أكثر من 25 مشاركاً من وكالات التراث والحد من مخاطر الكوارث وإدارة الطوارئ لمناقشة وتخطيط أفضل السبل لإدماج التراث الثقافي في التخطيط الوطني والمحلي لإدارة مخاطر الكوارث.
كما تطرقت الندوة إلى موضوع مثير للجدل يتمثل في استخدام رشاشات المياه ضد الحرائق لحماية التراث الثقافي. هناك تصور شائع، مهم بين المتخصصين في مجال التراث، أن خطر التلف الذي تسببه المياه بسبب حدوث خطأ في عملية الرش هو أكبر من خطر التلف الناتج عن الحريق نفسه. قد ينبع هذا من سوء الفهم فيما يتعلق بكيفية عمل أنظمة الرش، وموثوقيتها، والحجم النسبي للمخاطر. على سبيل المثال، من الشائع أن يعتقد الناس أن جميع رؤوس الرشاشات ستتدفق في وقت واحد فيما يسمى "تأثير هوليود". كما أن معدل التدفق العرضي لمرشات الحرائق، التي تصل إلى 1 من بين كل 16 مليون، هو أمر غير معروف على نطاق واسع. ومع ذلك، فإن خطر التلف الناتج عن الحرائق على أحد الأصول التراثية أكبر بعدة مرات من التلف الذي تسببه المياه بسبب حدوث خطأ في عملية الرش. هذا هو السبب الذي جعل المؤسسات التراثية الكبرى مثل CCI و Smithsonian توصي باستمرار باستخدام رشاشات المياه ضد الحرائق لحماية أصول التراث، وتقوم بتنفيذ هذه التوصيات بدقة ضمن مؤسساتها. خلال مناقشات الندوة، قام استطلاع عبر الإنترنت بقياس رأي الجمهور (انظر الرسم البياني). من المثير للاهتمام، أن النتيجة تظهر تحولاً كبيراً نحو قبول رشاشات المياه ضد الحرائق في مناطق المجموعات التراثية مقارنة باستطلاعات سابقة قامت بها منظمة ايكروم.
كما تطرقت الندوة إلى موضوع مثير للجدل يتمثل في استخدام رشاشات المياه ضد الحرائق لحماية التراث الثقافي. هناك تصور شائع، مهم بين المتخصصين في مجال التراث، أن خطر التلف الذي تسببه المياه بسبب حدوث خطأ في عملية الرش هو أكبر من خطر التلف الناتج عن الحريق نفسه. قد ينبع هذا من سوء الفهم فيما يتعلق بكيفية عمل أنظمة الرش، وموثوقيتها، والحجم النسبي للمخاطر. على سبيل المثال، من الشائع أن يعتقد الناس أن جميع رؤوس الرشاشات ستتدفق في وقت واحد فيما يسمى "تأثير هوليود". كما أن معدل التدفق العرضي لمرشات الحرائق، التي تصل إلى 1 من بين كل 16 مليون، هو أمر غير معروف على نطاق واسع. ومع ذلك، فإن خطر التلف الناتج عن الحرائق على أحد الأصول التراثية أكبر بعدة مرات من التلف الذي تسببه المياه بسبب حدوث خطأ في عملية الرش. هذا هو السبب الذي جعل المؤسسات التراثية الكبرى مثل CCI و Smithsonian توصي باستمرار باستخدام رشاشات المياه ضد الحرائق لحماية أصول التراث، وتقوم بتنفيذ هذه التوصيات بدقة ضمن مؤسساتها. خلال مناقشات الندوة، قام استطلاع عبر الإنترنت بقياس رأي الجمهور (انظر الرسم البياني). من المثير للاهتمام، أن النتيجة تظهر تحولاً كبيراً نحو قبول رشاشات المياه ضد الحرائق في مناطق المجموعات التراثية مقارنة باستطلاعات سابقة قامت بها منظمة ايكروم.
غطت الجلسات العامة للندوة بنجاح مجموعة واسعة من المواضيع المتعلقة بإدارة مخاطر الحرائق من أجل التراث الثقافي، من التشريعات والسياسات إلى أحدث ما تم التوصل إليه في مجال موارد السلامة من الحرائق؛ من الإسعافات الأولية، والتعافي، وإعادة التشغيل لبناء ثقافة مخاطر الحرائق في المنظمات التراث. تم تقديم العديد من دراسات الحالة، كما تم تبادل الدروس المهمة المستفادة في كل حالة. أتاحت زيارة للمتحف الوطني في البرازيل وعرضاً قدمته نائبة المدير، السيدة كريستيانا سيريخو، فرصة للاطلاع على أعمال الإنعاش الجارية ومستقبل هذه المؤسسة التراثية البارزة.
في اليوم الأخير للندوة، جمع منتدى متخصص هذه المجموعة الدولية من الخبراء المشاركين للانخراط في مناقشات مركزة ومتعمقة حول التحديات الرئيسة التي تواجه عملية حماية التراث الثقافي ضد الحرائق، وأفضل الحلول للتغلب عليها. تم تناول خمسة محاور موضوعية من قبل المجموعة. وشملت هذه المحاور:
- التشريعات والسياسات؛
- الوعي والمعلومات؛
- البحوث والتقانات الخاصة بالسلامة من الحرائق للتراث الثقافي؛
- التأهب والاستجابة والانعاش،
- ثقافة الوقاية.
كانت النتيجة عبارة عن مجموعة من التوصيات التي يتم دمجها حالياً وسيتم نشرها قريباً بواسطة المنظمين. ومن المتوقع أن توفر، إلى جانب المطبوعات التي تم نشرها حول الندوة مجتمعة، مخرجات ملموسة لدعم التغييرات في السياسات وضمان نشر النتائج على نطاق واسع.
الدول الأعضاء الممثلة: البرازيل، كندا، شيلي، غواتيمالا، السويد، المملكة المتحدة، الولايات المتحدة.