في شهر شباط/ فبراير 2025، عقدت دورة لبناء القدرات بمجال تقييم الأثر على التراث العالمي، وذلك في كل من مالاوي وجنوب إفريقيا. وقد نُظمت الدورة بالتعاون ما بين مركز التراث العالمي التابع لليونسكو، وبرنامج قيادة التراث العالمي المشترك بين إيكروم والاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة (IUCN) وحكومة جمهورية مالاوي.
في الفترة بين 10 – 27 شباط/ فبراير، تعاون برنامج قيادة التراث العالمي بشكل وثيق مع كل من مركز التراث العالمي التابع لليونسكو وحكومة جمهورية مالاوي لتنفيذ دورة لبناء القدرات في موقع التراث العالمي "حديقة بحيرة مالاوي الوطنية". هدفت هذه المبادرة إلى بناء قدرات الخبراء في مجال التراث في مالاوي ودول منطقة إفريقيا الجنوبية دون الإقليمية بما يتعلق بإجراء تقييمات الأثر. حيث تُعد منهجية تقييم الأثر أداة أساسية لتحديد تأثير مشاريع التنمية على مواقع التراث لضمان حمايتها وإدارتها بشكل مستدام.
نُسِّقت الدورة بالتعاون الوثيق مع إدارة المتاحف والآثار، وإدارة المتنزهات الوطنية والحياة البرية واللجنة الوطنية لليونسكو في مالاوي. وقد شارك في الدورة خبراء من مؤسسات التراث، والجهات المختصة بالتخطيط، والمجالس المحلية، بالإضافة إلى جهات تعمل بمجالات المياه والطرق والسياحة والتقييمات البيئية. حيث قدموا جميعاً من المنطقة والتي تشمل دول: بوتسوانا، ومالاوي، وليسوتو، وجنوب إفريقيا، وتنزانيا، وزامبيا وزيمبابوي.
تم تطوير هذا النشاط لبناء القدرات ضمن إطار مبادرة "إفريقيا أولوية"، كما أنه مدعوم من كل من هولندا والنرويج من خلال آليات التمويل المعتمدة من اليونسكو.
أما بالنسبة لبرنامج الدورة، فقد تألفت من ثلاث مراحل. كان أولها جلسة حول أساسيات التراث العالمي، عقدت إلكترونياً بتاريخ 10 شباط/ فبراير 2025. تلا ذلك ورشة عمل وجاهية حول منهجية الدليل ومجموعة الأدوات الخاصة بتقييم الأثر في سياق التراث العالمي، نُفذت في حديقة بحيرة مالاوي الوطنية بمدينة مانغوتشي في مالاوي. أما في المرحلة الأخيرة من الدورة، فعمل المشاركون بشكل فردي على إعداد تقرير تحديد النطاق لمواقعهم، وقدّموا نتائجهم النهائية بتاريخ 27 شباط/ فبراير 2025 كحصيلة لما تعلّموه خلال الدورة.
لقد وفرت الدورة مساحة لإجراء مراجعة وطنية حول كيفية تطبيق أطر وسياسات التخطيط والتنمية فيما يتعلق بممتلكات التراث العالمي في الدول المختلفة. كما تم التركيز على أفضل السبل لربط عمليات تقييم الأثر بنظم إدارة التراث العالمي، وذلك لتعزيز حفظ وإدارة التراث العالمي ودعم التنمية المراعية للتراث والتي تتوافق مع مبادئ حفظه وحمايته.