التعريف بمشروع كيمينوفا:استخدام التكنولوجيا المتطورة لمراقبة الأصول الثقافية الأوروبية

تحالف دولي يعمل على تطوير تقنيات ذكية لحماية التراث في ظل التغير المناخي والنزاعات

يعتبر التراث الثقافي الأوروبي شهادة على قرون من الابتكار البشري، والصمود والإبداع. فهو يشمل التقاليد، والمعالم والمجموعات الأثرية والمجتمعات المحلية الغنية والمتنوعة، والتي تحمل قصصاً من الماضي وتوفر المعرفة والفهم بما يتعلق بتاريخ القارة.

ولكن خلال السنوات الأخيرة، باتت المخاطر التي يتعرض لها التراث الثقافي، مثل التغير المناخي والنزاعات، تظهر بشكل متزايد. وعليه، فإن مواجهة هذه التحديات المتزايدة أصبح أكثر إلحاحاً من أي وقت مضى لحماية هذه الأصول التي لا تقدر بثمن. 

ولتلبية الحاجة إلى أدوات ممنهجة ومتاحة للجميع لرصد التراث الثقافي؛ سواء المبني أو المنقول، في الحين الذي يتم فيه الحصول على دعم من المجتمعات المحلية، أنشأت مجموعة من الشركاء من ذوي التخصصات المتعددة مشروع كيمينوفا. وهي مبادرة مبتكرة يتم تمويلها من قبل البرنامج الإطاري "أفق أوروبا" التابع للاتحاد الأوروبي.

فمشروع كيمينوفا عبارة عن شراكة دولية متنوعة تجمع بين الأوساط الأكاديمية، والمؤسسات غير الحكومية، والقطاعين العام والخاص ومجال التراث الثقافي. حيث يهدف هذا الجهد التعاوني إلى إنتاج مجموعة أدوات عملية تستخدم في توظيف الواقع المختلط والمعزز، بالإضافة توفير التعلم المعمق والنمذجة ثلاثية الأبعاد من أجل إجراء مسح وتوثيق لأوضاع أصول التراث الثقافي، بينما يتاح للمستخدمين التنبؤ بالأنماط وإجراء عمليات فحص في الوقت الفعلي؛ سواء في الموقع نفسه أو عن بعد، وذلك بمساعدة أفراد من المجتمع المحلي.

أما حالياً، فيتم تطوير واختبار تقنية كيمينوفا باستخدام أربع دراسات حالة مختلفة من جميع أنحاء القارة، هي: الحرم الجامعي التاريخي ومجموعة فنون مارتينيز غيريكابيتيا في جامعة فالنسيا، ومجموعة مكتبة علم التشريح البشري في باليرمو، وقصر شونبرون في فيينا وكاتدرائية القديسة صوفيا في كييف.

تعزيز التعاون بين العلماء والمجتمعات المحلية من أجل الحفاظ على التراث الثقافي

في جوهره، يسعى مشروع كيمينوفا إلى تمكين الخبراء في مجال الحفظ، وإشراك المجتمعات المحلية وتسخير التكنولوجيا المتطورة لحماية التراث الثقافي الغني لأوروبا والحفاظ عليه.

من الأمور الأساسية في مهمة مشروع كيمينوفا هو العمل على تطوير نظام محوسب ذكي يتعدى التقنيات الموجودة حالياً لتحسين أساليب حفظ أصول التراث الثقافي الأوروبي. فباستخدام مجموعة هائلة من البيانات، يعالج النظام الأضرار الهيكلية والكيميائية الواقعة على التراث الثقافي؛ بما فيه من معالم ومواقع أثرية ومجموعات المتاحف، مع التركيز على تهديدات بشرية معينة وهي: التغير المناخي والنزاعات. حيث سيوفر هذا النظام للعاملين في مجال الحفظ إطاراً واحداً لتوثيق المعلومات، ورقمنتها، وتصنيفها وتبادلها.

إن تقنية كيمينوفا هي أكثر من مجرد حل تكنولوجي؛ إنها جهد تعاوني يشترك فيه الخبراء والمجتمعات المحلية. فمن خلال مبادرات علم المواطن، سيتم تمكين المجتمعات المحلية من المساهمة في جهود الحفظ من خلال توفير البيانات وزيادة الوعي حول آثار التغير المناخي والمخاطر الأخرى على التراث الثقافي. ومن خلال وضع المستخدمين النهائيين في قلب أدواتها وأساليبها، تضمن تقنية كيمينوفا أن حلولها متوفرة، وقابلة للتكيف، فهي مصممة خصيصاً لتلبية الاحتياجات المتنوعة لممارسي الحفظ وغير الخبراء على حد سواء.

بينما نبدأ هذه المسيرة، فإن التزامنا تجاه كيمينوفا يمثل خطوة جريئة إلى الأمام في إطار الجهود المستمرة من أجل حماية التراث الثقافي الأوروبي للأجيال القادمة.

للحصول على مزيد من المعلومات حول مشروع كيمينوفا، يمكنكم زيارة الموقع الإلكتروني والقنوات الخاصة به على وسائل التواصل الاجتماعي: يوتيوب، لينكد إن، إنستاجرام. ChemiNova #ChemiNovaEU #ChemiNova4heritage