في 28 و 29 تشرين الثاني/ نوفمبر 2023، اجتمعت إيكروم مع جامعة سنغور وأكثر من 10 خبراء من المؤسسات والخلفيات المختلفة، ليشهدوا إطلاق مركز أوتامادوني للتراث؛ وهو أول مركز للتراث في مصر. فمصطلح "أوتامادوني" يشير إلى معنى التراث باللغة السواحيلية، بينما يترجم مصطلح "تامادوني" على أنه الحضارة باللغة العربية.
يهدف مركز أوتامادوني إلى إنشاء ونشر مركز إبداعي وفعال للتراث داخل جامعة سنغور، يعمل على إعداد دورات تدريبية لبناء القدرات المتعلقة بتمكين الشباب لإنشاء مبادرات ريادية حول التراث الثقافي وإدارة شبكة قوية من المراكز الثقافية في جميع أنحاء القارة.
خلال حفل الإطلاق، سلط المشاركون الضوء على الحاجة الملحة إلى التآزر والتعاون بين مختلف الجهات المعنية بالتراث الثقافي، بما فيها على سبيل المثال لا الحصر الحكومة، والقطاع الخاص والمجتمع المدني. حيث يتمثل جوهر أهداف المركز في تزويد الخبراء الشباب بالمهارات والأدوات اللازمة للبدء بالأعمال الاجتماعية التي تصب في مصلحة التراث الثقافي.
أما الفكرة الشاملة من إنشاء المركز فتتمثل في ريادة المشاريع الثقافية، التي تغطي مجالات متنوعة مثل السياحة، والتغير المناخي، والإنتاج والمعرفة المتعلقة بالتراث الصناعي، وتقنيات التواصل التي تتقاطع مع التراث الثقافي. وكجزء من برنامج بناء القدرات للمركز، يتم التخطيط لورش عمل ذات موضوعات متنوعة تشمل: التراث الثقافي، والتراث الثقافي الذي يتقاطع مع السياحة، والمناخ، وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، والذكاء الاصطناعي، والمهارات الشاملة، وأساسيات ريادة المشاريع، ورواية القصص والترويج والتدريب قبل الاحتضان. حيث تستهدف هذه البرامج الخبراء الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و 30 عاماً ممن لديهم المعرفة الأساسية بالتراث الثقافي وفكرة مشروع تتوافق مع مجال الحفاظ على التراث الثقافي.
يحتضن مركز أوتامادوني للتراث المتقدمين ممن هم من خلفيات واسعة المجالات، مما يعزز الشمولية والتنوع. وقد تم إطلاق مركز أوتامادوني للتراث كجزء من برنامج إيكروم الشباب، التراث، إفريقيا، فهو يسهم في تطوير شبكة من الفضاءات الابتكارية التي تعمل كمحفزات لحفظ التراث والنظم البيئية لريادة المشاريع. فهذه الفضاءات توفر البيئة التي يمكن أن يتعاون فيها أصحاب المشاريع والعاملون بمجال حفظ التراث لضمان الحفاظ على الأصول الثقافية واستخدامها على المدى الطويل. كما ويعزز مركز أوتامادوني للتراث إمكانية تشغيل فئة الشباب وريادة المشاريع في القارة الإفريقية، مع التركيز بشكل أساسي على الشباب المصري والشمول التدريجي لدول أخرى في شمال إفريقيا مثل الجزائر، وتونس والمغرب.
في الأشهر المقبلة، سيركز المشروع على تعيين وتنسيق المجموعة الأولى من الشباب، رواد مشاريع التراث، لتدريبهم واحتضانهم، وذلك بدءاً من شهر آذار/ مارس 2024. كما سيتم تنفيذ برنامج توعوي، وتثقيفي وإبداعي شامل، يشارك فيه طلاب المدارس الثانوية والعاملين بالمتاحف لتعميق فهمهم للتراث.