جرت أنشطة برنامج استعادة التراث في الموصل، العراق، على قدم وساق هذا الصيف. حيث بدأ المهنيين، ضمن المسار الأول للبرنامج، وحدة تدريبية جديدة حول التخطيط لاستعادة التراث، في حين اختتم الحرفيون الشباب، ضمن المسار الثاني للبرنامج، ورشة عمل تدريبية حول النجارة التقليدية وواصل مشاركون اَخرون ورشة عمل حول نحت وحفر وترميم وبناء المرمر.
برنامج استعادة التراث في الموصل هو مبادرة لبناء القدرات تسعى إلى تعزيز المصالحة المجتمعية من خلال استعادة البيئة وإعادة تأهيل المواقع التراثية في الموصل. صمم البرنامج لتعزيز مهارات مهنيي التراث المحليين (المسار الأول) والحرفيين (المسار الثاني) عن طريق التدريب والممارسات الفعلية للجوانب التقنية. ويهدف كلا المسارين إلى تنمية قدرات المصلاويين للمساهمة بفعالية في تعافي وانتعاش مدينتهم.
صممت الوحدات الخمس الأولى من المسار الأول لتقديم المعارف والأدوات الأساسية لاستعادة التراث الحضري. في حين أن الوحدة التدريبية السادسة، والتي تم إطلاقها في السادس من آب 2022، هي أولى الوحدات التدريبية الثلاثة التي سيطبق فيها المشاركون هذه المعارف والأدوات المكتسبة في إطار عملية استعادة التراث.
"بعد كل ما تعلمناه في الوحدات التدريبية السابقة، تغيرت وجهة نظري للتراث ليس فقط من منظور تاريخي أو جمالي، ولكن أيضًا من الناحية العلمية والثقافية. والأهم من ذلك، تعلمت كيفية الحفاظ عليه واستعادته بالطريقة الصحيحة ".
- ميرنا طارق، إحدى المشاركات في المسار الأول
"كانت تجربتي في الموصل مثيرة ورائعة للغاية. سوف تتسم الموصل، على الأقل لجيل واحد، بإعادة بناء التراث الثقافي الذي آمل أن يكون إيجابياً وقيّماً للمنهجيات والتقنيات الجديدة المستخدمة ".
- البروفيسور سالفاتور روسو، خبير تدريبي، الوحدة الخامسة من المسار الأول
"قبل هذه الدورة ، كنت أعرف فقط بعض الأشياء عن تراث الموصل ، لكنني الآن أدركت كم هو جميل ومميز تراثنا. كما تعلمت اهمية الحفاظ على هذا التراث إذا أردنا الحفاظ على هويتنا الأصلية التي تجعل الموصل على ما هي عليه ".
- مها عبد الكريم، إحدى المشاركات في المسار الأول
كما وردت أيضا تطورات حديثة في المسار الثاني للبرنامج، حيث تم إطلاق ورشة تدريبية في تموز لصقل مهارة الحرفيين شبه المهرة على ترميم المرمر الذي يعد مادة أساسية للمباني التاريخية في الموصل القديمة. وسيتعلم المشاركون خلال الورشة كيفية البناء والنقش والنحت على المرمر – بما في ذلك كتابة الخط العربي.
كما شهد شهر آب اختتام دورة النجارة التقليدية، والتي عقدت على مدار ثمانية أسابيع بقيادة النجار الموصلاوي الخبير محمد خليل إبراهيم. حيث قام بنقل خبراته في تقنيات النجارة التقليدية للمشاركين والتي فقدت إلى حد كبير بين معظم النجارين الموصلاويين.
"بإضافة عشرين حرفياً ماهراً إلى القوة العاملة، ستفيد هذه الدماء الجديدة سوق العمل بالمرمر بالطريقة التقليدية والذي يعاني من وهن. بدوره سيساهم ذلك بالسماح في زيادة القدرة على التكيف مع المتغيرات. لقد فوجئت بشكل كبير بتفاني هؤلاء الشابات والشباب وعملهم الدؤوب والجاد بالإضافة إلى سرعة تحسن أدائهم."
- محمود ابراهيم حسين، رئيس ورشة المرمر التدريبية
"كمتطوعة، افتقدت للثقة بالنفس والشجاعة، لكن سرعان ما تغير ذلك مع تقدم سير العمل في الورشة التدريبية. لطالما شكل كوني امرأة عائقاً لتقدمي، ولكن أشكر إيكروم واليونسكو لمنحي هذه الفرصة لأبرهن لنفسي والآخرين ما أنا قادرة على فعله."
- علا حسن صالح، إحدى المشاركات في ورشة المرمر التدريبية
في الفترة المتبقية من عام 2022 ستعقد ورشتي عمل إضافيتين حول البناء التقليدي بالحجر والحدادة التقليدية لأربعين شابًا وشابة آخرين من الموصل ليختتم بذلك المسار الثاني من البرنامج التدريبي. كما ستنتهي الدورة الأولى من المسار الأول مع افتتاح الدورة الثانية للمسار الأول لخمسة وعشرين مهندساً معمارياً، ومهندساً مدنياً، ومخططاً حضرياً جديداً.
سيكون برنامج استعادة التراث في الموصل قد درب 120 موصلاوياً بحلول نهاية العام على النحو التالي:
- سيتم تدريب 70 حرفيًا لإحياء التراث والارتقاء به باستخدام المهارات الحرفية التقليدية، مثل البناء بالحجر بالطريقة التقليدية والحدادة التقليدية. (المسار الثاني)
- تدريب 25 معماريًا ومهندسًا على بناء القدرات من أجل التطوير المهني. (المسار الأول)
- سينضم 25 معماريًا ومهندسًا حديثي التخرج إلى البرنامج لدورة أخرى من المسار الأول.