تم إصدار هذا المورد كجزء من التعاون بين المجلس الدولي للمعالم والمواقع (إيكوموس) والمكتب الإقليمي لحفظ التراث الثقافي في المنطقة العربية (مركز إيكروم – الشارقة). وقد حظي هذا التعاون بدعم صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، حاكم الشارقة وعضو المجلس الأعلى للاتحاد في دولة الإمارات العربية المتحدة، كما أنه يتوافق مع مهمة مركز إيكروم – الشارقة في مساعدة الدول الأعضاء في المنطقة العربية على حفظ التراث الثقافي لبلادهم.
فالهدف من هذا الكتاب هو تزويد الناطقين باللغة العربية من الخبراء، والممارسين، والأكاديميين، والباحثين، فضلاً عن المشرعين المحليين والإقليميين بأفضل ممارسات الحفاظ على التراث الثقافي وإدارته. كما أنه يسعى إلى تعزيز القدرات المؤسساتية الإقليمية والوطنية في المنطقة العربية من أجل حفظ التراث الثقافي على نحو مستدام.
إن مورد المواثيق الدولية لحفظ وترميم المعالم والمواقع الأثرية هو مورد شامل يضم مجموعة متنوعة من المواثيق والإعلانات الدولية المتعلقة بالحفاظ على التراث الثقافي وترميمه. حيث عملت إيكوموس على إنشائه بالتعاون مع أطراف أخرى من المنظمات الدولية ذات الصلة. فهو يتضمن العديد من النصوص الخاصة بإيكوموس؛ من مواثيق وإعلانات ومبادئ توجيهية ووثائق، والتي تم إنشاءها واعتمادها من قبل الهيئات التابعة لإيكوموس، بدءاً من الجمعية العامة إلى اللجان الوطنية والعلمية.
يتناول هذا الإصدار أشكالاً متنوعة من التراث الثقافي، بما فيها المواقع التاريخية، والمعالم الأثرية، والمباني الأثرية، ومواقع التراث، والمناظر الثقافية، والمناطق العمرانية التاريخية والحدائق التاريخية والمزيد غيرها. حيث تشمل النصوص التي يحتويها الإصدار مجموعة واسعة من الموضوعات والمفاهيم المتعلقة بحماية التراث الثقافي واستدامته، وذلك من خلال التوثيق، والتسجيل، والتحليل، والتقييم، والترميم، والتعليم، والتدريب، والإدارة المستدامة، والوعي العام وتعزيز السياحة الثقافية المستدامة.
بشكل عام، يستعرض هذا الإصدار تطور مبادئ الحفظ والصون المشتقة من الوثائق الصادرة عن المجلس الدولي للمعالم والمواقع – إيكوموس، وذلك بدءاً من ميثاق البندقية لعام 1964؛ الذي يركز على المعالم التاريخية المعمارية، امتداداً إلى المواثيق والإعلانات الحديثة التي تتناول مجالات حفظ التراث المبني، والحدائق التاريخية والمناطق العمرانية. فمنذ إعلان ميثاق البندقية، وضعت إيكوموس إطاراً فلسفياً، وعقائدياً وإدارياً متيناً للحفظ المستدام للتراث الثقافي في جميع أنحاء العالم.
نتطلع إلى أن يحقق هذا الإصدار هدفه الأساسي والمنشود، والذي يتمثل في بناء قدرات الخبراء والباحثين الناطقين باللغة العربية لتنفيذ أفضل الممارسات في مشاريع حفظ التراث الثقافي، إلى جانب تعزيز قيم التراث الثقافي وأصالته من خلال حمايته وصونه للأجيال القادمة.